الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عبلين في القلب- كنموذج مُميز للتشبيك المجتمعيّ

عزيز سمعان دعيم

2020 / 5 / 29
المجتمع المدني


مجموعة "عبلين في القلب"، مبادرون للتشبيك والتفعيل المجتمعيّ.

* من أنتم المسؤولون عن "عبلين في القلب"؟ وماذا يجمعكم؟
عفيفة حاج أبو غنيمة- متطوعة مجتمعية، زوجة وأم لطفلين، معلمة، مستشارة تنظيمية وطالبة دكتوراة في جامعة حيفا.
جبران دعيم - متزوج وأب لطفلين، ممرض في مستشفى رمبام قسم الطوارئ، ومحام متخصص في مجال الإهمال الطبي.
لونا سيباني أبو غنيمة - زوجة وأم لشابة وشاب، عاملة اجتماعية ومعالجة زوجيّة وأسريّة، أعمل مديرة لمركز علاج الاعتداءات الجنسيّة لدى القاصرين.
عبير نجمي- زوجة وأم لشابين وشابة، سيدة أعمال، صاحبة بوتيك ملابس وفساتين سهرة ومحل تكستيل للبيت وملابس داخلية وموقع مبيعات أونلاين.
أسامة دعيم- متزوج وأب لثلاثة أولاد، ناشط اجتماعيّ، مهنتي مهندس مدنيّ.
علاء إدريس- متزوج وأب لبنتان وولد. مربي ومعلم، موجّه مجموعات، متخصص للعمل مع طلاب وشبيبة في ضائقة.
ما يجمعنا حبنا للبلد وأهل البلد، تجمعنا محبّة المكان، تجمعنا رؤية آنيّة تفاؤليّة، ونظرة مستقبليّة تُجمِع على أنّ العلاقات الطيّبة ونشر الثقافة بكل أبعادها بين الناس هي إحدى الوسائل لبناء مجتمع آمن ومتكافل. يجمعنا حلمنا وقدرتنا على جعل عبلين بلد آمن، محب ومعطاء، بلد يطيب العيش فيه.

* كيف تُعرّفون "عبلين في القلب"؟
نحن مواطنون، مبادرون، متطوعون من عبلين ومن أجل عبلين، تجمعنا المحبة، والانتماء وروح العطاء لبلدتنا.
عبلين في القلب "مجموعة" اجتمعت وأجْمَعَت على بث روح التطوع والعطاء، وزرع بذرة الإلفة بين سكان البلدة عن طريق برامج ومشاريع ثقافية، اجتماعية، وفنيّة. إيماننا أن من لا يراك لا يعرفك، ومن لا يعرفك يجهلك، لذلك "اللقاء والتلاقي" هو محور أساسيّ في فعالياتنا ومشاريعنا.

* ماذا تعني لكم "عبلين"؟
عبلين بالنسبة لنا هي المكان والناس، أي لا يمكننا أن نفصل بين حبّنا، لا بل عشقنا للمكان جغرافيًا، عن محبتنا لأهل هذا المكان بكل شرائحه وانتماءاته ومؤسساته.

* كيف نشأت مجموعة عبلين في القلب؟
نشأت فكرة" عبلين في القلب" عن طريق منشور على صفحة الفيسبوك، طُرِحَت فيه فكرة إقامة إطار اجتماعيّ ثقافيّ يعمل على تمكين العلاقات ورفع مستوى التشبيك والتعاون بين الجمعيات والمؤسسات العبلينيّة القائمة، بهدف توطيد العلاقات بين الناس التي لها علاقة مباشرة بهذه المؤسسات، مع التوجّه لضمّ شرائح مجتمعيّة جديدة لدائرة الفعاليات والعلاقات. وهكذا التقينا مجموعة أشخاص من البلدة، بعضنا لم يكن له معرفة بالآخرين من قبل. في اللقاء الأول تواجد 12 شخصًا، وتم خلال اللقاء اقتراح فكرة العمل التطوعيّ من أجل عبلين، والعمل على التشبيك والتواصل الاجتماعيّ. لقد أحبّ كلّ من تواجد الفكرة، لكن البعض استصعب تنفيذها واعتبرها مشروعًا كبيرًا لا يمكن تطبيقه عمليًا. ومن ثمّ تابع سبعة أشخاص منا التواصل، وقمنا بتعريف أنفسنا كمجموعة، وبدأنا بالتفكير باسم للمجموعة، وبوضع الاهداف، وبناء خطة للتواصل مع الجمعيات والمؤسسات العبلينيّة، وتحديد مشروعنا الأول، وتقسيم الأدوار، وهكذا استمرت اللقاءات والمشاريع، واليوم نحن مجموعة مؤلفة من ستة أشخاص نعمل معًا بانسجام لتحقيق الفكر والرؤيا.

* هنالك عدّة جمعيات عبلينيّة، ما هي الحاجة لمجموعة "عبلين في القلب"؟ وما الذي يميزكم؟
حتى هذا اليوم لسنا جمعيّة، وإنما مجموعة متطوعة تعمل من أجل البلدة. يميزنا نجاحنا في الوصول لأهدافنا بدون أن نملك ميزانيات أو مدخول مادي معين، لا يوجد لدينا مقرّ، وعادة نستخدم قاعات ومقرات الجمعيات المختلفة في البلدة لعقد اجتماعاتنا مع باقي المؤسسات، ونرى بذلك إيجابيّة كبيرة إذ أن هذه الطريقة تعزز الثقة بيننا وبين باقي المؤسسات وترفع المعنويات للاستمراريّة.. كما أنّ عملنا يشمل كلّ الشرائح في بلدتنا ويمتدّ لكل الأجيال، وندرك أن الثقافة وما تمتاز به من فن هي إحدى الطرق لجعل بلدتنا أجمل وأفضل.

• ما هي الأطر والجمعيات والمؤسسات العبلينية التي تفاعلت معكم وتفاعلتم معها على مدار الأربعة سنوات السابقة؟
فيما يلي أسماء وعناوين الأطر والجمعيات العبلينية التي تساهم معنا في التشبيك المجتمعي العبليني وفي الشراكة في إنجاح فعالياتنا (بدون أهمية لترتيب ورودها في القائمة):
جمعية السلام الخيرية، جمعية الكروان، جمعية المعهد الموسيقي، جمعية جفرا للفنون الشعبية، جمعية أكيم، جمعية شادي وأنا، جمعية كلنا معك، شبيبة الحزب الشيوعي والجبهة، متحف داوود، بيت عائلة الاديب جورج نجيب خليل، سرية ومرشدات القديسة مريم بواردي، سرية الكشاف الأرثوذكسي، سرية الكشاف الإسلامي، المجلس المحلي عبلين، جمعية المسجد القديم، لجنة مسجد ام الشتوية، المجلس الملي الأرثوذكسي، المجلس الرعوي الكاثوليكي، جمعية البيت الدافئ، جمعية مؤسسات مار الياس، مدارس عبلين الابتدائية، مدرستا عبلين الثانويتين، مدرسة الامل للتعليم الخاص، جمعية نادي المحبة، نادي المسنين –عبلين، النادي النسائي الأرثوذكسي، كنيسة الأخوة، ورشة التطريز، جمعية احباب الرسول، بإحساننا تستقيم الحياة، نادي الأحد الكاثوليكي، نادي الاحد الأرثوذكسي، معاهد الرسم في عبلين، مدرسة النور، حركة الشباب المسيحي، فرقة الليجيو ماريا.

* ما هي أهم أهدافكم وأولوياتكم؟
1. التشبيك بين الجمعيات والمؤسسات الرسميّة وغير الرسميّة في مشاريع مشتركة تخدم كلّ شرائح المجتمع، وإحدى الوسائل كانت بناء قناة تواصل من خلال مجموعة واتساب تضم كل المؤسسات والأطر العبلينية، وهذا ساعد في مشاركة المشاريع والإعلان عنها بطريقة أنجع.
2. التواصل الاجتماعيّ بين أبناء البلدة بواسطة أنشطة ثقافيّة، تربويّة، فنيّة واجتماعيّة.
3. تشجيع التطوع والعطاء للبلدة.
4. تشجيع التبرع بكل مركباته الماديّة والحرفيّة لصالح الحيّز العام.
5. مساعدة أطر ومؤسسات عبلينيّة في طرح الأفكار والتخطيط والتنفيذ.
6. تشجيع وحثّ جيل الشباب على التثقّف الدائم من خلال برامجنا وصفحتنا على الفيسبوك.
7. إبراز النواحي الإيجابيّة في البلدة على كل المستويات الشخصيّة والعامة ونشر روح التفاؤل قدر الإمكان.

* ما هي أهم أنشطتكم ومشاريعكم؟
● مشروع "أيام عبلين في القلب" الذي نبادر له كل سنة في شهر 10 أو شهر 11 وتشترك بالتخطيط له وتنفيذه المؤسسات والجمعيات العبلينيّة بمشاركة المجتمع العبلنيّ بكل أطيافه.
● مشروع "ورجع أيلول" وهو مشروع ثقافيّ فنيّ اجتماعيّ، نقوم من خلاله بتقديم أرقى العروض، من مسرحيات وأفلام للصغار والكبار.
● إقامة مجموعة قراءة" عبلين في القلب" والتي تضم مجموعة من أبناء البلدة والتي تجتمع مرة كل شهر لنقاش رواية معينة تُختار مسبقًا.
● إقامة مجموعة نسائيّة لركوب الدراجات الهوائيّة.
● مبادرة لمحاضرات ولقاءات في مواضيع مختلفة مثل مكافحة العنف، لقاء مع أدباء وكتاب، إشهار مؤلفات.
● المشاركة في الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها جمعيات وأطر ومؤسسات عبلينيّة.

* ما هي العوامل التي ساهمت في انجاح هدفكم في التكاتف والتشابك المجتمعيّ؟
بالرغم من كون كلّ فرد منّا آتيًا من "عالم" مختلف، إلا أن رؤيتنا وحلمنا المشترك لبلدتنا، وضعنا في طريق واحد. لهذا هناك عدة عوامل ساهمت في إنجاح أهدافنا:
1. نعتقد بأن أحد أهم العوامل التي أدت إلى إنجاح هدفنا هو الحاجة الماسة إلى مجموعة كهذه. فنجاح الفرد منوط جدًا بتواجده في بيئة داعمة، كذلك الجمعيات تحتاج إلى بيئة وجوّ داعم للوصول إلى قلوب الأفراد، هكذا وجودنا أدى إلى ترابط وإنشاء لُحْمة بين كل المجموعات العبلينيّة.
2. التفكير والتخطيط معًا، فمنذ البداية كانت المشاريع تبدأ بفكرة صغيرة، وكلّ منّا يثريها ويضيف عليها حتى نتوصل لصيغة نهائيّة، وبهذه الطريقة نكون جميعنا قد ساهمنا في بناء المشروع والتخطيط له بعد أن فكرنا وتخبطنا معًا، لنقوم بتنفيذه معًا.
3. مهاراتنا المختلفة وقدرتنا على تجنيدها من أجل الهدف وجعل بلدنا مكانًا أفضل وأجمل.
4. بناء الثقة بيننا كأفراد، وبيننا وبين المؤسسات والجمعيات، مما يُساهم في العمل معًا بشراكة ومحبة، وبالتالي إنجاح المشاريع ورفع المعنويات للاستمرار.
5. إقامة قنوات تواصل مثل بناء مجموعة واتساب خاصة بالجمعيات، وبواسطة هذه المجموعة تُطرح الأفكار الأوليّة، وتُنشر الدعوات للفعاليات المختلفة، كما ونتبادل بها التهاني في المناسبات المختلفة، وهذا مع مرور الوقت زاد من اللُحْمَة بين الأشخاص والمؤسسات.
6. المبادرة والقدرة على الاستمرارية في التواجد والعمل زاد من معرفة وثقة الناس، وبالتالي دعمهم لنا، ووعيهم لضرورة العطاء، ومحبتهم للمساهمة في التطوع والمشاركة.
7. الإيجابيّة ونشر الأمل والتفاؤل من خلال صفحتنا الفيسبوكيّة.

* ما هي العقبات والمشاكل التي واجهتكم؟
- البداية لم تكن سهلة بحيث أن الكثير ممن تواصلنا معهم ساورتهم الشكوك في نوايا هكذا إطار أو في نجاح هكذا إطار لا يملك مقرّ أو مكان، لا يملك ميزانيّة، شكوك حول هدف الأشخاص المبادرين. لذلك، لعنصر الزمن والمثابرة كان التأثير الأكبر، بحيث أنّ أعضاء المجموعة كأفراد ومجموعة بدأت ببناء الثقة مع الناس والمؤسسات عن طريق المشاركة في فعالياتهم، ودعوتهم لدعم فعاليات ومؤسسات أخرى، وكسر حواجز كثيرة منها حاراتيّة، طائفيّة، حزبيّة وغيرها.
- عدم وجود مقرّ للمجموعة يمكن أن يُنظَر إلية كعقبة، ولكن المجموعة استغلت هذه النقطة بطريقة ايجابيّة، بحيث أنها كانت تقوم باجتماعاتها كمجموعة في مقرات الأطر المختلفة، وبذلك مع مرور الوقت أصبحت العلاقات الشخصيّة والمؤسساتيّة تقوى بين المسؤولين عن هذه الأطر.
- طبعًا اي مشروع يبدأ بالفكرة ثم بالتخطيط والتنفيذ، كل الموارد موجودة عدا المورد الماديّ، لذلك دائما كنا نحاول ونبتكر الطرق في تجنيد الميزانيّة المطلوبة، إما عن طريق طلب رعاية من أصحاب المحلات والتوجّه للمقتدرين ماديًا بعدما كسبنا ثقتهم في فعاليات سابقة.

* ما هي الموارد (الماديّة، البشريّة...) التي ساهمت وتُساهم في تقدم خدمتكم المجتمعيّة؟
عبلين في القلب مكونة من ستة اشخاص كمؤسسين ومبادرين دائمين، نجتمع ونخطط وننفذ. اجتمعنا منذ البداية على هدف أساسيّ وهو "التشبيك بين المؤسسات والناس"، ومن هنا دائمًا كنا نصوب سهمنا نحو هذا الهدف، ومع مرور الوقت اكتسبنا الخبرات الحياتيّة والمجتمعيّة التي ساعدتنا على المضيّ قدمًا بمساعدة ومشاركة الأطر الأخرى الاجتماعيّة والثقافيّة والشبابيّة والدينيّة، وهكذا أصبح المورد البشريّ أكبر من ستة أشخاص أوليين ومبادرين.
● صفحتنا على موقع التواصل الإجتماعيّ الفيسبوك "عبلين في القلب" نعتبرها مورد هام، وهي وجهنا أمام الناس، لذلك بواسطة هذه الصفحة نحاول دائمًا نشر الروح الحلوة، التفاؤل، منشورات هادفة، دعم ونشر فعاليات للأطر الأخرى.
● إحدى الآليات التي نستخدمها في التواصل مع الأطر المختلفة هي إقامة مجموعات واتسأب لفترة محددة للتواصل والتخطيط وتنفيذ الفعاليات المختلفة.
● بحكم علاقاتنا الايجابيّة مع كلّ الأطر نقوم بجزء من فعالياتنا في مقراتهم، وهذا يزيد ويقوي العلاقات بيننا.

* ما هو دور "عبلين في القلب" في تطوير ونشر ثقافة سلميّة في المجتمع العبلينيّ؟
الهدف الاساسيّ وهو التشبيك بين الأطر والمؤسسات العبلينيّة يهدف بشكل مباشر إلى نشر ثقافة بمسميات مختلفة، إن كان نشر الإلفة، والتواصل المجتمعيّ والتطوع، والتعامل مع الآخر المختلف.
نؤمن أن نشر كل هذه القيم المجتمعيّة حتمًا لها دور أساسيّ في نشر ورفع الوعي المجتمعيّ وبالتالي ستؤدي إلى تطوير آليات تعامل سلميّة بين الأطر والأشخاص.

* عبلين في القلب" حالة أو نموذج مجتمعيّ مميز." هل يُمكن نقل هذا النموذج لبلدات أخرى؟ وكيف؟
مبدئيًا هذا النموذج المجتمعيّ يمكن نقله لبلدات أخرى، ونحن نتمنى ذلك، ولكن السؤال الاساسيّ هو "قوة التحمل والمثابرة " على الاستمرار، وقبل كل ذلك العمل على كسب ثقة الأطر والمؤسسات في البلدات المختلفة، وهذا كله يحتاج إلى وقت ونَفَس طويل. ستواجه المبادرين مطبات كثيرة وشكوك أكثر، لذلك عليهم بداية اثبات وجودهم في "الساحة المحليّة"، وهذا كله يتطلب تضحية شخصيّة متمثلة بالوقت والموارد. بالإضافة لذلك مهم جدًا الأخذ بالحسبان سيرورة المجموعة وتطورها ومعرفة التعامل مع الاختلافات وقدرات كل فرد من أفرادها، ورؤيتها كقيمة مضافة تساهم في تطور المجموعة، وهذا بحد ذاته تحدي نعتبر أنفسنا نجحنا به.


* كلمة ختامية لعبلين في القلب للمجتمع العبليني، وللأطر المجتمعيّة.
نحث الأطر العبلينيّة بكل اختصاصاتها أن تحاول دائمًا إيجاد السبل والمشترك بينها، وإن لم تجده أن تعمل على خلقه. هدفنا جميعًا كما نقول دائمًا أن "نعيش في مكان يطيب العيش فيه"، لذلك علينا إيجاد وخلق هذا المكان أو الحيّز المكانيّ أو العلاقاتيّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»