الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم لك ويوم علينا

صبيحة شبر

2006 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الأمثال ، التي نسمعها تتردد على السنة الناس : ( يوم لك ويوم عليك ) ويقصد بهذا المثل ان الحياة لاتبقى على حال واحدة ، إنما هي في تطور مستمر ، وإنها ان كانت لصالحك اليوم ، تستطيع ان تحقق بها مرادك ، وتنال أهدافك ، وتصل الى طموحاتك ، فإنها حتما ( أي الحياة ) لايمكن ان تبقى على وتيرة واحدة ، فانها سرعان ما تنقلب عليك ، مديرة ظهرها لك ،،متنكرة لطموحاتك ، لتأتي الى غيرك مستبشرة باشة ، لتحقق أحلامه ، وتساعده للوصول الى أهدافه ، بعد ان عبست في وجهه زمنا طويلا ، ولكن واقع الحال ، يقول لنا ضد ما يعنيه المثل ، وإننا نرى بعض الناس يمتلكون الحياة دائما ، تبتسم في وجوههم ابتسامتها العريضة الواثقة ، وتنيلهم ما يريدون بسرعة ، وبدون نضال ، او كفاح طويل ، بينما البعض الآخر تعبس أمامهم الحياة ، وتريهم طريقها الوعر الشائك ، فلا يستطيعون أمرا ، الا ببذل الجهد ، والنضال المتواصل المرير ، وتقديم التضحيات الجسام ، ورغم سهرهم الطويل وتفانيهم ، وعرقهم ، وجهودهم المضنية ، فان الأيام تبخل عليهم الا بتحقيق الشيء القليل جدا من آمالهم ،، التي سهروا الليالي الطوال من اجل الوصول اليها ، ان الحياة تبتسم في وجوه البعض من الناس ،، ابتسامتها الدائمة ، التي لاانفكاك منها ولا عبوس ، وان الحياة ذاتها تعبس في وجوه أناس آخرين ، عبوسها المتواصل ، حتى ليخيل للمرء ان الأيام المرة العسيرة ، لا زوال لها ، وان حلاوة الدنيا ورغدها ، بعيد المنال ، لا يستطيعه الا المحظوظون القلائل من الناس ، فما الذي يجعل أناسا محددين تبتسم لهم الدنيا تلك الابتسامة العريضة المرحبة ، المتسامحة ، المحيية ، المتساهلة ، وما هي الأمور التي تجعل الحياة ضنينة بالفرح ، مقترة بالابتسام على الكثير من الناس ، الذين لم ترض عنهم الحياة وكانت شحيحة بنعمها عليهم ، لا تقولوا من جد وجد ومن زرع حصد ، فكم من جاد سهر الليالي الطوال ولم يحصل الا على العلقم ، ومن زارع مثابر ، حرث الأرض وبذر فيها بذوره وسقاها وتعهدها بالرعاية والاهتمام ، فإذا الأرض بور ، واذا الزرع لم ينم ، واذا السقيا تذهب ادراج الرياح
ما الذي يجعل الأيام ترحب بالفريق الأول من الناس ، وتلعن الفريق الثاني ، فاذا سهره ضياع ، وسعيه فناء ، ونضاله هباء ، لا اعني إقبال الدنيا ازورارها من الناحية المالية فقط ، انما اعني كل أمر بها ، الفريق الأول ما ان يقبل على أمر من الأمور ، حتى يجد كل شيء مهيأ له وكأنه قد اخذ أهبته واستعد ودرس وناقش ، وهو في الحقيقة لم يفعل شيئا ، يأتيه النجاح يسعى ،،على طبق من ذهب ، الفريق الثاني ، يدرس الحالة من جميع الجوانب ، يضع الاحتمالات ، يسهر الليالي وهو يناقش المسالة ، واذا به يلقى الفشل واليباب أينما حل
يوم لك ويوم عليك مثل أثبتت الأيام خلوه من الصواب ، لنبدله الى مثل آخر اقرب ، الى الصحة ، وهو يوم لك ويوم علينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa