الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية عربية ؟

مهند رجاتي
كاتب مقالات، مناضل حقوقي و طالب جامعي

(Mouhaned Radjati)

2020 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الديموقراطية في مجتمعاتنا ( العربية ) هي ديموقراطية مريضة ، و إن ( الديموقراطي ) الذي يصدق بأن الديموقراطية هي فرض لأحكام الأغلبية على الأقليات فهو ( ديموقراطي مخبول ) ، إن مرض ( الديموقراطية ) ( العربية ) في مجتمعاتنا اليوم لا ينحصر في معارضة الأنظمة المستبدة لهذه الأداة و الوسيلة الضامنة لتحقيق رغبة الأغلبية في ظل احترام رغبات و حقوق الأقليات ، لكن المرض كامن أيضا في فهم العقل البسيط لها ، إن ( مرض الديموقراطية ) في ( مجتمعاتنا العربية ) عرف لنا المفهوم و حصره في كونه أداة لفرض الرأي الغالب و تغييب و دحض الآراء المغايرة ، و حضور و هيمنة الرأي المقدس و عقلية الحاكم المقدس ( المستبد المقدس ) دون غيرها من الآراء أو الأفكار أو التعاليم .
إن الديموقراطية قد انتقلت من كونها أداة تقتضي ضم ثلاثية المواطن ، الحرية و التداول على السلطة أي التداول على الأفكار و المشاريع إلى وسيلة تطبيق الحكم المقدس و الفكر المقدس و الشرع المقدس ، و صار الحاكم ( الديموقراطي ) ( العربي ) اليوم لا يخضع لا لشعب و لا لقانون و لكن لفكرة مقدسة و مجيدة يسعى لبعثها و يكرس حكمه لصالحها و لأجلها .
إن الأزمة اليوم هي أزمة مصطلحات صرنا عاجزين على فهم لبها أو مضمونها ، بل و صرنا نعطيها تفسيرها قياسا على الحوض و الكوب المعرفي أو الأيديولوجي الذي وضعناها و سقيناها فيه ، فصارت المواطنة هي الانتماء لديانة ما أو قبيلة ما أو إيديولوجية ما ، و تغيرت الحرية من مفهومها المقدس الملازم لمفردتها إلى جدار ضيق يفرض عليك حدوده و مسافاته و قوانينه و يتركك ( لحريتك ) تمارس ، و صار التداول على السلطة خلافة و تبديلا للأسماء و الأوجه لا الأفكار أو المشاريع أو الإيديولوجيات .
إننا نرى اليوم أن مجموع القوانين و الدساتير التي تسير حشود المجتمعات ( العربية ) لطالما تحولت و صارت مجرد حبر على ورق أمام فتوى رجل دين أو رأي حاكم شمولي مطلق ، فالقوانين و الدساتير و المواثيق لا يمكن أن تولد و تخلق و تترعرع و تنشأ في دولة أو مجتمع يقوم على توريث حكم أو فكرة أو تديين هياكل مادية و مؤسسات معنوية ، و إن السبيل الأوحد نحو فكرة الديموقراطية و مشروع القوانين و الدساتير و من ثم حقوق الأغلبية بالتوازي مع حقوق الأقليات لا يقطع طريقا و لا يسلك سبيلا من غير العقل ، فالعقل ( العربي ) البسيط يجب أن يجتاز هذه المرحلة التجهيلية الراكدة التي تلي مراحل انتهاء المجتمعات بل و تسبق بذلك حتى قيامها ، على أن نمضي بهذا العقل إلى مرحلة التفكير النقدي و الخلق الإبداعي و التفكير المبني على الاستقصاء ، عسانا نمر من مرحلة الشمولية الفكرية التي تهد الدول إلى مرحلة الإبداع الفكري التي تشيد المجتمعات أي الأفراد و من ثم الحضارات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في الهند يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه




.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك


.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟




.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع