الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الختان كما يراه فرويد

داود السلمان

2020 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الختان في الاسلام قضية مفروغ منها، فلا أعتقد يوجد شخص مسلم في اقصى بقاع المعمورة لم تطاله قضية الختان، بحسب حدود علمي. فالختان عند المسلمين سنة نبوية مؤكدة فلا يستهانون بها، مهما كانت النتائج والاسباب.
وفي كتابه (موسى والتوحيد) يؤكد سيغموند فرويد أن موسى النبي محرر اليهود ليس يهوديًا بل هو من أصول مصرية، أي أنه من سلاسة ومن أسرة تعود الى الفراعنة الملوك الذين حكموا مصر لحقبة طويلة، وتحديدا في حكم أمنحوتب. وإن اليهود أنما ادعوا ذلك ادعاءً، بانتساب موسى اليهم، وحاول فرويد أن يفند هذه الادعاء.
ثم يتحوّل الى أهم قضية – من وجهة نظري - في بحثه الذي قدمه لحل هذا الاشكال، إلا وهو قضية الختان، ويعتقد أن الختان كانت عادة ترجع بالأصل الى عادات الشعوب المصرية القديمة، وقد نقلها موسى لليهود حتى اصبحت كسمة دينية تتميز بها اليهود عن غيرها من الشعوب الاخرى ويفتخرون بها. فقال:" أن الختان كان يطبق في مصر من قديم الزمان".(موسى والتوحيد ص 43 ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة- بيروت، ط الاولى 1973) ويذكر أن الساميين والبابليين والسومريين، لم يكونوا قد مارسوا عادة الختان. ويريد أن المصريين هم الوحيدون الذين عُرفوا بهذه العادة أو الثقافة ولم يعرفها غيرهم في حضارات أخرى.
ويؤكد بالقول:" ونحن نرى في مصر ليس ثمة أساس من الصحة للفرضية القائلة بأن اليهود في مصر قد أخذوا بعادة الختان عن طريق غير الديانة التي أسسها موسى. ولا ننس أن الختان كان في مصر عادة رائجة لدى جميع اوساط الشعوب". (المصدر: 44) ويقصد الشعوب المصرية القديمة.
وبعد أن يوضح فرويد بأن الشعوب المصرية القديمة كانت تمارس هذه العادة طويلا والتي ترى من أن الختان هو قضية صحية تعود بالصحة والسلامة للشخص المختون، بعكس الذي لا يختن فأنه سيتعرض لبعض الامراض التي قد تصيب الجهاز التناسلي، بحسب عقلية وثقافة تلك الشعوب برأي فرويد. وهنا يستهجن فرويد هذه العادة المغلوطة ويعتبرها عادة غير سليمة ولا تصيب الواقع بمقتل. وفهو ينتقدها بشدة على اعتبارها ليست قضية علمية.
إذن ثمة دوافع من وراء هذه القضية يقول:" إن الدوافع التي حملت على الاخذ بعادة الختان وتسببت في "الخروج" (يقصد فرويد خروج اليهود حتى تاهوا) لواحدة في رأينا. ومعلوم لدينا ما رد فعل البشر، أشعوبًا كانوا أم أفرادا، تجاه هذه العادة السحيقة القدم التي بات فهما في غاية الصعوبة. فهي تبدو لمن يأخذ بها غريبة ومفزعة، ولكن من حافظ عليها يفخر بها ويعتز. فهو يشعر بأنها تعظّم من قدره وتسبغ عليه نبلا، فتراه يحتقر "الاغلف" (=من لم يختن) ويظن به النجاسة. والى اليوم ايضًا ما تزال أحدى الشتائم التي يرمي بها التركي هي "كلب غلف". وكل شيء يحمل على الاعتقاد بأن موسى، الذي كان مختونا بصفته مصريا، كان يأخذ بهذه النظرية... كان موسى يريد أن يجعل منهم "شعبًا مقدسًا" على حد ما جاء بالحرف الواحد في التوراة". (المصدر نفسه، ص 48)
فرويد يريد القول أن موسى على اعتباره مصريًا نقل ثقافة من ثقافات الشعوب المصرية، الا وهي ثقافة الختان، تلك العادة التي لم تكن موجودة في بقية الثقافات الاخرى، كتلك الثقافات التي ذكرها آنفا، ويعتبر قضية الختان دليلا واضحًا على أن موسى هو بالفعل مصريًا أصلا وثقافة.
ثم يختم حديثه بالقول:" فالتسليم أن الختان كان عادة مصرية، يعدل تقريبا الاعتراف بأن الديانة التي وهبها موسى كانت ديانة مصرية. ولما كان لليهود دوافع قوية لإنكار هذه الواقعة لم يكن لهم مناص من أن ينكروا أيضا كل ما يتعلق بالختان". (المصدر ذاته، ص 49).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني