الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معنى الوجود في ظلام المعركة:تأملات عن الحياة و الصراع من اجل الحياة

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 5 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


سأعبر ايــها السادة عما اريده،فهل سينتابني ذلك الخطر الماحق و الضارب في الشرود،لكن انا لا أخشى ذلك على أية حال،انني قادر على الإطاحة بالخوف و القلق،ليس لانني قوي-يا للهول-فانا اضعف جدا من اي انسان يمكن ان تواجهه،انني منهك من الداخل،مشتت بشكل يثير دهشتي،بل لانني اعتقد بان امر تقمصي لهذه الشخصية،يجعلني اقوى.لذلك سأظل دوما أواجه الامر كما هو واقع.وليذهب للجحيم،ان كان ما يصدر عني خاطئ،انه لشيء مثير للسخرية ان يقال ان أفعالي خاطئة ما دمت اعرف انني افعل هذا بوعي وإدراك،و اعرف نتائج فعلي هذا.انها افعال صائبة تماما،لانني اعرف اين يكمن سر الصواب،ليس عند الواقعة بحد ذاتها ،لا،بل الامر برمته يعتمد على ما افهمه من معنى للصواب.ذلك المعنى الذي يحتاج ان نفكر فيه بشدة دون النظر الى معاني الاخرين اتجاهه.

فأنا احيانا افقد رشدي حين أضع معاني الاخرين عن اي شيء افكر فيه،محل ثقة و اهتمام،ليس هذا مجرد انانية من اجل وثوقي بنفسي او نرجسية واضحة،كلا انني لطالما اؤمن بانني سأصل،مجرد إيماني،بانني امتلك القدرة على الوصول،اي الوصول الى ذلك المخبئ العميق في أراضي الخفاء المرمية في عشوائية العالم،ذلك النظام الحاكم في الطبيعة فمن الممكن جدا ان افعل هذا.

فلا زلنا نرى الامر برمته شيء بلا شيء،اشبه بما لا نفهم انه كذلك، كانه يحصل بأي شكل اشكال بلا إيضاح واضح،فان غاية الإبهام هي ان توضح إيضاحا مبهما بشكل اكثر إيهام من إيهام ما هو مُبهم فيه.و لطالما اشك كثيرا في جدوى هذا الإبهام فانني اعجز عن وصف مدى خطورته،فهو ليس سوى غرض نحو ميدان مظلم بلا اي اضواء،اقصد لا اضواء البتة في نهاية هذا الميدان الذي يحوي طرق كثيرة.

يا للعجب اعتقد بان عدد هذه الطرق اكثر جدا مما يمكن ان افكر فيه،فكثرتها هي معنى مشابه تماما لقلتها،هي درب واحد لكن لا اتصور ذاتيا انه كذلك،انه ليس سوى خيال ذهني لجنوح الإيهام،وهم بلا أيادي يمكن ان تمسك بك،هذا الوهم في الوصول بسرعة بواسطة درب واحد،غير تلك الدروب الوحيدة تشعر المرء باشمئزاز الظلمة،و وحدة الكون المقيتة،وحدة ان يكون هناك شيء ما يبدو على صوره المتعددة شيء واحدا.

فالطريق الواحد- من هذه الطرق المتخيلة افتراضيا انها حقا ذات صور متعددة ظاهرة كشيء واحد-مثير للشفقة اكثر من كونه مدعاة للفخر،لكن على صعيد مضمحل النتائج،او هو محفوف بالمخاطر الانية المستدامة في مستقبل قريب،استطيع وصف هذا الواحد من الطرق بانه اذا آمنت بانك ستصل من خلاله ايا ما كان العدد فانك في الغالب ستصل،لكن لا احد سيضمن لك ماهية الامر بعد وصولك،اخشى ان تكون في وضع محرج قبل ان تلفت العدو بنصرك في المعركة،اخشى من هذا جدا.

ففِعْلُك ازاء المعركة هذه ليس ان تجد مزيدا من الاعداء للفت نظرهم بنصرك لاستمرارها،ذلك افضع ما يمكن لاي انسان فعله،انما اذا خرجت من معركة ايجاد طريقك، من خلال ذلك الإيهام المضلل،فانه من الممكن حتما ان تصبح قادرًا على إتمام ما عليك من مهام في المعركة.لكن لا يحق لك ان تقول انك آلهة بأية حال مهما كنت قد خضت معارك شديدة المراس و اجتزتهاو مهما سلكت طرقا لا يمكن ان تُجتاز في افتراضات ذاتية في تعددها.انك لستَ سوى نقطة في نقطة في نقطة،لستَ سوى لاشيء،لكن يمكنك ان تفعل الكثير لأجل شيء تود ان تقدمه لكل شيء.التواضع في هذا الكم النقطي،هو مفتاح ان ترى حقيقة العالم،ففيزياء ما حولنا تختزل الآلاف من الاشياء التي حصلت الى مجموعة من الكتب و التجارب،لقد تم تلخيص تاريخ العالم في مجموعة أوراق.هذا ليس مهما تماما فمايجعل من الامر مَرتَعا للبهجة،هو نمطك الذي سيقودك نحو النهاية،خططك سلاحك،شخصيتك،كل هذا سيسهم في ان تكون انسان حقيقيا،يرى الحياة بعين الحياة و ليس بعين الانسان؛فلطالما يمكن ان يعتقد المرء ان عين الانسان تفسد كل شيء من ضمنها الطبيعة،لذا فمن البديهي ان اقول انني اخشى هذه العين،بل لأَقل اننا و لربما يجب ان نسعى لفض هذا النزاع بيننا ،فلنحيا من اجل الطبيعة و الهدف نحوها.

اود ان يتم تقبل الامر بشكل ما دون ان يكون كل ما يكون،دون كل ما نتوقع ان يكون.كل ما عليك تقريبا هو ان تؤمن بانك ستصل،و تؤمن بان عليك ان تصل،ليس من اجل هدف آني بل من اجل ان تعيش حياتك كانسان وفقا لما تريد،وفق عيش اخلاقي ذاتي نسبوي.و لتُبارِك هذا الايمان عزلة العالم الخارجي،ذلك العالم المليء بالقرف،الذي يشبه القذارة المحيطة باي شيء ثمين.

امر اخير اود ان انوه عليه و هو ان تتقمص دورك في اثناء هذه المعركة ،لتلعب جيدا،و لتكن في افضل حال في تقمصك هذا.مع إيمانك بانك ستصل من خلال التقمص الى نتيجة في النهاية،قد لا تكون مرضية،فالنتائج المرضية قليلة بكل حال،لكن عسى و لعل يمكن ان ترى خلف هذا الكون اسطورة الحقيقة التي تستحق التبجيل ،ذلك التقليد الذي تعودنا ان ننطقه دون ان نعرف اين هو و لماذا يجب ان يكون،و ذلك لكي يكتمل معنى ما نعيشه و نعيه.لكن هل نبجل اسطورة الحقيقة بكل معاني الكلمة المفهومة، من اجل الحياة ام نبحث عن بقاياها من اجل الوهم،لا احد يعرف ،و بقية الجواب عند كل من يستطيع ان يصيغ اي جواب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية