الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا تستمر البلد في تأرجحها

محمود الشيخ

2020 / 5 / 18
المجتمع المدني


ينتابني وينتاب كل عاقل خوفا شديدا من واقع ما جرى ويجري في البلد ،فمن يرصد الاحداث التى مرت فيها البلد تبقى يده على قلبه من المستقبل الذي ينتظره الناس في البلد من قتامة المشهد وسوء السلوك ، في حين يقف الناس متفرجون على تلك الاحداث وهي تلعب دورا في تغيير صورة البلد ، من رقيها ونزاهة الناس فيها ، الى صورة سوداوية سببها فعل الناس وسكَّرت الناس ،
بلا أدنى شك كانت العلاقات الاجتماعية راقية وقوية لم يشوبها أية شائبة سادت بين الناس المحبة ولغة الاحترام والثقة والتعاون في جميع المجالات ، لعبت فيها القوى الشبابية دورا متقدما وواعيا ضبطت فيها تصرفات الناس مما عزز احترام الناس وتقديرهم ومحبتهم لها ؟ الى ان لعب اتفاق اوسلو دورا في اضعافها وتراجع دورها ومكانتها الى ان احتلت العائلات مكانها واعادت تقسيم البلد بين شرقي وغربي بين عائلة فلان وعلان ، وغدت البلدية من أضعف البلديات التى مرت على البلد ، لم تقدم شيئا للبلد وشخصيتها هزيلة تغولت عليها لجنة الطوارىء التى شكلتها البلدية وضعفها ظهر بكل وضوح في شكل ادارتها للبلدية في الفترة الاخيرة ، ثم هناك جمعية خيرية تأسست منذ العام ١٩٦٥ كان لها دور بارز وهيئة عامة ولها مكانتها بين الناس يتسابقون على الانتساب لها والعمل من خلالها ، واليوم ليس لها هيئة عامة تنتخب ادارتها لذلك أي سبعة يحضرون هم اعضاء هيئتها الادارية ، في السابق كان اعضاء هيئتها معروفين من خلال نشاطاتها ومن خلال عضوية هيئتها العامة اليوم لا وجود لهيئة عامة فيها لذلك هي ضعيفة لا دور لها بين الناس والأصل أن تكون صاحبة رأي وكلمة في قضايا البلد وشؤونها ، أما النادي فله مكانه في أوساط الشباب لكنه يقتصر على الأنشطة الرياضية في معظمها وهذا ليس المأمول منه بل هو رياضي ثقافي اجتماعي ، لا يقوم بواجباته الثقافية تحديدًا وهي من اهم الواجبات لإعادة تشكيل مفاهيم الشباب وعقولهم بما يخدم تطورهم على كافة الصعد ومن أجل محاربة الآفات الاجتماعية التى نشأت بفعل التسيب الذى يقتحم تصرفات الشباب ، ان الواقع الحالي الذى تعيشه البلد ينذر بانفجاره يومًا من الأيام بفعل سببين الأول ان مجموعات شبابية انحرفت في سلوكها واخلاقها وسهرها الليل الطويل يمارسون التعاطي من جهة ومن أعراض الناس دون وازع من ضمير ، والسبب الثاني سكوت الناس على مثل هؤلاء الناس وعلى سلوكهم وتصرفاتهم كالكلاب المسعورة في الشوارع يقهقهن غير عابئين بمن حولهم والناس نيام ، يعود سبب ذلك إلى الضعف الشديد الذى تمر به مؤسسات البلد والى تخلي القوى السياسية عن دورها. وتراجع مكانتها بين الناس ، وان استمرت المؤسسات على ضعفها والقوى السياسية على تخليها سيستمر العفن ويزداد وبعد ذلك لا نعلم ما ستكون عليه البلد ان مجمل هذه الاسباب تعطينا الضوء الأحمر بكل وضوح ان نهضوا لوضع حد لكل ذلك ويقع على عاتق تحديدا حركة فتح الدور الأول في حماية البلد. وتفعيل مؤسساتها قبل كل شيء توحيد صفوفها ونبذ الخلافات فيها ، ولعب دور في انتخابات المؤسسات وان لا تبقى بعيدة عن العمل الجماهيري وما ينطبق على فتح ينطبق على غيرها من القوى ، لا تدعوا الشباب فريسة للفراغ ، وفريسة لغيره شكلوا لجان حراسة تمنع الشباب من السهر ربما أكثر من المخدرات في ظل ازدياد حجم البطالة الضار ومن قهقهاتهم في انصاف الليالي. ومن الوقوع في فخ ربما اكثر من المخدرات والصياعة شكلوا لجان ثقافية توعوية من خلال برامج ثقافية، ساهموا في تصحيح مفاهيمهم ماذا تعني كلمة شاب لأنهم يعتقدون أنهم أصبح من حقهم التصرف كما يحلوا لهم ولا يعرفون المطلوب منهم خاصة في ظروفنا الحالية ، اننا ننتظر من القوى السياسية موقفا واضحا وصريحا يخلصنا من ضعف المؤسسات و عن دورها لتعود البلد الى النقطة التى انتهت منها قبل أعوام مضت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه