الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي 1 /2

داود السلمان

2020 / 5 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مقدمة:
ارسطو عرف الانسان بأنه (حيوان ناطق) وأنا أعرّفه بأنه (حيوان مشاغب- عنفي) لا يكف عن الجري في سبيل ملذاته الجسدية وغرائزية والجنسية والنفسية، وقضايا الاخرى السيكولوجية، كذلك. فهو، فضلا عن كونه الحيوان الوحيد الذي يفكر، وبتعبير المناطقة (ضاحك) فالمخلوقات قاطبة لا تمتاز بهذه الخاصية (الضحك= الابتسام). وعندما تكشر افاعي تلك الغرائز انيابها نحوه لا يستطيع الصمود امامها، فحينها يكون ضعيفًا خائرًا، فلا يجرد سيف صبره ويجرب صموده، امام تلك القوة الشريرة (الافاعي= الغرائز) بل يجري امامها، ويلهث لهاث الظامئ حتى يندلع لسانه، ويستجيب لأول نداء يطرق باب غريزته بأنامل وحشية، فيسلم كل اسلحته ويترك خطوطه الدفاعية، ايذانا منه بخسران المعركة، دون أن يطلق ولو قذيفة واحدة باتجاه العدو(الغريزة). فخسران هذه المعركة هو بمثابة أنهاء الحياة وقطع جذورها من الاعماق، واذا انتهت هذه الحياة ستُهدم ركزة اساسية من بناء الكون – الوجود، ويصبح، فيما بعد، الاستخفاف بفلسفة الحياة وعدم جدواها، وتسقط عندها اساسيات الوجود المبني على اسس أو ركائز أربعة، ومن أهما: الحياة نفسها.
لذلك، نجد العلماء والفلاسفة، ومنهم علماء الاجتماع يؤكدون كثيرًا، ومن خلال نظرياتهم واطروحاتهم، على الاصلاح الشامل لمنظومة الحياة، الحياة بصورة عامة، لكي يجعلوا هذه الحياة أن تسير بسلاسة وانسيابية تامتين في المحيط الكبير من الزمن، وهذا الوجود المترامي، لتلافي جميع المعوقات التي عادة ما تقف حجر عثرة في طريق الحياة نفسها، وبالتالي تفضي الى جحيم لا يطاق، وعذاب مستديم، وقد يتذمر كثير من الناس فيلتجئ الى الانتحار، والانتحار يعتبر اكبر جريمة انسانية تُهدد الوجود، لأنها تسعى الى اضمحلال البشر نفسه وبالتالي تصل الى هدم المجتمعات جميعها، ودك بعُد وجودها العيني.
ويشارك علماء الاجتماع فلسفاتهم هذه، علماء الاخلاق ويضيفون الى تلك المشاركة جُل قضاياهم الاخلاقية، والابعاد الروحية، والمعنوية، التي تسعى الى الاصلاح من شأن الانسان، داخليًا وخارجيًا، وتدفع به نحو الخير والعطاء، وسمو النفس والارتواء من منابع السعادة، وهذه المنابع هي موجودة في شعلة الحياة نفسها، وتتوهج بوهجها. لكن بشرط، هو أن يتعامل الانسان وفق معطيات تلك الحياة التي تفرضها عليه واقعية مجتمعية بصفته انسانًا مفكرًا يعي ما يجري من حوله، بعكس الحيوان الاعجم الذي لا يعي ولا يفكر ولا يهتم لأبسط الامور التي تعتري طريقه في لجة وجوده.
فاذا كان الانسان هذا لم يتعظ بآراء علماء الاجتماع يمكن له اللجوء الى علماء الاخلاق ليرتشف من فكرهم، ويرتوي من معينهم ونصائحهم السديدة كي يسيّر حياته بالشكل الطبيعي. واذا –ايضًا- لم يستطع ذلك، فيجب عليه أن يلوذ بضميره فلا يوجد انسان يخلُ من الضمير(وهو ما يعبرون عنه بالنبي الداخلي)، لكن احيانًا نجد كثيرًا من الناس قد ماتت ضمائرهم وقبروها في مقابر الجهل والفوضى العارمة، فصاروا معدومي الضمير. ومعدوم الضمير حين يرتكب الجريمة يرتكبها من خلال أنانيته، وغرائزه المقيتة، لفقده الوازع بمعنى أنه فقد من يسدي اليه بالنصيحة.
وهذه الجرائم التي يرتكبها المعني بالأمر كثيرة ومتعددة، وطالما حديثنا ينصب حول جريمة الاغتصاب، فعليه يجب أن ينصب جُل بحثنا –هذا- على هذه الجريمة الانسانية النكراء. وحريٌ بنا إن نعطي البحث حقه، كباحثين ولسنا ذوي اختصاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. جهود أميركية لخفض التصعيد | #غرفة_الأخبا


.. مساع مكثفة سعيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل قتلت لونا الشبل؟


.. بعد المناظرة.. أداء بايدن يقلق ممولي حملته الانتخابية | #غرف




.. إسرائيل تتعلم الدرس من غزة وتخزن السلاح استعدادا للحرب مع حز