الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حررتني

محمد أبوزيد محمد

2020 / 5 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يمُر لصداقتي معها سوى أسابيع، جذبني إليها أنوثتها وشعرها المسدل ولونهِ الأسود، صاحبتني إلى الحارات الممتلئة بالفقراء، تتعامل معهم بكل بساطة، تُـكسيهم بالملبس كما تُكسيهم بعطفها وإبتسامتها الرقيقة، تحاول محو امُيتهم كما تمحو البؤس والحزن عن كاهلهم، تساعدهم بتعلم حرفة للعيش، ظننت أنها مسيحية وتحاول استقطابي بدعوة المحبة والخير، فأهتآجت لدي عواطف عبثية وكأني فجأة أرتدي جِبة وقفطان، محدثاً حمّيِتى الزائفة .. دينك لحمك دمك.
- فعَلمتُ أنها لا دينية..!
‏ سرعان ما خلعت ذاك الرداء الموروث ونزعت عني جبتي وقفطاني وألقيت بسبحتي أرضًا، وقلت إذاً هي متحررة، لا وازع ايماني يحكمُها، لامانع إن دعوتها لليلة رومانسية دافئة، فهؤلاء كل شيء لديهم.."عادي"، ولأصومنّ يوم عرفة وسيغفر لي الرب عاميَ الماضِ والحاضر.
‏-فعلمت من عفة اخلاقها ما يُضاهي عفة إمرأة عاكفة بالبيت الحرام أو راهبة في قداسة بيت لحم..!
‏ فأحببتها، ‏وتزوجتها وأنجبنا إبنة مسيحية وإبن مسلم وآخر لا ديني وبالأحرى الثلاثة تجمعهم الإنسانية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran