الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعرضوا فيلم شفرة دافنشي في الميادين العامة

جورج فايق

2006 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أختلاط الواقع بالخيال بالتمني في فيلم شفرة دافنشي
فيلم شفرة دافنشي المأخوذ عن قصة خيالية تحمل نفس الاسم من تأليف كاتب أمريكي يدعى دان براون و أعتقد أنه لم يكن يحلم بهذه الشهرة لقصته الغير منطقية و
غير المترابطة فهو زيف فيها الحقائق التاريخية الثابتة في أطار بوليسي خائب و هذا ما دفع الناقد البريطاني مارك لوسون بوصفها "بالهراء الخلاب و تفنيد أكاذيب هذه الرواية سهل جداً رغم أنه غير ذي جدوى لأنها راوية خيالية لا يزعم كاتبها أنها حقيقية و تاريخية
هي فقط مجرد قصة خيالية مثل قصص الخيال العلمي فلما أثارت هذه الضجة و رغم كل الضجة التي أثيرت حول الفيلم فشل هذا الفيلم في افتتاح مهرجان كان ووصفت هيئة الإذاعة البريطانية سقوطه في مهرجان كان بعنوان شفرة دافنشي": افتتاح مخيب للآمال ووصفت أحداثه بالمملة و كثرة السرد و بطء الإيقاع إذن نحن أمام فيلم فاشل فنياً بشهادة الخبراء و النقاد لكن لأننا في بلادنا نحب الممنوع سوف تجد الفيلم موجود على أسطوانات كمبيوتر و ينقل من جهاز إلى أخر رغم أنه هذا الفيلم لا يرتقي إلى ذوق المواطن العربي عامة و المصري خاصة فأين هذا الفيلم من فيلم غريزة أساسية و فيلم الراقصة و رجل الأعمال الواقعي و لكن لأنه ممنوع و لأنه يعرض قصة خيالية ترضي كبريائهم الجريح من الهجوم على قصص زواج نبيهم و أثارت الشبهات مما جعلهم يتوهمون أو يتمنون أن تكون تلك القصة حقيقية و رأيت منتديات تتعهد بنشر روابط الرواية و الفيلم على موقعها حتى تكشف الزواج السري المزعوم للمسيح من المجدلية و أبنتهما سارة و إلقاء الضوء على الحياة الخفية للسيد المسيح على حد تعبيرهم فلقد أنهكم الهجوم و جعلهم يخالفوا ثوابت إيمانهم بالمسيح أو عيسى كما يطلقون عليه و نراهم يرددون في أحدى المظاهرات ( لا أله الأ الله ، عيسى عدو الله ) و نراهم في أحدى مواقعهم يشككون في بتولية العذراء و يقولون أنه تزوجت من يوسف النجار و أنجبت منه أخوة ليسوع مخالفين ثوابت كتابهم و لما لا أليس العند يورث الكفر وعندما ظهر فيلم شفرة دافنشي قالوا عنه أنه رؤى انقلابية لتاريخ المسيحية وتاريخ المسيح ضاربين بثوابتهم عرض الحائط و لا أستبعد أن يستخدموا تخاريف مؤلف الفيلم في الرد على المناظرات رغم أن كتابهم يقر ببتولية العذراء ولم يشر لزواج المسيح من عدمه رغم أنه لو كان المسيح تزوج لكان الأجدر أن يشير بذلك القرآن لنفي الألوهية عن السيد المسيح الذي هو الموضوع الأساسي لسور و آيات قرآنية عديدة و بما أن هذا لم يحدث فلم يشير القرآن إليه فبالتأكيد هذا لم يحدث و لكن من منطلق اللي تغلب به ألعب به لا أستبعد أن يطلقوا عن راوية دافنشي هو الإنجيل الحقيقي كما قرأت لأحد الجهابذة في أحدى الجرائد الذي يخلط الخيال بالحقيقة و يتصور أو يأمل أن تكون هذه الراوية حقيقة و الكنيسة أخفت الحقيقة عن الناس لتسيطر عليهم و يربط بين القصة و أنجيل المدعو برنابا بطريقة عك و ربك يفك و يضيف الجهبذ أن القصة تأكيد على بشرية المسيح التي يصرح بها القرآن ولا يوجد بها أي إساءة ألا إذا كان نفي الألوهية عن السيد المسيح إساءة و يطالب علماء المسلمين الإدلاء برأيهم في هذه القضية على ضوء الكتاب والسنة دون أن ترهبهم الكنيسة على حد تعبيره و القارئ مثل الكاتب يأمل في أدعاء على المسيح حتى لو كذباً في موضوع الزواج بالذات لأنهم قد ضاقوا بالهجوم على قصص زواج رسولهم فاختلط الواقع بالخيال بالأماني وصنعت وهم شفرة دافنشي

أرى أن الضجة التي أثيرت حول الفيلم أعطته أكثر من حقه و أري مفكرين مسيحيين يتسولون تأييد إسلامي شعبي كان أو من المفكرين الإسلاميين لوقف عرض الفيلم و مصادرة الراوية في مصر رداً لجميل موقفهم من رسوم الرسول الدانمركية و تأييدهم للمظاهرات المنددة بها و المشاركة بها
و كأن هذا الفيلم أو هذه الراوية قادران على فعل ما عجز عنه إمبراطوريات بجيوشها و سيوفها و جزيتها ألا وهو هدم الديانة المسيحية و جبر المسيحيين عن ترك ديانتهم فلم يستطيع هدمها اليهود بكل تعصبهم و غلظتهم في مهدها و لم تستطيع الإمبراطورية الرومانية بكل قياصرتها و عذاباتهم للمسيحيين من النيل من المسيحية حتى أصبحت هي نفسها إمبراطورية مسيحية و بعدها الخلافات الإسلامية بجزيتها و سيفها و الشيوعية بسجونها و قسوتها و الفلسفات المادية بعلمها و أفكارها الإلحادية كل هذا و غيره لم يتمكن من المسيحية فهل نخشى عليها من فيلم فاشل و ذو قصة واهية ؟ ما يكون هذا الفيلم التافه بجانب ما تعرضت له المسيحية على مر العصور ؟
فهذا الفيلم التافه عاجز هم دحض أو التشكيك في العقيدة المسيحية الراسخة
دعوا من يريد عرضه بحجة حرية الفكر و الإبداع يعرضه ليس في السينما فقط و أنما أعرضوه في جميع الميادين العامة و على شاشات ضخمة و بمكبرات صوت فنحن ليس بحاجة لحماية رقابة أو قانون منع لفيلم يسيء لنا فنحن لسنا موكلين للدفاع عن الله فالله قادر على حماية نفسه و لا ينتظر القوي حماية من الضعفاء
وفي نفس الوقت أتسأل لماذا عندما يقوم فيلم أو مسلسل بالهجوم على المسيحية و يطالب بوقفه نسمع أسطوانة حرية الفكر و الإبداع ؟ هل الإبداع هو التطاول على المسيحية و هل التصدي للفكر المسيء لعقيدة بقضايا نوع من أنواع الاعتداء على حرية الإبداع و الإرهاب الفكري ؟
أن كانت الدعاوى القضائية تقييد فكر و إرهاب للمبدعين فماذا أسمي استباحة دماء المبدعين ؟ ماذا أسمي الاعتداءات على السفارات و الكنائس ؟ ماذا أسمي مصادرات الكتب دون الرجوع إلى القضاء ؟
فأما أن تطلق جميع حريات الفكرو التعبير دون الرجوع للأزهر أو الكنيسة , و أعتقد أن هذا لن يحدث ؟ أما أن يقيد الفكر المسيء للأديان و كفى الكيل بمكيالين كفانا تجريح في معتقدات الأقليات بحجة حرية الإبداع و تخرس الألسن و تقصف الأقلام عندما يتعلق الأمر بالأغلبية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟


.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل




.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم