الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية بين أمريكا والعالم العربي

عبدو اللهبي

2020 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لطالما كانت العنصرية سبباً من أسباب كوارث البشرية والحروب الأهلية على مر التاريخ.. العنصرية هي همجية الإنسان وكراهيته لأخية الإنسان، بسبب معتقده أو لونه أو إنتمائه..وأسباب العنصرية هي أسباب تاريخية رجعية ومتخلفة،ترسخت مع مرور الوقت بين الناس وأصبحت عقائد عند بعضهم يصعب زحزحتها أو محوها..
وبرغم أن بعض الأديان قد كافحة العنصرية هناك أديان آخرى تدعم مبادئها العنصرية وتعززها بين أتباعها..
فالأراء الداعية الى التمييز بين الأعراق، والعنصرية بين البشر، هي جزء من أديولوجيات اليمين المتطرف الموجود في دول أوروبا وأمريكا والموجود في عالمنا العربي أيضاً..
في أمريكا:
يرى عالم الإجتماع الأمريكي جو فيجين أن الولايات المتحدة تأسست على أساس العنصرية،حيث أسماها بالعنصرية النظامية،يرى فيها من خلال بحثه العنصرية كانت من أيام الحقبة الإستعمارية، حيث كان هناك الحق للبيض في ان يستقطعون الاراضي ويتملكون العقارات، وتم توزيع الموارد على أساس عرقي، فيما لا يحق لاي من الجنسيات الاخرى اي من هذه الأمتيازات..
وهكذا حتى بعد إلغاء الرق في الولايات المتحدة، ظلت هناك مظاهر العنصرية والفصل العنصري ضد الأمريكيين الأفارقة، في حرمانهم من التملك من العمل ومن التعليم، هذه الأمور سببت شروخ وفوارق واضحه في المجتمع الأمريكي، وأثرت على مجتمع السود حتى يومنا هذا..حيث نرى أنهم السكان الأكثر فقراً والأقل تعليماً وتنمية..
وكذلك لازال في الولايات المتحدة منظمات عنصرية، تدعو الى تفوق العرق الأبيض، كان لها أعمال قمع إرهابية ضد ذوي البشرة السمراء من الأمريكيين، وضد مجموعات من المهاجرين والأجانب والمخالفين لهم كما حدث في عملية دهس لمتظاهرين خرجت ضد العنصرية في مدينة شارلوتسفيل بفرجينيا مناهضة لمظاهرة اخرى لجماعة الكي كي كي الارهابية التي تدعو الى تفوق العرق الابيض،حيث قام أحد أعضاءها بدهس متظاهرين مناهضين بسيارته مما اسفر عن قتل سته اشخاص وإصابة ٢٧..
حوادث قتل السود من قبل الشرطة الامريكية كثيرة جداً.. حادثة بالتيمور وحادثة جورج فوليد وغيرهم الكثير، حوادث القتل الجماعي لأسباب عنصرية كثيرة ايضاً، كحادثة بورتلاند، وحادثة بيتسبرغ، او حادثة الباصو..كل هذه الحوادث نفذها عنصريون بيض ضد الاقليات العرقية والدينية..
في أمريكا لايوجد نظام إصلاحي لمعالجة قضايا العنصرية، ولايوجد دعم لذلك..قال الرئيس السابق أوباما أبان أحداث بالتيمور ميرلاند عام 2015, التي أشتعلت بسبب وفاة شاب أسود بعد إصابته بالعمود الفقري من جراء إحتجاز الشرطة له..قال يومها:
هذه أزمة تتكشف ببطء ومستمرة منذ فترة طويلة. هذا ليس أمرا جديدا. ويجب ألا نتظاهر بأنه جديد"، في إشارة إلى التوترات في المجتمعات الأمريكية بسبب سلوك الشرطة.
وقال أيضاً أنه إذا أرادت البلاد حل المشكلة، فعليها ألا تستثمر فقط في تدريب الشرطة بل كذلك في التعليم المبكر وإصلاح القضاء الجنائي..
في العالم العربي:
في العالم العربي للعنصرية جذورها التاريخية، ولها أشكالها ومسمياتها المختلفة.. عنصرية دينية ومذهبية، وعنصرية ضد الأعراق الآخرى المختلفة، وعنصرية ضد ذوي البشرة السمراء بأشكال ومسميات مختلفة..
وتعود أسباب العنصرية وتحقير الآخر الأقل حظاً في المجتمع العربي الى السلطة الإستبدادية.. حيث تسببت الحكومات الدكتاتورية، وقمعها للشعوب بجعل ردات فعل الشعوب المقموعة تمارس تنفيسها وقمعها للاقليات والناس المختلفين والضعفاء والأقل حظاً..
فتطورت في مجتمعنا العربي الأعراق المختلفة والقوميات والأحزاب وأنطوت على نفسها،حذراً وكراهية من الآخر..
وأصبح العرب يمارسون الكراهية والعنصرية ضد الأعراق والأقليات المختلفة،
وخصوصاً تجاه الأعراق غير العربية كالأكراد والأمازيغ والبربر والأفارقة وغيرهم من الأقليات، وكذلك العنصرية ضد الأقليات الدينية، وحتى بين المذاهب في الدين الواحد، وعنصرية بين الفرق داخل المذهب الواحد ايضاً..
تعود أسباب العنصرية الى الجهل المعرفي، والموروث الثقافي والمجتمعي الذي تأسس على فكرة الإنتقاص الدائم من الآخر المختلف، وسلب الناس مميزاتهم، والنظر اليهم بدونية دائمة..
وهذه هي أسباب تخلف مجتمعاتنا العربية، وهو قصور أزلي في الذهنية العربية..
كلمة آخيرة:
حماية مجتمعاتنا الإنسانية من الكراهية والعنصرية يجب أن تكون غاية قصوى للمؤسسات الإعلامية والتربوية في جميع أنحاء العالم..
‎الجميع مطالبون بالدفع بقيم التسامح والمحبة بين الأديان والمجتمعات البشرية والأعراق..
‎جميع البشر يملكون جيناً واحداً، ولايوجد جينات مختلفة، ولا عرق أفضل من عرق ولا دين أفضل من دين ولا مجتمع أفضل من مجتمع، الجميع متساوون بيولوجياً، والفرق لا يكمن الا بمستويات المعيشة والتعليم والثقافة فقط..
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah