الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الله يكذب قصصه السحرية
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
2020 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

لا شك أن مقالاتى السابقة التى كتبتها بأسلوب خاص بسيط لتكون لغته مفهومة وعباراته وكلماته ليس فيها لف أو دوران، وذلك من أجل أن تصل المعلومة لكل قارئ للمقالات ولا تحتاج عناء التفسير أو التأويل بل تعبيرات يفهمها الجميع، لأن واقع النصوص الدينية أنها مكتوبة فى عصور جهل وتخلف معرفى منذ سنوات طويلة، مما يجعل تلك النصوص تتوافق مع واقع الشعوب التى عاشت فى تلك الأزمنة، وفى تساؤلاتنا المستمرة والكثيرة بين طيات مقالاتنا السابقة والتى طرحناها لمن لديه الشجاعة المعرفية ليجيب على إحداها، أو يكتب رأيه ويصحح معلومة وردت فى تلك المقالات أو يفسر نص من النصوص بالشكل الصحيح عكس ما شرحته، لكن حتى هذه اللحظة لم أجد تعليق واحد يقول أن هناك خطأ فى المقالات أو طبيعة عمل الإله البشرية وهى الساحر العليم وهو الذى أمر موسى بأن يمارس السحر ليبدو وكأنه معجزات، أو أن هذا الإله الله هو الحق وأنا على باطل فى تفسير تلك النصوص بشرية المصدر التاريخى.
كل هذا يثبت ويؤكد أن مقالاتى كشفت جوانب كثيرة متناقضة مع صدق ما يدعيه المؤمنون به من علم وبصيرة الإله وقدرته على صنع المعجزات أو يقوم بدور الساحر، لم أجد تعليقاً ينتقد حديثى عن ذلك الإله الغيبى أو يطعن فى صدق ما كتبته وهذا يعنى صحة النتيجة التى توصلت إليها بأن ماهية الله إله الأديان هى بشرية، إذ كيف ينزل إله من السماء وهى فارغة لا وجود لآلهة فيها ولا بشر ولا توجد عمارات أو أبراج سكنية أو ناطحات سحاب؟
عملية نزول أى جسم مادى أو غير مرئى فى حد ذاته إثبات أن حركته وسيره بالنزول والهبوط يجعله محدود القدرة والعمل، عكس ما صورته الكتب الدينية والمؤمنين بأنه الخالق العظيم الجبار الذى على كل شئ قدير، وهذا الإله المرئى أو غير المرئى لا يعقل أن يتعبد له إنسان إلا إذا كان جاهلاً يعيش فى عالم الأساطير ويعشقها، لأنها أشياء ضد العقل والمنطق أن تقول لى فى عصر الأقمار الصناعية وسفن الفضاء والتليسكوبات التى ترسل للعلماء صوراً من الماضى البعيد، ومع كل هذا يصر الكثيرين على أن تحويل عصا إلى ثعبان أو حية هى معجزة أتى بها الخالق العظيم، فى نفس اللحظة التى فعل مثلها سحرة المصريين أمام الفرعون وأمام شعب بنى إسرائيل وأمام ساحرهم الأكبر ساكن الهواء أو السماء الله!
بل ويصرون ويؤمنون ويعتقدون أن الله نزل حقيقة فى مدينة بابل لكن الشعب اليهودى لم يراه لأنه كان فى صورة غير مرئية أى متنكراً، ولا نعرف من أين نزل وبأى هيئة نزل هل له جسم مثل البشر أو مثل الطيور أو مثل الطائرات أو السفن البحرية، أو أن كل ما فى الأمر أنه لم ينزل أحداً لأنه لا يوجد فى السماء شيئاً إلا الفضاء الذى تسبح فيه النجوم والكواكب التى نرى منها القريبة مثل الشمس والقمر، أما البعيدة مثل النجوم الأخرى الكثيرة فنراها صغيرة جداً، أما أن تقول لى أنه فى هذا الوسط الفضائى يعيش الله وملائكة وشياطين فهذا منطق خرافات الأساطير، الخالية من المنطق العقلى حيث نجد كتابات بدائية ينسبونها إلى خالق الكون وخالق الخير والشر والجنة والنار، ولا يوجد فى تفنن إله فى عقاب وتعذيب مخلوقاته لا لشئ إلا لأنهم نسوا تأدية أحد الطقوس التعبدية مثل الصلاة له شئ من الحكمة أو القيم والأخلاق التى يجب أن يتصف بها خالق الجميع إذا كان فعلاً كذلك!
توجد أدله كثيرة على وجود الإنسان على سطح الأرض وممارساته الفطرية البدائية ومحاولاته المستمرة لصنع تماثيل أو أصنام يدعوها آلهة، يحاول أن يصبغ عليها صفات الكائن القوى الذى يشعر فى داخله أنه مصدر الحياة على الأرض ومصدر الحياة لكل البشر والكائنات الحية، تلك الأصنام أو التماثيل حاول الإنسان منذ رأينا تاريخه القديم المسجل على جدران الكهوف أن يتعبد لها وأنها هى مصدر سعادته وتعبه وشقاءه، لأنه أعتقد أنه بتقصيره فى تقديم الواجبات الدينية تجاه تلك الأصنام آلهته وعدم تقديم وإصعاد المحرقات على المذابح أمامها يجلب عليه الشقاء والتعب، أما إذا قدم القرابين والذبائح للتكفير عن ذنوبه وخطاياه وإسترضاء الآلهة، فأن الصنم أو الإله يقبل منه الذبيحة ويغفر له خطاياه ويجعله يعيش سعيداً بل وتبتعد عنه الشرور والأضرار.
وخير دليل على توارث تلك الطقوس والممارسات التعبدية لإله ما نراها بصورة أوسع فى الديانة اليهودية، عندما كانوا يقدمون الذبائح الدموية التى أصبحت مع الوقت فروضاً وطقوساً جماعية يقدمها المؤمنين، وسجلت التوراة قصة طلب الله من إبراهيم تقديم إبنه وحيده أسحق كذبيحة على المذبح ليعرف مدى إيمان إبراهيم ومحبه لذلك الإله أكثر من إبنه، وهو أمر أو طلب يدخل فى الأمور الجنونية عندما يفقد الإله عقله ولا يتعقل كالبشر على الأقل وليس كإله محب لخليقته، وعندما ذهب إبراهيم لينفذ أمر إلهه ويضع أسحق على المذبح ثم يضع الحطب فوقه، وقبل بداية الذبح أو التراجيديا الآلهية الأسطورية ينادى ملاك الرب إبراهيم، ويقول له: فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا. 12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني". سفر التكوين الإصحاح 22 .
ويمكننا ملاحظة تناقض النص الذى يعتبر ملاك الرب كأنه هو الرب أو الله نفسه، عندما يناديه الملاك ثم يكلمه ويقول له أنه الآن علم أنه يخاف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عنى؟ يعنى الملاك عرف أن إبراهيم يخاف الله ثم يستكمل الملاك كلامه بأعتباره الله عندما يقول: فلم تمسك ابنك وحيدك عنى!
هل يمكننا الوثوق وتصديق والإيمان بأنه كان فعلاً ما يسمى بملاك الرب والله فى نفس الوقت؟؟
هناك الكثير من الأمثلة على تلك الأخطاء والتناقضات التى تثبت لنا أنها قصص كهنة ورؤساء قبائل وشيوخ توارثوا تلك الأساطير وحولوها إلى قصص دينية.
هل هناك من يخالف تلك الحقائق؟؟
فى أنتظار آرائكم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وفاة الشيخ السعودي ربيع المدخلي أحد أبرز شيوخ السلفية

.. وفاة الشيخ السعودي ربيع المدخلي أحد أبرز شيوخ السلفية

.. بابا الفاتيكان يستقبل زيلينسكي وروما تستضيف مؤتمر تعافي أوكر

.. تحركات عربية ودولية لمواجهة خطر الإخوان.. من يكتب نهاية التن

.. إجراءات حاسمة ضد الإخوان في الأردن.. هل تقضي على مخططات التن
