الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى رحيل حمدي أنوش (29 مارس 1997 / 29 مارس 2020)

محمد ارجدال

2020 / 5 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


حلت الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل الأستاذ والمؤرخ المغربي حمدي انوش يوم الأحد 29 مارس 2020 متزامنة مع الحجر الصحي الذي عرفته البلاد بسبب انتشار وباء كوفيد 19 ورغم ظروف المرحلة فقد أبينا، نحن طلبة الفقيد، أن تمر هذه المناسبة دون الترحم على روحه الطاهرة وذكر بعض أفضاله ومناقبه.
لم ننساك، ولن ننساك أستاذنا الغالي، فلترقد روحك في سلام. فرغم انسحابك المبكر في صمت ودون استئذان، فذكراك بقيت موشومة في عقولنا نحن معشر طلبتك الذين غرفوا في مناهل علمك، وتشبعوا بمنهاجك في البحث التاريخي.
وها نحن نعاهدك على مواصلة البحث والتحري الميداني، زادنا ما تعلمناه منك من آليات البحث والتنقيب. وذلك من أجل تحقيق ما وضعت حجره الأساس وكرست له حيزا من حياتك للانطلاق من الاهتمام بالتاريخ المحلي المنوغرافي لكتابة التاريخ الوطن.
ومواصلة لهذا المشروع الكبير وقطف ثماره، فقد تم طبع مؤلفات تعنى بتاريخ سوس ورجالاته، وحققت مخطوطات، ونشرت وثائق، وترجمت مؤلفات ، كما تولى العديد من طلبتك كراسي التدريس بالجامعة المغربية مؤكدين على استمرارية رسالتك في البحث التاريخي.
لكم الخير والفضل علينا مادمنا أحياء، فلترق روحك في سلام، فقد عشت شريفا ومتت شريفا لم تتبع ثروة ولا جاه وعشت عيشة الناس البسطاء فطوبى لك.
فمن هو الأستاذ انوش؟
الأستاذ حمدي انوش وجه بارز من وجوه الثقافية بالجنوب المغربي، ومن مواليد قرية اكيسل بقبائل ايت بعمران القريبة من مدينة كلميم سنة 1953، قضى طفولته بها وقد أثرت بيئته الاجتماعية في تكوينه حيث ترعرع في المجتمع البعمراني المحافظ ،تلقى تعليمه الثانوي بمعهد تارودانت ثم الجامعي بجامعة محمد الخامس كلية الآداب بالرباط، ودرس على يد نخبة من كبار أساتذة التاريخ الاجتماعي بالمغرب وتأثر بمناهجهم، اشتغل مدرسا لمادة الاجتماعيات في سلا. قبل حصوله على شهادة الدراسات الجامعية العليا سنة 1986 ثم التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، فعمل بتفان من أجل خدمة هذه المؤسسة العلمية ومحيطها بمحاضراته القيمة. وإشرافه على بحوث الإجازة مرشدا طلبته إلى التاريخ المحلي المنوغرافي لاستكشاف تاريخ سوس، وبمشاركته في مختلف أنشطتها العلمية والثقافية. وبمساهماته في التعريف بمجالات منطقة سوس ومآثرها في " معلمة المغرب". كما كان المرحوم من الأعضاء النشيطين في الجمعية المغربية للبحث التاريخي. والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وفي مجموعة البحوث والدراسات حول سوس التي أسسها مع زملاء له بكلية الآداب بأكادير سنة 1992م. وحقق كتاب "روضة الأفنان في وفيات الأعيان وأخبار العين وتخطيط ما فيها من عجيب البنيان لمحمد بن أحمد الاكراري في رسالته لنيل دبلوم الدراسات العليا في التاريخ سنة 1989م تحت إشراف الأستاذ أحمد التوفيق، كما انفتح المرحوم على جمعيات المجتمع المدني وساهم في أنشطتها ثقافية كانت كجمعية الجامعة الصيفية باكادير وتنموية كجمعية ادوز وجمعية ايت بعمران وجمعية لخصاص، وافته المنية بالرباط يوم السبت 29 مارس 1997م بعد مرض لم ينفع معه علاج. وتكريما لذكراه أطلقت عمادة الكلية اسمه على المدرج الذي كان يلقي به محاضراته.
ألا يستحق اسمه أن يكرم ويخلد فيطلق على شارع أو مركب ثقافي؟ ألا يستحق اسمه عناية خاصة من طرف المسؤولين الواعين بمنجزاته؟ أين مئات الطلبة الذين تأثروا بمناهجه في البحث التاريخي ليؤسسوا إطارا مدنيا يحمل اسمه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة