الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختراع أسمه التسول !

عاطف السوافيري

2020 / 5 / 10
المجتمع المدني


شهدت ظاهرة التسول في قطاع غزة تطورا ملحوظ في السنوات الاخيرة، حيث باتت اشبه بمشاريع اقتصادية ومؤسسات منظمة او بالحد الأدنى وظيفة يومية عند معظم المتسولين، وأضف لهذا ملاحظة ان الامر ليس بالعشوائي او الارتجالي، بل مخطط استراتيجي بدليل ان المتسولين يتمركزون أمام التجمعات البشرية او الأماكن المكتظة باعتبار ان المردود الاقتصادية لتلك الأهداف أكثر نجاحاً !!
وبعيداً عن طرح نظريات خيالية كاذبة من قبيل المؤامرة أو الاحتلال أو الحصار، اليس هناك رادع او حل لهذا المشكلة ونحن في شهر تختفي فيه الشياطين، أليس هناك من جهات للقضاء على هذه الظاهرة التي لا تليق بشعب مناضل ضحى بالغالي والنفيس من أجل العزة والكرامة ؟!
نعم أننا شعب مناضل تعلمت منه الأمم كيف تكون الثورات والكفاح الوطني وضرب مثالا رائع في الرقي والحضارة، ولكننا فشلنا فشل زريع في ردع ظاهرة سلبية ومتنامية، أسمها التسول، فالمؤامرة أن نترك أطفالا وحرائر وشيوخ يستغلون من قبل آخرين في جمع أموال تذرعا بالحاجة واولياء امورهم او مستخدميهم يتعاطون بما جمعوا المخدرات او ينفقون المال على ملذاتهم!
يكفينا تعلق بمقولة كونها ظاهرة من فعل الاحتلال او الحصار، فالاحتلال خلف الحدود ولا يعيش بيننا وان كان الامر واقعياً فليبحث المسؤولين بغزة عن جوهر المسألة وليجدوا لها الحلول الجذرية، فالقصة لن تنتهي بحملات شرطية كل فترة والامساك بالذيل وادواته وترك الرأس حر طليق، ولنأخذ العبرة من تجربة دول قد سبقتنا للقضاء على هذه الظاهرة، فالمنظر يدمي القلوب ويشعر المرء بأننا بنهاية الزمان وأننا نبتعد كثيرا عن تقاليدنا واعرافنا ومظهرنا الحضاري بين الشعوب
عار علينا وجود مثل هذه الظاهرة الغريبة على شعبنا وتاريخنا، وغزة يدخلها الملايين من الدولارات تحت بند الغوث ومساعدات الفقراء وبحسبة بسيطة فان الخلل يكمن في القائمين والمسئولين والجمعيات الاهلية المشرفين على توزيع تلك المساعدات والطرود، فلا عدالة ولا حقوق والا لما وجدنا محتاج حقيقي للطعام ولن نتهم أحدا خارج سياق الاخلاق والذمم المالية ولكن كفانا عبثا ورهن الامر لظروف خارجية وكفانا العيش مثل النعام ودفن رأسنا في التراب فالتسول بات واقع ومهنة رسمية وكل الإجراءات التي نراها لن تحقق شيئا في الحد من هذه الظاهرة !
وحتى نكون منصفين فأننا نعلم أن غزة ليست بدولة عظمى وأن عمر بن الخطاب ليس فينا ولا بيننا وندرك أن امكانياتنا محدودة ولكن لا أظن ان العقول المبدعة قد خلت وتبخرت بين أبناء شعبنا، بحيث لا نستفيد من تجربة قامت بها مثلا مملكة بلجيكا التي سنت قوانين وتشريعات وعقوبات رادعة للقضاء على هذه الظاهرة، بعدما لاحظت من خلال سجلات الشرطة الى أن المتسولين يتصرفون بشكل منظم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية