الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معجزة الله السحر مثل البشر المشعوذين

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد أستعراض الخمسة أحداث أو نصوص من القرآن خاتم كتب الأديان الثلاثة كما يقول المؤمنين به، أحب التوقف للتعرف على الله وهل هناك إله يرتكب الخطيئة والذنوب؟ فالذنوب والخطايا التى مارسها الله فى المقالات التى أستعرضنا فيها قصة الله مع موسى تقول صراحة أن موسى والله قصة شعبية مشهورة منذ قديم الأزمان، مثلها مثل قصص الخليقة والطوفان ونوح ولوط وإبراهيم وأسحق ويعقوب وهى كلها نجد آثارها فى ملحمة جلجامش غيرها من أساطير الخلق البشرية، قصص ترويها الشعوب تحكى ما أعتبره الأجداد تفسيراً لوجود الأنسان على الأرض وأن احد الآلهة فعل ذلك، وخير شاهد على ذلك أن الفرعون كان يعتبر نفسه إلهاً وقصص الآلهة المصرية أقرب مثال على كيفية وجود الإله والأديان، قصص إيزيس وأوزوريس وحورس وإخناتون والتاسوع المقدس وغيرها من المعبودات التى كان المصريين وغيرهم من الشعوب الحضارية يعبدونها.

بدراسة ومعرفة التاريخ الدينى والروحى للشعوب سنفهم بكل وضوح أن الله هو رمز للإله المعبود الذى بدلاً من وجوده وسط شعبه كالفرعون، الأبداع الإنسانى جعله يختفى ولم يجدوا غير كلمة السموات التى تختفى فيها النجوم والكواكب الأخرى ليكون الإله مكانه هناك خلف تلك السماء التى نراها صفحة زرقاء، ومن يومها أصبحت الآلهة غيبية مختفية لا يراها إنسان بل بالغوا فى صورة الإله بأن البشر لا يمكنهم رؤيته حيث يقول الرب لموسى فى سفر الخروج: (لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ.) الخروج 33: 20، وهكذا خرج الإله من حيز الوجود المادى ليستطيعوا التحدث بأسمه وأنهم رسل وأنبياء أوحى لهم الله برسالة جديدة.

نرجع إلى سؤال عنوان المقال:
هل يخطئ الله ويرتكب الذنوب مثل البشر؟

إذا كانت النصوص التى تحمل أسم الله تشهد على أخطاءه فأنه بلا شك ليس إلهاً حقيقياً بل مجرد شخصية أسطورية خلقها البشر، الإله أو الخالق الحقيقى من المستحيل أن يقف عاجزاً ولا يجد لديه معجزات ليصنعها مع فرعون مصر إلا أن يمارس السحر وكأنهم أطفال تبهرهم أعمال السحر والشعوذة، وهذه الأعمال من المستحيل أيضاً أن تجعل الفرعون يرضخ لها ويطلق بنى إسرائيل بكل هذه السهولة، أى لمجرد شاهد الفرعون عصا موسى تتحول إلى ثعبان أو حية يدخل الرعب قلبه وكأن الله أثبت له أنه إله قوى جبار، بل كل هذه الأعمال التى صنع سحرة المصريين مثلها أثبتت أن الله مجرد بشر وأستخدمه موسى ومن فى عصره لينسبوا إليه كل القصص التى وقعت معهم، وإعطاءها اللمسة الروحية النبوية الغيبية ليقنعوا الشعوب التى كانت تعيش على الفطرة ولم تتعلم فى قصر بنت فرعون مثل موسى!

بلا جدال وسفسطة يتفق الجميع على أن السحر والشعوذة هى أعمال خاصة بالبشر لأنها قائمة على الأحتيال والنصب على البسطاء، وهذه الأعمال السحرية تستخدم حتى الآن كأحد الاعمال التى يعيش منها الممارسين لها كأحد الفنون الترفيهية فى البرامج التلفزيونية، وكما هو واضح فى سحرة المصريين أن تحويلهم الحبال والعصى إلى ثعابين كانوا قادرين على صنعها قبل الله، ومن ينسب إلى الإله الحقيقى ممارسة السحر وأعتباره آية أو معجزة فإنه يستهزئ ويسخر من إله الكون لأنهم يعتبرونه هو إله الأديان الثلاثة وهو أكبر خطأ وأكبر تضليل وقع فى تاريخ البشرية والأديان التى تستخدم كلمة الله للأحتيال على البشر والإيمان بأديانهم البشرية.


ليس هناك فرقاً أو أختلافاً بين إنساناً يمارس السحر بأعتباره عملاً يدر عليه ربحاً شهرياً تعيش عليه أسرته، وبين شخص يسميه الناس الله يصفونه بأنه على كل شئ قدير بل هو نفسه الذى يصف نفسه بذلك ثم نجده يعجز عن عمل معجزة فيمارس السحر، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أنه مجرد إنسان بشرى خياله كبير فى كتابة القصص، وله معرفة جيدة بالأساطير الدينية من بابلية وأشورية وفرعونية وغيرها من أساطير الحضارات الكبرى القديمة، وهنا يأتى دورنا كأبناء العصر الحديث الذى أكتسح فيه الأنترنت كل وسائل المعرفة الأخرى الورقية، وبواسطة برامج الكمبيوتر يستطيع الإنسان دراسة وتحليل ومقارنة هذه القصص والروايات الدينية بتلك الملحمية الأسطورية، والخروج بنتائج وأفكار ستساعده كثيراً فى فهم المجتمع الإنسانى الفطرى القديم وطرق تفكيره مع مجتمعنا الحديث وكيفية الحكم على تاريخ تلك المجتمعات، وهل يمكننا التسليم بأن ما تركوه من تراث وتاريخ وأحداث وقعت فى زمانهم يمكن أن تكون ثوابت يسير عليها بشر يعيشون فى عصر المعلومات؟

هل الله هذا الذى رأيناه فى المقالات السابقة هو إله أم أنه مجرد مجموعة بشر لديهم الكفاءة والقدرة على فعل وا فعلوا ونسبوه إلى أسم الله؟
الإجابة الآن أنتظرها منكم أعزائى القراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عقول بنى أسرائيل
ميشيل نجيب ( 2020 / 5 / 27 - 13:26 )
الأستاذ/صموئيل فانوس
من الفايسبوك
أشكرك على كرمك الزائدوعقلى بالفعل مثل عقل السحرة المصريين الذين صنعوا ثعابين صغيرة، لكن الإسرائيليين لم يصنعوا شيئاً لكن الله ساحرهم العظيم أو موسىقاموا بالواجب وأكثر، ويبدو أنك لم تجيب على أسئلتى فى المقالات السابقة ومعنى هذا موافقتك على كل ما جاء فيها من أخطاء إلهك العظيم، الشجاعة ليست فى التقليل والسخرية من كاتب المقال لكن أن تمتلك القدرة على الإجابة والرد على كل مقال أنشره ليكون الحكم للقراء ومن يكون على حق أو على باطل.
الأستاذ/ صموئيل مقالى واضح والنصوص الموجودة به قالها الله يهوه فى سفر الخروج ثم الله أو كاتب القرآن ونشرها بأسمه، ولم تتغير كثيراً يعنى بإمكانك الرد وتدافع عن إلهك وتجيبنى هلى تحويل ثعابين كبيرة أو صغيرة يجعل من الساحر إلهاً؟
لقد قام سحرة فرعون بعمل كل الضربات التى صنعها الإله الساحر إلا الضربة الأخيرة التى وقفوا أمامها حائرين، لأنهم سحرة ضعفاء فى المهنة فمن يصنع ضفاضع يستطيع صنع الذباب، وغيره من الأشياء، لكنهم ليست لديهم الخبرة الكافية مثل موسى وإلهه الساحر العليم!

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س