الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظريات سوسولوجية عراقية بأمتياز .

صادق العلي

2020 / 5 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك بعض النظريات اجدها متقاربة جداً وتنطبق على المجتمع العراقي بصورة كبيرة مع انها غير مرتبطة بالاساس وبعيدة عن بعضها البعض .
سأورد هنا بعض من هذه النظريات بشكل عشوائي لانها كما اسلفت بالاساس مختلفة عن بعضها تاريخياً واجتماعياً :
1-نظرية السجين :
Prisoner s dilemma
تسمى ايضاً معضلة السجين وهي ان يدفع المحقق بالمتهمين للاعتراف على بعضهم البعض من اجل تقديم متهم واحد للمحكمة وذلك من اجل استخدام هذه الاعتراف كدليل ضد الاخرين لانه لا يستطيع تقديم اي منهم للمحكمة بدون ادلة ولانه لا يمتلك الادلة الكافية لتقديمهم للمحكمة وعليه سوف يستخدم هذا الاسلوب , مثال على ذلك :
هناك ثلاثة متهمين بقضية ما ولا يوجد دليل على اي منهم مع ان الجريمة موجودة , هنا يعمد المحقق لعرض على احدهم او على جميعهم ( منفردين ) الاعتراف على الاخرين كي يحصل هو على توقيف مؤقت ويخرج بعدها مباشرة اما اذا لم يعترف فأنه يمكن ان يحصل على عقوبة مع زملائه .
الوضع الطبيعي ان يعترف اي من المتهمين على الاخرين بدون علم الاخرين طبعاً كي ينقذ نفسه وهنا سيكون الجميع مدانين امام المحقق وبالتالي امام المحكمة لانهم سيعترفون على بعضهم البعض وكأنهم مرتكبين الجريمة بالفعل حتى وان لم يرتكبوها بمعنى اخر سيكون هناك ثلاثة متهمين بدلا من متهم واحد !.
كيف تنطبق هذه النظرية على المجتمع العراقي ؟:
يقوم ساسة العراق بالتحديد من على شاشات الفضائيات بالاعلان عن ممارسات فساد لدى جهة معينة او كتلة سياسية او حزب ربما شخصية سياسية مستقلة بطريقة مباشرة او غير مباشرة كنوع من الدفاع عن الشعب الطيب وتكون ردود فعل الشارع العراقي التعاطف مع تلك التصريحات او كشف ذلك الفساد .
هنا الجميع في خسارة كبيرة لان المنظومة السيادية العراقية ( على اختلاف موقعها في الحكومة العراقية ) فاسدة بشكل عام وان كشف اي نوع من الفساد هنا او هناك لا يعفي الاخرين منه حتى وان لم يكونوا فاسدين بشكل مباشر لان مجرد وجودهم في هذه المنظومة الفاسدة هو الموافقة عليها .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
2-نظرية كوميديا الاقليات :
Minority Comedy Theory
وجد بعض العلماء في مجتمعات كثيرة نوع من ( النكتة او قفشة او مزحة ) وعادة ما تُعبر عن موقف او حالة معينة او ربما قصة , ويندرج هذا النوع من ( النكتة او القفشة او المزاج ) من ضمن تقاليد او اعراف المجتمع بمعنى كلما كان المجتمع عنيفاً وعصبياً كانت نكاته وقفشاته عنيفة وقاسية ( تحتوي على قتل وغيرها من الافعال العنيفة ) وبالعكس كلما كان هادئاً مسالماً تكون نكاته لطيفة , اضف الى ذلك ان اغلب المجتمعات تحتوي على اقليات عرقية او دينية فانها تكون مستهدفة بهذه النكات او القفشات بمعنى تكون مصدر سخرية .
كيف تنظبق هذه النظرية على المجتمع العراقي ؟:
نلاحظ الكثير الكثير من ( النكات والقفشات العراقية ) موجهة ضد الاقليات القومية او الدينية او المذهبية , الاسوء هو تناول البعض ممن يعانون من عاهات مرضية دائمة او امراض مزمنة او غيرها من امراض التوحد او متلازة داون وهم اقلية بالتأكيد ناهيك عن تناول شخصيات تاريخية بشكل فج وادخالهم في مواضيع لا تليق بها المشكلة الاكبر عندما تكون هذه ( النكات والقفشات ) على شاشات الفضائيات لتبدو وكأنها شي سائد في المجتمع .
ماذا نستنتج :
اخطر ما تنتجه هذه الحالة هي تحطيم قيم المجتمع الاخلاقية لان تكرارها بشكل دائم وتوريثها جيل بعد جيل تصبح وكأنها من المسلمات في المجتمع كذلك تخلق نوع من البغض والانتقام بين افراد المجتمع او بين مكوناته على اعتبار ان الجميع يحط من قيمة الجميع ويسعى لاثبات عكس ما يقولون عنه في نكاتهم وقفشاتهم وهذه اخطر ما يمكن ان يصل اليه اي مجتمع .
ثم انها ترسخ لحالة غياب المنظومة الاخلاقية للمجتمع طبعا اذا مارسها الجميع او ان تكون الحالة المعتادة عند اي لقاء اجتماعي .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
3-نظرية البجعة السوداء
Black swan theory
تقوم هذه النظرية على ان الحقائق التي يعرفها الانسان غير قابلة للنقاش او حتى التعديل او الاضافة ومثال على ذلك كانت البجعة وبها سميت هذه النظرية .
من المعروف ان لون البجعة هو الابيض وهذا معروف على نطاق واسع لحين اكتشاف بعجة بلون اسود ولكن بعض الناس لا يؤمنون بوجود بجعة سوداء او عندما تخبرهم بذلك فأنهم يرفضون ما تقول لعدم رؤيتهم للبجعة السوداء , بمعنى اخر ان الحقائق التي لا يعرفونها او لا يلمسوها لا يؤمنون بها كوصول الانسان للقمر وغيرها .
فكيف تنطبق هذه النظرية على المجتمع العراقي؟.
ينطلق المجتمع العراقي من حقائق ثابتة منها حقائق دينية او اجتماعية هناك بعض الحقائق عراقية بأمتياز كالاعراف والتقاليد الا ان المجتمع العراقي يقيس ما يدون في هذا العالم على ما لديه من حقائق وتوابت ولا يريد ان يعترف بوجود حقائق وثوابت للمجتمعات الاخرى خاصة به ناهيك عن نفي ما لا يعرفه من حقائق وكأنها غير موجودة .
وجود وسائل الاتصال الحديثة المختلفة وما تنقله من معلومات الى جميع انحاء العالم جعلت الكثير من الحقائق الخاصة بالمجتمعات متاحة للجميع هذا لا يعني بالضرورة تغيير القناعات او الاديان او المذاهب لا طبعاً ولكن من الضرورة الايمان بوجود اختلاف بكل تفاصيل الحياة وهذا شيء مألوف إذ ليس من المنطقي ان تحط من قيمة الاخرين لمجرد انهم مختلفين عنك بتفاصيل حياتهم .
المشكلة الاكبر تكمن فيما يسمى بـ ( الطبقة المثقفة ) التي تعمل على تعميق هذا الشعور( شعور التفوق دينيا واجتماعيا على الاخر المختلف ) قد يقول احدهم بأن الجميع يشعر بالتفوق على الاخرين وهذا الاحساس طبيعي الجواب على القول نعم صحيح بأن احساس التفوق على الاخيرن موجود عند الجميع ولكن اظهاره هو معيب ويخلق نوع من القطيعة مع الاخر المختلف .
ربما هناك نظريات اخرى تنطبق بشكل او بأخر على المجتمع العراقي يجب طرحها للنقاش من اجل خلق عقل فعال يعمل على التواصل مع الاخر المختلف دينياً واجتماعياً وليس الانزواء والتراجع الى الوراء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه