الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية الخيار الامثل لنظام الحكم في السودان

ايليا أرومي كوكو

2020 / 5 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلمانية الخيار الامثل لنظام الحكم في السودان
لا يختلف اثنان في تعدد الهوية السودانية و تعدده الديني و الثقافي و الاثني و القبلي الجهوي و الطائفي و تنوع الوان طيفه السياسي و المذهبي و العرقي . و بلد ووطن كالسودان متعدد الثقافات و الهويات و الاثنيات متعدد الانتماءات و المذاهب و المشارب . بلد كهذا اسمه السودان يصعب و يستحيل حكمه بدستور ديني او بمذهب عقائدي لدين من الاديان مهما كان أصحاب و أهل هذا الدين و ذلك المذهب يشكلون الاغلبية الدينية او الاكثرية العددية الانتمائية . يجب ان يتوضع كل السودانيين و يتداركوا تعقيدة الحالة السودانية فالحالة السودانية فريدة من نوعها يصعب فك طلاسمها دون المساس او خدش بعض من عناصره بسوء او حسن ظن .
السودان بلد ووطن افريقي يقع في قارة افريقيا اقليمياً جغرافياً و تاريخياً .
السودان دولة عربية بحكم الانتماء العروبي و الديني الاسلامي عاطفيا و ايدلوجياً و طائفياً .
شعب السودان شعب منقسم علي ذاته بكونه شعب في غالبيته السياسية يدعي العروبة و الانتماء الي الاصول العربية التي تربط جزوره بأل البيت و الرسول هو شعب اسود او اسمر او قمحي لكنه يحب ان يكون احمر او ابيض لونه فاتح تلك عقدة اجتماعية .
شعب السودان المنقسم علي ذاته بأغلبيته الافريقية شعب مقهور سياسياً و دينياً . هذا الشعب يكاد ان يكون مستلب في أرادته بالنزعة الدينية العاطفية الايدلوجية . فهو يدور في فلك الديني السياسي فاقد لأرادته لا حول له و لا قوة . لكنه في قرار نفسه هو شعب يعشق الحرية و التحرر فهو مغلوب علي أمر مكبد اليدين مغلول الفكر و الضمير يكاد ان لا يملك قراره الاخير .
الذين يتحججون بأن السودان دولة اسلاميه ميه بالميه غاضين الطرف عن وجود مسيحيين سودانيين بنسبة كبيرة خارجة عن دوائر الاحصاء الشفاف . انهم ينسون دائماً او يتناسون بأن هذا السودان كان في يوم من الايام دولة و مملكة مسيحية او ممالك مسيحية عريقة سادت هذا البلد و الوطن العزيز لقرون وقرون . انهم يغفلون تاريخ السودان القديم عن عمد لذلك يسعون جاهدين لطمس جذوة المسيحية الحديثة في السودان لشيئ في نفسهم لكن هيهات هيهات ان يمحي او يطمس هوية وتاريخ السودان القديم الحديث . ففي السودان يوجد مسيحيون ينكرون وجودهم و يرفضون عن قصد و تعمد تسميتهم بالمسيحين و يذكرونهم دائماً بغير المسلمين . فيا للعجب يستحي ولاة أمر السودان ان يسموا المسيحيين في السودان بالمسيحيين و يفضلون ان يطلقوا عليهم غير المسلمين بسوء قصد و تهميشو و استفزاز و أهانة و ذل .
و في السودان يوجد الغير دينيين او بالاحري اهل الديانات الطبيعية . و لهم في ديانتهم الحق في الممارسة و الاتباع و الايمان بحسب عقائدهم دون حجر و اضطهاد و عنصرية دينية .
و السودان بهذا التنوع و الاختلاف المتفرد يصعب حكمه بدستور او دين معين مهما ادعي أي دين من الاديان المساواة بين الاديان الاخري . فلا يمكن لدين ادعاء كفالة حريات الاخري الدينية بأي حجة من الحجج مهما قويت او ضعفت . فلا يوجد في السودان ما قبل الاستقلال الي يومنا هذا حرية للاديان او حرية للعبادات و ممارسة الشعائر الدينية علي الاطلاق .
الاسلام السياسي الردكالي الرافض للاخر هو الاسلام الذي يسود السودان بالامس و اليوم و يردونه ان يستمر الي الابد . هذا الاسلام السياسي الكاره للثقافات و الهويات و الانتماءات الافريقية هو المتحكم في زمام أمور دولتنا السودان .
و في ظل هذا الاسلام الايدولوجي الرافض للاخر لايمكن ان يستقيم ظل الدولة السودانية و عودها أعرج . فالاسلام العروبي يريد كل السودانيين عرباً منكرين لأصولهم الافريقية مستحيين من بشرتهم السوداء و رافضين لهوياتهم الزنجية و لغاتهم الافريقية .
و بسبب التعنت الديني الاسلامي العروبي الغير قابل لقبول الاخر انفصل ثلث السودان و شق طريقه للحرية و الكرمة الانسانية . فلايمكن في الالفية الثانية ان يعيش أي كأن من كان كرهينة للعبودية في وطنه يحسب كأنسان من الدرجة الثالثة او الرابعة . فأزمنة العبوديات ولت الي الابد . علي السودانيين ان ارادوا للسودان ان يكون عليهم أعادة طريقة تفكيرهم بما يواكب تطورات العصر .
لهذا تكون العلمانية الخيار الافضل و الامثل لحكم السودان الحديث تكون فيه المواطنة القاسشم المشترك بين الجميع. دستوره علماني و قوانينه علمانية . لا يتميز فيه دين علي دين او فئة علي اخري . كما يكون فيه الدين لله و الوطن للجميع و السيادة لله رب العالمين .
علي الذين يقولون بأن الدين خط احمر مراجعة أقوالهم و أفعالهم و مأربهم . السودان وطن للجميع و يجب ان يسع الجميع بدون خطوط حمراء و خضراء او صفراء . فليس السودان حكر لأحد و لا ملك لدين او طائفة ما السودان وطننا جميعنا . علي هذا يجب ان يتواضع جميع السودانيين و يقبلون بعضهم و يعشيون في وحدة و سلام . الأديان تفرقنا القبائل تشتتنا و الطائفية تمزق وطننا . خيارنا الوحيد الاوحد كسودانيين متراضيين هو خيار العلمانية دستور و نظام حكم لمستقبل السودانيين .
خصائص العلمانية
للعلمانية خصائص عديدة، في ما يلي بعضاً منها
* الفصل بين الدين والدولة.
* حماية كل من المتدينين وغير المتدينين والمساواة بينهم.
* الحرية الدينية للأشخاص سواء اختيار الالتزام بالدين أو التحرر منه.
* الاعتماد على الديمقراطية والإنصاف بين المواطنين بغض النظر عن انتمائهم الديني.
* المساواة في استخدام الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات.
* العلمانية لا تعني الإلحاد ولا تفرضه على المواطنين، بالرغم من اهتمام الملحدين فيها.
* حماية حرية التعبير عن الرأي.
مبادئ العلمانيّة إنّ العلمانيّة بصِفتها من الأفكار السياسيّة والاجتماعيّة تتكون من مجموعة مبادئ منها:
• السعي إلى الاتفاق مع العلوم.
• الاهتمام في تَحقيق الانفصال بين شؤون الأديان والدول.
• قطع العلاقات بين المجتمعات والدين.
تطبيق كافة الأفكار والمُكوّنات الصناعيّة المُعتمدة على صناعة الإنسان لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 111- Al-Baqarah


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال




.. لايوجد دين بلا أساطير


.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف




.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس