الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللولوبيين

رستم محمد حسن

2020 / 5 / 16
القضية الكردية


اللولوبيين :

سكن هذا الشعب في منطقة ( زهار - شهرزور - السليمانية ) ولا يعلم متى قدم إليها ، فاندمج أخيراً في الشعب الكوتي وعاشا معا في منطقة ( السليمانية ) الحالية واستوليا على بلاد مالمان (حلوان الحالية) أيضاً .
ودلت الاثار المكتشفة في جهات كركوك ، وبعض وثائق أخرى كلوحة مكتوبة في عهد ( نارام - سين ملك أكاد ، عثر عليها الميجر ادموندس في مضيق ( اور - جاود ) بجبال قره داغ وكتب عنها مقالة في الجريدة الجغرافية ( جيوغرافيك زور نال ) ، وحجر منقوش عليه ما يفيد أنه من عهد ملك اللولو ( آننو - بانيني ) عثر عليه في ( زهار )، وتشتمل هذه الاثار على معلومات شيقة عن هذا الشعب .
ويستدل من بعض المشابهات والدلالات اللغوية أن بعضا من الحكام والملوك الاشوريين في القرنين التاسع عشر والثامن عشر كان من الشعب اللولوي، والظاهر أن قسما من هذا الشعب كان يقيم أيضاً في سورية كما قال ( سبايزر ) هذا وابتداء من أوائل القرن الثالث عشر ( ق . م ) ظهر اتصال الجيوش الاشورية بالشعب اللولوى، و بفضل هذا الاتصال ، تشتمل الآثار والوثائق الاشورية عل كثير من المعلومات عن هذا الشعب وعن موطنه.
وقد تم تصوير Lullubi من قبل الاقوام المجاورة على أنهم "برابرة" ، يعيشون حياة منعزلة في الجبال و حتى وقت قريب ، لم يكن يُعرف أكثر عنها إلا بخلاف ذلك وأوصاف موجزة أخرى.
وتغيرت تلك الصورة على مدار ست حملات حفر أجريت بين 2012-2018. فقد اكتشف علماء الآثار آثار اكتشاف غير متوقع في اقليم كردستان وهي مدينة قديمة في موقع تل كونارا، على بعد حوالي خمسة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة السليمانية، بعد ان كان نظام صدام ومن ثم سنوات من الصراع الإقليمي تعيق عمليات التنقيب في اقليم كوردستان العراق.

اهمية الاكتشاف :
يسلط الاكتشاف في هذا التل ضوءًا جديدًا على اللولوبيين، فقد افترض علماء الآثار أن المدينة ربما كانت عاصمة Lullubi ، والتي إذا تم تأكيدها ستخلق مجالًا جديدًا تمامًا لتاريخهم، بعيدًا عن الصورة النمطية عنهم كأناس منعزلين يعيشون في الجبال، فقد بنى سكان كونارا اقتصادًا مزدهرًا معتمدين على الزراعة ، ولكنهم توسعوا بعد ذلك وبنوا علاقات تجارية مع مناطق بعيدة جدًا في الشرق (نحو الهضبة الإيرانية ) و في الشمال (نحو مدن الأناضول (مثل هاتوسا) والقوقاز،. كما كان لديهم كتابة في شكل مسماري ، وتركوا بعض النقوش في كونارا لوصف بعض تعاملاتهم التجارية.
وتشهد روابط تل كونارا بالعالم المتحضر على وجود أنواع مختلفة من الأدوات الحجرية (كالبازلت والعقيق) التي لا توجد بها رواسب، حيث تم استخدام الأحجار النادرة مثل حجر السبج (الحجر البركاني) لإنتاج أدوات شائعة، ويتجلى هذا الانفتاح على العالم وثراء المدينة أيضًا من خلال وجود عدد من القوالب للشفرات المعدنية.
ويمكن رؤية كونارا وسكانها كمشاركين كاملين وفاعلين في العصر البرونزي الذي بدأ قبل عدة قرون في سومر، وبناء على بعض الالواح الطينية فقد كانت الادارة فيها شبيهة بالانظمة الادارية المعتمدة في بلاد الرافدين

_ ماتم ذكره في مجلة المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS – جامعة باريس ) في عددها الصادر ليوم 19 مارس / آذار 2019 :
أولاً – العثور على أُسس حجرية كبيرة لبناء متراص ، ويعتقد أنه كان جزء من سور المدينة الغامضة ( تل كناره ) ، والذي يرجع تاريخه إلى حوالي 2200 قبل الميلاد، ويظهر من خلال آثار المدينة المفقودة ، أن اللولوبيين كانوا قد استخدموا وحدات قياس غير معروفة إطلاقاً تختلف بطبيعتها عن تلك التي كانت تتداولها مناطق الهلال الخصيب
ثانياً – عثر على عدد من الألواح الطينية التي تحتوي على رموز مسمارية صغيرة ، وكان كل لوح يحتفظ بشكله المستطيل ، إذ يبلغ طوله حوالي 4 إنج (10 سم) ، ولكن لم تشر المجلة إلى مقدار عُرض الألواح ولا إلى عددها . يُستدل من تلك الألواح المكتوبة على أن اللولوبيين كانوا قد عرفوا الكتابة ، شأنهم بذلك شأن الحضارات المتقدمة الأخرى في بلاد ما بين النهرين القديمة .
وفي تصريح البروفيسور فيليب كلانسييه المختص في المسماريات الى المركز الوطني الفرنسي CNRS، قال :
( إن الكتبة الذين ابتكروا تلك الألواح ، لديهم فهم واستيعاب كبيرين للكتابة الأكدية والسومرية ، وأنهم قد تمكنوا من التعرّف جيداًعلى جيرانهم في بلاد ما بين النهرين ) .
أن تلك المعارف المعاصرة ، مكّنت اللولوبيين من تنمية الزراعة بشكل كبير في المدينة ، وذلك من خلال العثور على بقايا نظام للرّي بهدف المساعدة في نمو المحاصيل الزراعية .
ويتضح من أن المدينة تنتمي إلى مجتمع متطوّر من خلال العثور على عظام تعود إلى حيوانات مختلفة بما في ذلك الأسود والدببة، إذ كانت الحيوانات من هذا النوع تُعد ثمينة في ذلك الوقت ، وان بقاياها الموجودة حول المدينة ، دليلاً على عروض المصارعة الفخمة التي قد نشطت في المدينة ، وقيام حملات الصيد الملكية ، بالعثور على بقايا عظام الماعز والأغنام وغيرها من الماشية ، بالإضافة إلى نظام الزراعة المتقدم.

اللغة اللولوبيين وعلاقتها على اللغة الكوردية :
بحسب رأي المستشرق ( هوزينغ ) الذي درس الأعلام اللولوية ، فإن لغة هذا الشعب كانت من نوع اللغات الايلامية ، ومع ذلك فان هناك بعضاً من المشابهات اللفظية بين لغة الشعب اللولوى والشعب الهورى على حد قول سبايزر، وقدم أفرام سبايزر بعض المواد والشواهد المتعلقة باقوام سوبارتو ولغاتهم ، فاللاحقة الشفهية ( بي ، مي ) الملحقة عادة بكنية لوللو كانت تستعمل كذلك في العيلامية ودلت على حالة الجمع ، على حد قوله، وعلى هذا الأساس ، فإن لوللوبي أو لوللومي كانت تعني « شعب لوللو » أو ما شابه ذلك ، وهذه الظاهرة نراها في إسم نهري زا - با « الزابان » حيث لا زالت حالة المفرد لهذا الاسم في الكوردية هي زي Zê ومزادها يكون بإضافة لاحقة الجمع ( ان ) عليه فتغدو بصيغة ( زاب - آن ) .
ولا تساعدنا شذرات من اللاحقات في الأسماء اللوللوبية في التعرف على بناء الجمل في اللغة اللوللوبية رغم بقاء بعض المسميات الجغرافية اللوللوبية في اللغة الكوردية، الا ان سبايزر يعتقد ان هذه اللاحقات والأصوات القليلة النادرة كافية وواضحة لدراسة اللغة اللوللوبية فيرى هذا العالم الأمريكي ، أن اللاحقات من نمط ( - ك ، - ر ، - س ، - ان) كانت تستعمل كذلك في اللغة العيلامية مع حروف العلة والمعلقة أو بدونها ومع الحروف الصامتة الصحيحة مثل P التي تشير إلى الجمع ، مثال ذلك ( سلسلة جبال سيم - اكي « وفي الكوردية المعاصرة سماقه » ) في زاموا، و ( سلسة أز - يرو ) قرب السليمانية التي تسمى الآن أزمر عند الكورد . ومن جهة أخرى ، يسود الحرف ( ر ) في نهاية بعض الأسماء الطوبوغرافية مثل جبل كولل ار ( كوللار ) وجبل باتير الذي نقش عليه آنوبانيني منحوتته و كذلك نهر ( إيد - ير ) ومدن ( زام - ري ) و ( با - ري ) و مناطق ( لا - ره ) وجبل ( لا - لار ) ومضيق ( هاشم - ار ) و غيرها .
وكان هناك مدناً تنتهي أسماؤها أما بـ ( ئو ) مثل ميسو ( وفي الكوردية مه صو ) أو أرزيزو أو (ب سي ) مثل (بونا - سي أو بر آن ) مثل ارمان أو هدون .
وعلى هذا الأساس فإن هذه الأسماء في كوردستان كنهري الزاب ( زا - با أو زا - بان ) وأزمر وكلار لها مدلولات لغوية لوللوبية .

حضارة اللولوبيين اجداد اللوريين :
يؤخذ من الوثائق الاشورية المتخلفة عن عهد الملك ( آشور ناصر بال ) الثاني أن بلاد اللولو كانت على جانب عظيم من العمران والحضارة ، ويقول أولمستيد أن أهاليها كانوا متقدمين جداً في الصنائع والفنون بدرجة أن هذا الملك الآشوري نقل كثيرا من أرباب الفنون والصناعات من أهالي البلاد المذكورة إلى بلاد آشور ، ويذهب البروفسور ( سبايزر ) إلى أن هؤلاء اللولوبين أجداد وآباء الشعب اللورى الحالى .

اللولوبيين في العهود التاريخية
(2240 _2193ق. م) :
في هذا الوقت تقريبًا ، غزا نارام سين تل كناره ولولوبي أنفسهم في منطقة " Lulubum ، كما يتضح من انتصاراته. وتم تسمية اثنين من أمراء Lullubi على أنهم هزموا من قبل Naram-Sin ، وهذا هو ذكرهم الوحيد في ذلك التاريخ.
واكتشف من ذلك العصر النقش الصخري في مقاطعة كرمانشاه الحديثة، حيث تعتبر نقوش صخرية Lullubi من بين الأقدم في المنطقة ، حتى قبل تلك الموجودة في عيلام، ويبدو أنه في ذلك العهد أصبحت Lullubi قوة إقليميا لفترة قصيرة (حوالي قرنين من الزمن)

(حوالي 2100 ق. م) :
اي في عصر الذي اصبح فيه الهوريين قوة اقليمية يعتد بها والتي بدأت تهيمن على وادي دجلة العلوي وأعلى نهر الفرات. تم تسجيل Immashku ، ملك اللولو ، في جزء أسطوري تاريخي من Boǵazköy. تنبثق هذه القطعة من التقاليد الحورية التي تنص على أن هناك العديد من الملوك اللولوبيين في نفس الوقت ، ويفترض أن ملكًا عظيمًا (ملك الملوك) يسيطر على العديد من الزعماء (الذين يطلق عليهم أيضًا ملوك).

منذ (2000 قبل الميلاد) :
يستمر Lullubi في الظهور في السجلات التاريخية، حيث تعرضوا للغارات تسع مرات من قبل Shulgi of Ur ويبدو أن الغارة الأخيرة قد نجحت في اخضاعهم، وجعل من Lullubians فرقة في جيوشه.
و يدعي نبوخذنصر من بابل انه قد اخضعهم في القرن الحادي عشر.
واستطاع الاشوريون من السيطرة على تل كناره ايضا حوالي 1100 ق. م ليختفي ذكر جغرافية هذا الشعب الذي قام ببعض الثورات (ولا سيما في 881 قبل الميلاد)

المصدر :
كتاب خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان للعلامة محمد امين زكي
كتاب ظهور الكورد في التاريخ ل جمال رشيد احمد
مقالة بالانكليزية في موقع ( the history files)
_ صوت العراق - المدينة التاريخية الغامضة في السليمانية - بقلم: عضيد جواد الخميسي 30/4/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ