الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجدل العقيم في غرفة يهوه أيلوهيم

عامر الأمير

2006 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( كل حزب بما لديهم فرحون ) - القرآن ..
( القرد بعين أمه غزال ) - مثل شعبي عراقي ..
بداية نود هنا ان نسجل تعاطفنا مع الأقليات و خاصة غير المسلمة التي أضطهدت و لازالت تضطهد في البلاد العربية الأسلامية .. و في مقدمتهم المسيحيون بشكل عام و القبط المصريون بشكل خاص !!! الذين تطبق عليهم الشريعة الأسلامية رغما عنهم و خاصة ماجاء في العهدة العمرية التي يتبناها الأزهر و الحكومة المصرية المتعلمنة نسبيا و المؤتمرة بأوامر مشايخ الأزهر الشريف !!! حيث لا يسمح للقبط سكان مصر الأصليين ببناء أو ترميم كنيسة طبقا لشروط العهدة العمرية التعسفية .. اضافة الى أقصاء الأقباط من تولي المناصب المهمة و الحساسة في الحكومة المصرية !!!
ان الأضطهاد الذي تعرض له القبط على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا أضطر الكثير منهم الى الهجرة الى بلاد الغرب في أستراليا و كندا و أميركا بحثا عن حرية أفتقدوها في وطنهم الأم !!! و هربا من جحيم العهدة العمرية المسلطة كالسيف على رقابهم منذ الغزو العربي الأسلامي بقيادة عمرو بن العاص والى يومنا هذا !!!
انه لمن الطبيعي و الحال هذه أن يلجأ الأقباط الى الرد على تلك العهدة الظالمة بالنبش في المجلدات الضخمة للتراث العربي الأسلامي و البحث عن مثالبه و سقطاته و هفواته و عثراته و تناقضاته و هي لا تعد و لا تحصى و الحمد لله !!!
و مع التطور الهائل الذي يشهده عصرنا من انتشار وسائل الأتصال الحديثة و الأنترنت التي دخلت تقريبا كل بيت أصبح عالمنا حقا قرية صغيرة كما يقال .. فقد لعلع الصوت المسيحي و القبطي المقهور عاليا .. فاضحا عورات الأسلام و المسلمين المتناثرة في عدد هائل من المجلدات الضخمة من قرآن و أحاديث و تفاسير و تواريخ ... فاستطاعوا ( أي المسيحيون ) أن يكشفوا المستور و المسكوت عنه في كتب التراث الأسلامي و يعروه أمام العالم العربي الأسلامي بكل ما يحمله ذلك التراث من غزوات و قتل و سفك دماء و سبي نساء و نكاح أماء و نهب و سلب و قهر و ظلم و جور و فجور !!!
ان المجادل القبطي أو المسيحي في غرفة ( يهوه ايلوهيم ) على البالتولك يبدو و كأنه قوي الحجة مدعوما بما يسميه ( الدليل و البرهان ) و من كتب الأسلام في تفنيد مايحاول المجادل المسلم الذي يبدو ضعيف الحجة مهزوزا مهزوما غير قادر على مقارعة نظيره المتدرب جيدا و المتسلح بالمعرفة و الحجج و البراهين التي لايستطيع المسلم دحضها كون مصدرها أسلاميا معترفا به من مرجعيات و مشيخات كبرى !!!
يتهم المسيحيون محمدا رسول الأسلام بتهم عديدة و يصفوه بكلمات بذيئة .. منها : أن محمدا هو رسول الشيطان !!! و أنه أبن آمنة و غير معروف الأب .. اي ابن زنى !!! ( متناسين أن يسوع هو مجهول الأب و قد أتهمه اليهود بأنه أبن زنا ) .. و انه ( أي محمدا ) كذاب .. سكير .. زاني .. مجرم .. سارق .. شاذ جنسيا .. قاتل .. الخ من التهم و الشتائم التي تنال من شخص رسول الأسلام ... و أن الله ( أله المسلمين ) ليس سوى شيطان !!! أو هو اللات أكبر - كما يزعمون - !! و أن الله ليس الأله الحقيقي الذي بشر به كل أنبياء بني أسرائيل و الذي تجسد أخيرا في هيئة بشرية هي يسوع المسيح !!! و نحن هنا نتسائل كيف أستطاع هؤلاء القوم ان يلفقوا تلك التهم و يخرجوا منها استنتاجات غرائبية من حكايات أسطورية ما عادت تنطلي على العقل الحديث ... فكما هو معروف أن اللات هي أحدى الآلهة التي سخر منها محمد و ناصبها العداء حتى حطمها بعد دخوله منتصرا الى مكة ... فمن أين جائوا بأن الله هو اللات أكبر ؟؟؟ ... أما أن يكون ألله ( اله الأسلام ) هو اله الشر أو ( الشيطان ) فتلك لعمري مفارقة مضحكة لاتستحق الجدل فيها ... هذا اذا كان هنالك اله للشر حقا أسمه ( الشيطان ) ذلك الكائن الخفي الذي يجري في دم ابن آدم كمجرى الدم !!! .. ان العقل الحديث ينظر الى ( الشيطان ) على أنه كائن خرافي أو أسطوري أخترعه العقل البشري وصفا لنزعات و نوايا تبدو له شريرة و هي في حقيقتها جزء من الطبيعة البشرية للأنسان ... كالرغبات المكبوتة و النوايا غير الطيبة أو غير الأخلاقية التي تهز ضمير الأنسان من الداخل بعد أن تربى و نشأ في بيئة معينة نومته مغناطيسيا من حيث لايشعر على قيم و أخلاق تبدو له طيبة و رائعة و خيرة تتحول بتقادم الأيام الى ( ضمير أخلاقي ) أو ( اله الخير ) يتنازع مع طبيعة بشرية انوية مكبوتة و غير أخلاقية تدعى مجازا ( شيطان ) !!!
أما المسلم المسكين فهو في ورطة ... انه يؤمن بالمسيح عيسى ابن مريم و لا يستطيع بالتالي مهاجمته و نعته بصفات سيئة كما يفعل المسيحي بمحمد !!! كما ان المسلم لا يجد في تعاليم يسوع او في الاناجيل من دعوة صريحة للقتل او السلب او النهب او نكاح تعددي و ملكات يمين ... على الرغم من ان يسوع المسالم قد صرح بأنه قد جاء لكي لاينقض الناموس ( توراة اليهود ) المليئة بالقصص الأسطورية المثيرة المليئة بالجنس و القتل و الأبادة الجماعية للبشر و حرق القرى و تدميرها بما فيها من بشر و حيوانات و تخريب و ترهيب من أجل أرضاء الأله ( يهوه أيلوهيم ) الأله الرحيم الذي صب غضبه على المصريين القدماء في الفصح ( pass over ) و الكنعانيين الذين منح أرضهم الى شعبه المختار بني أسرائيل أو بني الذي صرع الأله أيل !!! بارا بوعده الذي قطعه مع أبراهام الذي تحول الى أبراهيم !!! الجد الأسطوري للعبرانيين و ابناء عمومتهم العرب !!!
كما أنه ليس لدى النصارى ذلك العدد الهائل من المجلدات التراثية و التفاسير و تفاسير التفاسير و الفتاوى و الأجتهادات و الجدالات الطويلة في العقائد و المذاهب و السير المتعددة و الفرق و الملل و النحل لكي يتصيد منها مثالبا يبز بها حاملي الصلبان ...
و عندما تسأل المسيحي عن سر تلك الولادة الأعجازية ليسوع من عذراء لم يمسسها بشر .. يأتيك بأدلة و براهين من القرآن ... و لا أدري كيف يستدل بنص كتاب يعتبره شيطاني للبرهان على ولادة يسوع التي تتناقض مع قانون الطبيعة الثابت الذي لا يتغير !!! و في احيان أخرى يدعي المجادل المسيحي بأن عيسى بن مريم المذكور في القرآن هو شخص آخر غير الأله يسوع ( الأله الحقيقي ) الذي سيترك لكل البشر أثرا ليهتدوا اليه ليدخلوا ملكوت السماوات و الويل لمن لايهتدي فمصيره جحيم أبدي !!!
و لو أفترضنا جدلا أن يسوعا هذا هو شخصية حقيقية مثبتة وجدت في التأريخ قبل أكثر من ألفي عام !!! فأن التساؤل يبقى مشروعا حول سر تلك الولادة الغرائبية التي كسرت القانون الطبيعي الثابت بحجة ( المعجزة) !! التي لا يستسيغها العقل الحديث و الذي انبثق و تطور في الغرب المسيحي !!! فالمعجزات المزعومة كثيرة و لكل اجتماع بشري أساطيره و معجزاته !! فلماذا يجب علينا أن نصدق بأسطورة يسوع وحدها دون الباقي من أساطير الشعوب و الأمم ؟؟؟!!!
لا نريد هنا أن نطالب المسيحيين أن يقنعوا ممن لايصدق بأسطورة ولادة يسوع الأعجازية الخرافية .. و لكننا ندعوهم الى ان يقرؤوا نصوص التراث الأسلامي بضمنها القرآن و السنن في سياقها التأريخي الموضوعي و ظرفها الزماني و المكاني ... فالقرآن كتاب المسلمين المقدس هو وليد ظروف القرن السابع الميلادي و أحداثه التي جرت في صحراء الجزيرة العربية التي كانت تقطنها قبائل تتصارع على الموارد الشحيحة في تنازع البقاء ... كثيرة الترحال بحثا عن الكلأ و الماء .. تتقاتل .. تغزو بعضها البعض .. تسلب و تنهب ... لا لهو لهم سوى قول الشعر و النكاح و شرب الخمر .. يتداوون ببول البعير .. فليس من العدل والأنصاف أن نلوم ذلك المجتمع على أخلاقه و لهوه و دوائه ... أنها ثقافة الصحراء الجرداء بكل قسوتها و لابديل لقاطنيها سوى التخلق بها .. و لو ولد يسوع في صحراء العرب لشرب بول البعير دواءا و لحمل السيف غازيا ...
لقد نشأ محمد و ترعرع في مكة التي أمتازت بكونها أهل البلد الحرام ( الكعبة ) التي تحج اليها القبائل في مواسم معينة يؤدون مناسكهم و يلقون بأشعارهم و يضحون لآلهتهم المتعددة .. و بسبب التطور التأريخي الأجتماعي الحتمي و وجود شخصية كمحمد المثقفة المتحنثة المتأملة في أحوال مجتمعها و زواجه بسيدة قريش التاجرة الواعية و المثقفة خديجة بنت خويلد و قضائه معها خمس عشرة سنة و علاقة خديجة بابن عمها ورقة بن نوفل المتبحر في الكتاب المقدس ... كان لابد أن تتمخض تلك الظروف عن النبي الذي كانت تنتظره العرب و الكهان و اليهود و النصارى ... كان لابد من ظهور محمد نبيا و موحدا للعرب بأله واحد هو الله !!!
و نحن لسنا هنا بصدد الدفاع عن النصوص التي جاء بها محمد و خاصة تلك التي تدعوا الى القتل و اقصاء الآخر و نبذه و أحتقاره و أحتكار الحقيقة الدينية الوحيدة و احتقار المرأة و تعددية الزواج من النساء و الأماء و ملكات اليمين ... الخ !!! بل ندعوا الى قرائتها ضمن سياقها و ظرفها التأريخي و الأجتماعي !!!
و هذه دعوة الى المسلمين أيضا أن يعيدوا النظر بمقدسهم و ليكفوا عن الدعوة الى ان الأسلام هو ( الدين الحق ) و الوحيد !! و من يبتغي غيره لن يقبل منه ...كما ينبغي على المسلمين تجاوز فكرة ( الحاكمية لله ) و ( الأسلام هو الحل ) و أن القرآن ( يصلح لكل زمان و مكان ) !!! و الا فأنهم سيقعون في مأزق كبير في كيفية التعامل مع مباديء الحداثة و ما تدعو اليه من تسامح و تقبل الآخر و حرية الأنسان و حقه في الأعتقاد و اللا أعتقاد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب