الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما مصلحة الأمريكان في توحيد الصف الكردي؟

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 5 / 22
القضية الكردية


أحد الأخوة المتابعين وجه لي يوم أمس السؤال التالي: “استاذ بيير.. ارجو الاجابة على هذا السؤال.. هنا او في بوست منفصل… سؤال يطرح نفسه؛ شو فائدة الامريكان من الوحدة الكردية.. مع العلم؛ الامريكان يعرفون اكثر مني ومنك ان الانكسي ليس لهم تأثير على الشارع الكردي في روجافا ويعرفون تماما انهم أدوات بيد تركيا.. أخشى ما أخشاه أن يكون هذا كله بالاتفاق مع تركيا للسيطرة على ما تبقى من المنجز الكردي بالسياسة وعلى طاولة المفاوضات… ونعلم تماماً أيضاً.. أن لو تود أمريكا أن تعطينا شيئا .. تستطيع ذلك بسهولة دون أن تهتم لوجود الانكسي” (أنتهى السؤال). طبعاً كتبت له رد مختصر وأفدت بأنني سوف أجيب عليه في بوست منفصل، رغم إنني قد تطرقت للموضوع سابقاً في عدد من كتاباتي ولو بعجالة وها إنني أفي بوعدي له، كما إنني قد وضعت السؤال على صفحتي الشخصية حتى أعود إليه للإجابة ولكن لم أنتبه أن أضع خاصية الرؤية لي أنا فقط، فجاءني عدد من التعليقات تسألني عن الجواب وذلك قبل أن ألغي الرؤية للعام .. فلذاك الصديق ولكل الأخوة الذين سألوني عن الإجابة وإليكم أيها الأخوة والأخوات إجابتي على السؤال السابق.

طبعاً السؤال يحمل في طياته الإدانة للمجلس الوطني الكردي وهو محق بذلك لدرجة كبيرة وفعلاً الأمريكان بمقدورهم أن يقدموا للإدارة الذاتية مكاسب سياسية كبيرة دون الاستعانة بطرف كردي (المجلس) أو كردستاني (الإقليم) ولا حتى بطرف إقليمي -مثل تركيا- وخاصةً أن هذه الإدارة قدمت للتحالف الدولي بقيادة أمريكا تضحيات جمة في مشاركتهم بمحاربة “داعش” حيث وصل عدد الضحايا من قوات سوريا الديمقراطية إلى أكثر من عشرة آلاف ورغم ذلك فهي تأتي -أي أمريكا- بطرف كردي آخر لتشارك حزب الاتحاد الديمقراطي في إدارة المنطقة وبالتالي يحق لصاحب السؤال وللآخرين الاستغراب، بل الاستنكار أيضاً، لكن وعندما نضع في الحسبان؛ بأن أمريكا وأي دولة لها مصالحها مع عدد من الأطراف المحلية والإقليمية، فإننا سوف نجد بأن ما تفعلها أمريكا هي عين العقل وفقاً لمصالحها تلك حيث كلنا ندرك؛ بأن تركيا دولة إقليمية لها نفوذها ودورها في معادلاتها وللأمريكان مصالح إستراتيجية جمة معها وبالتالي لا بد من كسبها إلى جانبها، كما أن لإقليم كردستان هو الآخر دوره في السياسات الكردية وفق المصالح الأمريكية ويجب إرضائها وهما من أكثر الداعمين للمجلس الوطني وبالتالي لا بد من إيجاد موطئ قدم لحليفيهما في الإدارة الذاتية.

ثم أن المجلس نفسه له جمهوره ولو إنه خسر الكثير خلال السنوات الماضية نتيجة سياساته الخاطئة وأن مقولة؛ “الانكسي ليس لهم تأثير على الشارع الكردي في روجافا” ليس دقيقاً وبالتالي لا بد من مشاركة هذا الجمهور في الحياة السياسية لهذه الإدارة وفق السياسات الأمريكية التي تتبع كحلول لأزمة حكومات الشرق المستبدة حيث بعد عقود من ثقافة ومفهوم الحزب الواحد والقائد الأوحد لا يمكن التعويل على إجراء انتخابات حرة ديمقراطية وبالتالي فوجد الأمريكان بأن أفضل صيغة لممارسة نوع من الديمقراطية في هذه الجغرافيات هي الديمقراطية التشاركية من خلال الحصص والكوتة وقد مارستها في العراق إبان سقوط نظام الطاغية صدام حسين وستطبق في سوريا أيضاً وحتى على مستوى الأقاليم والكانتونات الكردية حيث وجدناها في إقليم كردستان واليوم في روجآفا وأخيراً وليس آخراً؛ علينا أن نعلم بأن هناك تخوف أمريكي أيضاً من الإدارة الذاتية وجذور الفكر الماركسي للمنظومة العمالية الكردستانية بحيث تذرع بيدها في المنطقة إقليماً ذي توجه معادي للفكر الرأسمالي.

ناهيكم أن عن وحدة الموقف والصف الكردي يجعل حليفاً لها في المنطقة -أي الكرد- قوياً ومعتمداً عليه في عدد من الأهداف الأمريكية الاستراتيجية والتي لخصت ب”محاربة التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” وضرب نفوذ إيران وحماية مصالحها ومصالح حلفائها بالمنطقة”، بالإضافة إلى إقناع تركيا بأن لا تهديد لها من حدودها الجنوبية حيث ستكون هناك قوات لا تراها تركيا محسوبة على طرف كردي على لائحة إرهابها وبالتالي تسويق الإدارة الجديدة سياسياً كذلك وجعلها طرفاً ثالثاً في المعادلات السياسية السورية إن كان مع النظام أو المعارضة ودون أن يكون هناك إعتراض من أطراف إقليمية .. وبالأخير فإن هذا التوجه السياسي وقبل أن يكون في فائدة الأمريكان أو غيره فهو في فائدة الكرد حيث من جهة ينهي الصراع واحتقان الداخلي في الشارع الكردي ويعطي زخماً للورقة الكردية في سوريا وكذلك يوحد الحركة الكردستانية وذلك من خلال تلاقي مصالح الديمقراطي والعمال الكردستاني في روجآفا وأعتقد بأن الجميع بات يدرك هذه الحقائق وربما رسالة السيد أوجلان وكذلك خطابات ودعم السيد نجيرفان بارزاني في دعم الوحدة الكردية تؤكد على ما ذهبنا إليه وخاصةً باتوا جميعاً يدركون؛ بأن دون ذلك التوافق السياسي قد تذهب كل المكاسب والمنجزات المحققة على الأرض، كون تلك "المنجزات" بالأساس جاءت نتيجة الدعم الأمريكي رغم تقديرنا اللامحدود لتضحيات شعبنا وبالتالي دون دعم أمريكي لا منجزات على الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت