الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام الله في ميزان العقلانية

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( كلام الله في ميزان العقلانية )

قلم #راوند_دلعو

#الحق_الحق_أقول_لكم .... لو كان الله مُتكلّماً كما يدَّعي البعض ، و أراد أن يُكلّم البشر لكلمهم بلغة يفهمونها جميعاً بشكل واضح دون أي التباس ....

و اللغة المناسبة لذلك وفق رأيي هي الرياضيات ... !

نعم ، فالرياضيات لغةٌ يفهمها كل من يمتلك جمجمة بداخلها دماغ بشري كامل النمو دون تشوه ... كما أنه لا خلاف على حقائقها و مسلماتها و نظرياتها و براهينها بين جميع البشر على مختلف أماكنهم و ألوانهم ...

فالحقيقة الرياضية تستقر في عقولنا استقرار اليقين دون تكلف أو عناء ...تستقر في عقولنا استقرار الملموسات و المحسوسات على سبيل اليقين لا الشك .... تستقر في عقولنا بطريقة واضحة ناصعة ، لا ضبابية فيها و لا احتمال و لا تلكُّؤ و لا تردد و لا ريب ...

مثال :

لو وضعنا أمام طفل صغير قطعة حلوى واحدة في طرف ، و ثلاث قطع من نفس الحلوى في الطرف الآخر ثم خيرناه بين انتقاء أحد الطرفين لاختار الطرف الذي فيه ثلاث قطع من الحلوى لأنه يدرك تلقائياً بأن الثلاثة أكبر من الواحد ...

3 > 1

و كذلك ندرك بسهولة أن المستقيمين المتوازيين مهما امتدّا لن يلتقيا ...

===========

حقائق رياضية لا يستطيع العاقل أن ينكرها ... كما أنها غير قابلة لا للتأويل و لا للفهم بعدة طرق ....

فمثلاً لن يتم فهم العبارة الرياضية الإقليدية السابقة بعدة طرق مختلفة ( أقصد العبارة الرياضية التي تتحدث عن استحالة التقاء المستقيمين المتوازيين ) ، و لن ينتج عن فهمنا لها تفسيرات متخالفة تؤدي إلى نشوء مذاهب متحاربة على غرار المذاهب التي نشأت من فهمنا المتفاوت لمعنى النص القرآني الذي أدى إلى نشوء سنة و شيعة و معتزلة و مرجئة و قدرية و سلفية قاعدة و صوفية إخوان و شحرورية و و و .... و مئات المذاهب التي تحاربت و سفكت أطناناً من الدماء عبر التاريخ بسبب فهمها المختلف لكلام الله الملغوم المبهم حمّال الأوجه !

الحق الحق أقول لكم ، إن الرياضيات لغة تتراكب مسنناتها بشكل متطابق مع مسننات العقل البشري الناتج عن الدماغ السليم ... و بناء عليه هي اللغة الأفضل لخلق عبارة يفهمها البشر بطريقة واحدة لا خلاف عليها.

و هنا يحق لنا أن نتساءل ....

كيف يترك الله المحمدي اللغة الآمنة التي يفهمها كل العقلاء ( أي الرياضيات ) ثم يفضل التكلم باللغة العربية المعقدة ( لهجة قريش حصراً ) و التي تُفهم بألف طريقة و طريقة ؟

أليست مسألة الدين و الرسالة الإلهية هامة و خطيرة و مصيرية كما يدعي المحمديون ؟ و بالتالي ألا يفترض إيصال الرسائل المصيرية التي يترتب عليها خلود في النار أو الجنة بطريقة واضحة لا تقبل الشك كلغة الرياضيات ؟

هل من العدل و الرحمة إيصال رسالة بالغة الأهمية يترتب على نكرانها عذاب أبدي بلغة تحتمل عدة تفاسير و تشوبها الضبابية و الاحتمالية و تشابك المعاني و المتشابهات و التفسيرات المتخالفة ؟

هل من الممكن أن يكون الله خبيثاً إلى درجة أنه يتخاطب مع البشر بالطريقة الضبابية التي تؤدي إلى الإيقاع فيما بينهم ( و أقصد هنا اللغة العربية) مع توفر الطريقة الآمنة التي تفهم بشكل سليم و تتراكب مسنناتها بشكل تام و حاسم مع مسننات العقل البشري ( أقصد هنا الرياضيات) ؟

ترى لو كان هناك أب يريد أن يترك وصية هامة و مصيريّة لأبنائه من بعده ... فهل يتركها وصية ضبابية قابلة للتأويل و تحمل عدة أوجه كي يختلف الأبناء في تفسيرها ثم يقتتلوا فيما بينهم ، أم يتركها واضحة ناصعة مفصلة لا تحتمل التأويل كي يسد كل احتمال للاختلاف بين أبنائه ؟

فكيف يترك الله اللغة الواضحة و يلجأ إلى اللغة الضبابية التي تحتوي على الظاهر و المجاز و النص و العام و الخاص و المطلق و المقيد و الترادف و التأويل ؟

أليست جريمة كبرى أن يوقع الله بين البشر من خلال التكلم بنص يحتوي على المتشابهات ؟ و فوق ذلك يعترف بجريمته فيقول واصفاً كلامه في القرآن بأنه ( فيه آيات متشابهات ) ؟

و لو رجعنا إلى تاريخ التشريع المحمدي لوجدنا بأن الديانة المحمدية تشرذمت بالفعل ، و تفرقت إلى مذاهب تقتتل فيما بينها بسبب اختلافها في تفسير كلام الإله المحمدي المسمى ( الله ) ... أي أن تاريخ الديانة المحمدية و واقعها الطائفي المتشظي يؤكد صحة كلامي و تحليلي و استنتاجي ....

الحق الحق أقول لكم ، إن ملايين القتلى قد قضوا بسبب اختيار الإله المحمدي للطريقة الفاشلة الضبابية في التعبير عن مراده ....

فهل يعقل أن يكون صاحب هذه الطريقة السيئة في التعبير إلهاً كامل الألوهية ؟

الجواب : طبعاً لا !

و من هنا نجد بأن خالق الكون لا يتكلم اللغات ، لا العربية و لا الصينية و لا غيرها .... لأنها تحتمل التأويل و الفهم بعدة طرق و بالتالي ضياغ المراد الإلهي ...

و لو أراد الخالق أن يتكلم مع البشر لخاطبهم بطريقة واضحة يفهمها جميع أنواع البشر بنفس الدرجة و دون أدنى احتمال للفهم الخاطئ للمراد الإلهي ....

و اللغة المرشحة برأيي لهذا الخطاب الذي يفيد اليقين هي الرياضيات.

الرياضيات ...

الرياضيات ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله تعالى علمنا الرياضيات
عبد الله اغونان ( 2020 / 5 / 12 - 03:46 )
لتعلموا عدد السنين والحساب
لكن الرياضيات المجردة تخضع لرياضيات القيمة
1+1= 2
هذه رياضيات مجردة يفهمهاحتى الأطفال
لكن لن تقنع طفلا وأنت تعطيه نصيبه برتقالتين تعطيه برتقالة جيدة وأخرى متعفنة
بينما صاحبه يحظى ببرتقالتين جيدتين
تلميذ وتلميذ تلميذان
لكن أحدهما مجتهد والآخر كسول
- وفي المال لدينا من يملك مليار درهم
ومن يملك الف درهم
هل يستويان ؟


2 - عبدالله اغونان
نصير الاديب العلي ( 2020 / 5 / 12 - 08:25 )
اين علمك الله الرياضيات
اعطني اسم المدرسة. هل كان في الاسلام مدرسة؟
الاسلام عصابة للجهل والجريمة يا عبدالله

اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية