الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس المثال يا حنان الترك

فهد ناصر

2006 / 6 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بلا شك ان حنان الترك ممثلة بارعة ومتمكنة من ادواتها وقدراتها التمثيلية في تجسيد الادوار التي قامت بادائها حتى الان وان الامكانات التي تختزنها في تصاعد مستمر بفعل الخبرة المكتسبة او بفعل الدقة في اختيار الادوار المناسبة.ثمة افلام عديدة لحنان الترك تشكل علامات فارقة في تاريخها الفني و في تاريخ السينما المصرية كسهر الليالي او حب البنات وأحلى الاوقات كونها تمكنت من أداء أدوار هامة خلال مسيرتها في العمل السينمائي على الاقل،خالية من التسطيح والسذاجة وانعدام الحرفية التي عهدناها في كثير من الافلام المصرية،ادوار فيها الكثير من الجهد والابداع تمكنت خلالها من تجاوز الكثير من بنات جيلها او من الاجيال التي سبقتها.حنان الترك وبدون شك كانت مشروع لممثلة سينمائية هامة وقادرة على نفض الغبار المتراكم على الانتاج السينمائي نوعيا على الاقل الا انها وبدون مقدمات اعلنت عن ارتدائها الحجاب تيمنا بممثلة مصرية ما تحجبت قبلها.
أرتداء الحجاب من عدمه بالنسبة للمرأة هو شأن شخصي ويقع ضمن حرية المرأة في أختيار ملبسها حاله حال الحريات الفردية او الشخصية الاخرى التي يفترض ان تمارسها المراة كحرية العمل والدراسة والسفر وممارسة العمل السياسي وأختيار الزوج وانجاب الاطفال....الخ.ان ما يهمنا هنا وخصوصا في مسألة حجاب حنان الترك أنها لم تضع الحجاب على رأسها وما سيشكله ذلك على مسار عملها السينمائي والفني القادم وان تكتفي بذلك،بل انها وبدون مقدمات تنصح الجميع للاستفادة والتعلم من التجربة الايرانية في التعامل مع الحجاب وبالتأكيد فأن المقصود هنا هو ,وضع الممثلات او المخرجات الايرانيات للحجاب أثناء ادائهن لادوارهن السينمائية او اثناء ممارسة حياتهن اليومية بعيدا عن السينما والعمل الفني،اذ ان الامر وبكل بساطة ان الحجاب في ايران أجباري وليس من اختيار المرأة الايرانية فمن تتجرأ على نزع الحجاب فانها ستواجه مصيرا اقل ما يقال عنه انه مهين وبشع,لكن حنان الترك تقول انها وضعت الحجاب بارادتها ولم تكن مجبرة على ذلك وهنا نتلمس الدرس الاول من نصيحة حنان لنا بالاستفادة من التجربة الايرانية،الاجبار على ارتداء او وضع الحجاب الذي أصبح عبأ ثقيلا على المرأة الايرانية،بالتاكيد لا اقصد هنا نساء حزب الله الايراني او متطوعات جيش القدس إإإإإإإإ او مقدمات برامج القنوات الفضائية الايرانية ،بل اقصد المرأة الايرانية التي تتخذ من نزع الحجاب وسيلة للتعبير عن رفضها للوضع الاسود المفروض عليها من قبل الجمهورية الاسلامية.ان تطلع المرأة الايرانية للحرية يبدأ من خلع ورمي الحجاب كاية نفاية فرضت عليها واجبرت على التعايش معها فكانت جزء لا يتجز من منظومة تسلطية شوهت شخصيتها كأنسانة .الجمهورية الاسلامية في ايران تعي ان فرض الحجاب الاجباري على الاطفال والنساء وعزل النساء في وسائط النقل او في ملاعب كرة القدم اداة وحشية بيدها لقمع كل تطلعات المراة نحو التحرر وجعلها رهينة الخوف من فرق التفتيش على ملابس النساء واوضاع الحجاب في الاسواق والاماكن العامة.
تمكنت المرأة الايرانية ورغم كل هذا القمع والاجبار والتدخل السافر للحكومة الاسلامية في ابسط تفاصيل الحياة الشخصية من اجبار الحكومة الايرانية على القبول بالحجاب الذي ترتديه،اقصد شكل وطريقة وضع الحجاب على رأس المراة الايرانية التي تدفع الانسان وبمجرد النظرة البسيطة ليكتشف ان هذا الحجاب وضع بطريقة ما من أجل التخلص منه في اول فرصة سانحة.لقد جربت حكومة ملالي أيران مرة وتلمست مدى السخط الذي تحمله النساء ضد ممارساتها الوحشية وذلك عندما فاز المنتخب الايراني لكرة القدم على نظيره الامريكي قبل عدة سنوات اذ أمر خامنئي بأطلاق الحريات لمدة أربع ساعات فما كان من النساء الا ان خلعن الحجاب بشكل يدلل على مدى الاشمئزاز والنفور العميق منه ومن الحكومة التي فرضته او من يسعى الى ابقاءه كأداة اذلال للمرأة وانتهاك لحرياتها.
ربما تكون (سميرة مخملباف)المخرجة الايرانية المتميزة هي المثال الذي تريد ان تسوقه لنا حنان الترك كونها مخرجة ومبدعة في عملها السينمائي ومحجبة في نفس الوقت،لكن ما اتمناه هو ان تلتقي حنان الترك بهذه المخرجة التي تريد ان تتخذها مثالا في تبرير اخطائها هي او تحميلها اخطاء نظام متوحش ، وتسالها عن حجابها وعن مدى أستعدادها لخلعه في لحظة ما ،عندها ستتيقن انها على خطا كبير وان التجربة الايرانية في فرض الحجاب على النساء انما هي مثال سيء جدا.
الحجاب في عالمنا العربي بات ظاهرة واضحة للتأسلم وأسلمة المجتمعات العربية من قبل الحكومات الدكتاتورية او من قبل أحزاب وقوى الاسلام السياسي كالاخوان في مصر وسوريا والاردن والكويت ,,,او حماس والجهاد وحزب الله والدعوة والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي والعدالة والتنمية .....الخ فكل ما تطمح اليه هذه القوى هو اقامة دولة اسلامية على غرار ايران او حكومة طالبان المقبورة او حكومة المحاكم الاسلامية القادمة في الصومال،اذ لا حكومة اسلامية بدون حجاب او بدون عصابات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبدون القوة لاخضاع الجميع لقوانين الشريعة الاسلامية.
على الرغم من ان مصر تشهد تناميا ملحوضا للجماعات الاسلامية وما يتركه ذلك من آثار سلبية على تمدن المجتمع الا ان هناك قوى سياسية وتجمعات تسعى للمجتمع المدني وكذلك هناك شخصيات عامة من سياسيين وفنانين ومفكرين وكتاب ونقابيين واساتذة جامعيين او ناشطين في مجال حقوق الانسان وطلبة جامعيين ...الخ ولعل حنان الترك سابقا كانت واحدة منهم ويمكنها ان تمارس دورها في الدفاع عن قيم التحرر والحريات الاساسية او الدفاع عن مدنية وعلمانية المجتمع،الا ان حنان الترك بارتداءها الحجاب قد اعطت للاخوان المسلمين هدية كبيرة فواحدة من الشخصيات العامة التي يمكنها ان تفعل شيء ما في مواجهة مشاريعهم الضلامية قد سقطت ولم تكتفي بهذا بل انها تجد في تجربة أيران الوحشية في التعامل مع النساء تجربة مناسبة لان تدعوا الجميع للاقتداء بها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا