الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحة كورونا / هل من عبر نستخلصها ؟

عبد اللطيف بن سالم

2020 / 5 / 13
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


جائحة كورونا
هل من عبر نستخلصها ؟
إذا سلمنا من وباء كورونا وخرجنا معافين من سجنها هل من عبر نستخلصها ؟
وللعلم فإنه من الحكم العربية قولهم : "" إن المصيبة التي تصيبنا ولا تقتلنا فهي قوة جديدة لنا ""وأملنا كبير في أن هذه المصيبة وإن قتلت الكثير منا فإنها لا تستطيع أن تقتلنا كلنا.
لكن ألا يدعونا أمر هذه الكورونا إلى ضرورة مراجعة أنفسنا ومراجعة طرائق عيشنا وأنواع نظمنا التي كانت متبعة ؟
أليس من المحتمل أن يكون هذا الوباء نتيجة لنظمنا الخاطئة وبالخصوص منها " تربيتنا " التي بدت فاشلة ما يذكّرنا بالمثل القائل " مهما تعلم الإنسان يبقى قاصرا " ؟ وما يشير إلى أن منظوماتنا التربوية رغم التطورات العديدة التي مرت بها في العالم كله وفي تونس منه بالخصوص لا نراها قد ارتقت إلى مستوى القدرة على حمايتنا من الكثير من الكوارث ومن الكثير من الأمراض المستعصية ومن الآفات ومن الدوقماتيات الضارّة الأمر الذي أدّى بنا أخيرا إلى هذه المصيبة الكبرى المتأتية من هذه الفيروسة المسماة " كورونا " .
ألسنا في حاجة إذن إلى النظر والتأمل في كل ما جرى في تاريخنا القريب منه والبعيد لنُدرك ما يمكن أن نكون قد وقعنا فيه من الأخطاء ولنعمل لا حقا على تداركها إن أمكن ، وإذا لزم الأمر قمنا بالهدم وأعدنا البناء ؟.
وما تاريخنا ؟
أليس هو تاريخ تحرّكنا وأفعالنا وتأثيراتنا في المحيط بمختلف أبعاده وما يكون لذلك كله من الآثار والانعكاسات والتداعيات الإيجابية منها والسالبة والناجحة منها والفاشلة ؟.
التاريخ هو تاريخ أفعالنا إذن وأفكارنا وأقوالنا ومواقفنا المختلفة وما لذلك كله من أثر في حياتنا الفردية منها والاجتماعية وما لكل ذلك من انعكاسات على محيطنا المادي والاجتماعي والنفسي .
التاريخ إذن هو القطار الذي أوصلنا إلى هذه المحطة الكريهة والمزعجة والمُرهبة لكل سكان الأرض بل والقاتلة للعديد من البشر، محطة كورونا أو كوفيد 19 هذه ،لكن ماذا تُرى في الأمر ؟ هل كان القطار حاملا لمواد سامة كانت أصابت المسافرين قبل نزولهم منه دونما يشعرون أم أن المحطة التي وصلنا إليها في الأخير كانت موبوءة ونحن لا نعلم ؟
يبدو أن كليهما سببٌ في هذه الكارثة . وهي في واقع الأمر كارثة طبيعية لكن قد تسبب فيها الإنسان نفسه بتفاعله الخاطئ مع الطبيعة من حيث كان لا يدري في الماضي من الزمن ومن حيث قد صار يدري في الحاضر لكنه كان مصابا باللامبالاة والتعنّت رغم التحذيرات العديدة التي جاءته من المؤتمرات والقمم التي التأمت في المدة الأخيرة من أجل حماية الأرض والبيئة من الأعمال التخريبية حتى انفلت من يده زمام الأمور ولم يعد قادرا على تدارك أخطائه وإصلاح وضعه وللعلم فإن ما يُعرف أخيرا ب" اتفاق باريس" لهو أهم نداء للمجتمع المدني في العالم كله لاتخاذ الحذر والعمل على تدارك أخطائه تحسبا لما سيقع في الزمن اللاحق وبالتالي فما هذا الوباء إلا عقابا له نتيجة تعنته ولامبالاته وتهوّره وما كان يفعله بوعي ناقص ولا علاقة له أبدا بالغيب كما " الإخوان" في الأديان يتصورونه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م