الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهويل في موقعة بدر

نوفل كريم جهاد

2020 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمر علينا هذه الايام ذكرى معركة بدر والتي تتفق أغلب كتب السيرة والتأريخ على حدوثها في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة ,
تلك المعركة التي رسمت مسار جديد لجزيرة العرب وللعالم أجمع حيث أنبثق عن تلك المعركة دين وكيان دوله الاسلام والتي لو كانت نتائجها بصورة مغايرة عما نعرف لما كان هناك من يعبد الله مسلما
حيث قال الرسول الكريم (صلعم ) في يوم بدر " اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا ".
و أستجاب الله الى أبتهال نبيه الكريم وكان النصر للمسلمين كما نعرف و يعرف الجميع وكما حدثتنا به كتب السير والتأريخ عن تلك المعركه من منازلات وبطولات وكيف كانت هزيمة المشركين ومقتل شرفاء القوم من المكيين في ذلك اليوم .
والرويات كثر عن مدى أستبسال صناديد المسلمين في قتال قريش حيث ورد الشيء الكثير الكثير في كتب السير والتأريخ عن تلك الموقعه حتى وصل حد التهويل والمبالغة في أحداث ذلك اليوم .
بحيث تلامس فيها السرد الأسطوري في عقل الفرد المسلم لتعلن منذ ذلك اليوم سطوة الاسطورة على الوعي وليقدم لنا نموذج الفكر الممزوج بالخرافة ومرويات تتجاوز العقل ,
ولتأخذ أبعاد يصعب تصديقها ولايمكن أن نفهمها نحن الأن بنفس العقل العربي في ذاك الزمان ولكنها مع ذلك وردت في كتب السيرة والأخبار
وكونت متلاصقه بين الأسطورة والدين مما أسبغ عليها صفة القداسه لتكون وأجبة التصديق .
و لنا هنا أن نقدم بعض الأمثله في تلك الروايات والسرد المبالغ فيه والذي ينتقل بنا من الواقع الى الخيال
وأول هذه الأمثله قصة معاذ بن عمرو بن الجموح الذي ضربه عكرمة بن ابي جهل ضربة أطاحت ذراعه وطرحت يده فتعلقت بجلدة من جنبه وهو يسحبها خلفه
وعن لسانه يقول "فلما أذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت حتى طرحتها "!!

وبذلك أستأصل وتخلص هو من يده بنفسه !!
وكذلك نورد القصة الثانيه من هذا التهويل في السرد عن قتادة بن النعمان يقول انه أصيب في عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا قطعها
وسمع الرسول الكريم به ودعاه فغمز حدقته براحته وأرجعها لمكانها فكان لايدري أي عينيه المصابه !!

والقصه الثالثه هي قصة رجل أخر من الأنصارأصيب يوم بدر بسهم فقئت احدى عينيه فبصق فيها الرسول الكريم ودعا له فما أذاه منها شيء !!

وهكذا وأمام الكثير من التهويل في كتب السير والاخبار والتي تقدم لنا أنتصار المسلمين في يوم بدر بصورة أعجازيه مبالغ فيها ,
نجد أنفسنا الان أحوج لتقديم نموذج أنتصار فريد بعيد عن التهويل والخرافه لرجال مؤمنين أيمان حق قدموا المأثر والبطولات في صورة أنسانيه تكون أقرب الينا نحن الأن .







,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عجبا
بولس اسحق ( 2020 / 5 / 11 - 21:48 )
-اللهم إن َتهِلك هذه العصابة اليوم، لا تعبد بعد في الأرض أبدًا!
فهل محمد بن ابي كبشة يهدد الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بالطبع نعم فمحمد بالتأكيد يعرف ماهيته وانه هو من اخترعه.. تحياتي.


2 - الاخ نوفل. لا تصدق كلما قيل جملة وتفصيلا
سمير أل طوق البحراني ( 2020 / 5 / 12 - 03:32 )
بعد التحية. تعليقا على مقولة محمد: اقتباس
- اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا -. السؤآل العقلاني
هل الله له حاجة لان يعبد في الارض وما هي الحاجة؟؟.هل العبادات التي يقوم بها المسلم كـ الصلاة والصيام والحج وهي حركات لا فآئدة فيها للعابد نفسه فما حاجة الله فيها؟؟. اما اذا كان معنى العبادة هو التآخي والتراحم والعلاقات الاجتماعية بين البشر فهي موجودة غريزيا في الانسان قبل مجيء الاسلام بملايين السنين. الم يقل القرآن كل شيء يسبح بحمده حتى الاحجار والحيوانات فهل غير انتصار المسلمين في بدر تلك الغرآئز في جميع المخلوات؟؟.والسؤآل الاهم هل يحتاج الله الى دعاء محمد ليخبره بالنتيجة عما سيحدث لو انهزم المسلمون وكان الله لا يعلم بعواقب الامور؟؟. اخي الكريم ان التراث الذي وصلنا غير جدير بالثقة لان من كتبوه كان سمتهم التحيز للفئة التي ينتمون اليها وكل كيف الدين حسب مصالحه بل جند مرتزقة لخلق الاكاذيب اما لمصلحة ما او لسيطرة. دين الاسلام قام على مبدأ ( البقاء للاقوى ) وهذا ما حدث. انتصر المسلمون ببدر وانهزموا في احد فاين الله في هاتين الحادثتين ؟. القوة والتخطيط هما الدعاء.


3 - شكر
نوفل كريم جهاد ( 2020 / 5 / 12 - 12:19 )
أشكر الأخ بولس والأخ سمير على المداخلة ..
أود القول أن الموروث الفكري الأنساني يتضمن في طياته الكثير من الأسطورة والخرافة وهذا أمر طبيعي في ثقافات أغلب الشعوب ولكنها في عقل الفرد العربي تأخذ سمة القداسة التي ترتبط بالدين و الغيبيات وهنا لابد لنا من مراجعه موضوعيه وعقلانيه للوصول لفهم معاصر بعيد عن كل تشويه
تحياتي لكم

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي