الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضحية إرهابي والقاتل بريء

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن جريمة مقتل الشاب الكردي باريش تشاكان في أنقرة بسبب استماعه لأغنية كردية أخذت حيزاً كبيراً على صفحات التواصل الاجتماعي، إن كان تلك المنددة لتلك الجريمة أو تلك التي حاولت التبرير -رغم أن لا مبرر لأي جريمة بالعالم، لكن الأذيال الأنذال يحاولون تبرير كل شيء- ومن أولئك الأنذال أحدهم كتب يقول؛ بأن “الصحيح” -ويقصد الصحيح بخصوص الجريمة- هو: أن “أثناء رفع الآذان في أنقرة، شاب نبه 3 أشخاص داخل سيارة بضرورة تخفيض صوت الموسيقى، فقاموا بالاعتداء عليه وقتلوه والشرطة اعتقلت القتلة الثلاثة!!!.” ويضيف “الموسيقى والأغنية كانت بالتركية وليس الكردية وعدد القتلى 1 وليس 3 كما نشرت مواقع ذلك كذبا وزورا للفتنة”، بينما كتب نذل آخر يقول: “الأكراد مجرمين وقتلا وسافحين ويحتمون بالاجانب ويوم ما ستدفعون ما فاعلتموه في العرب والأتراك من إرهاب وقتل الأبرياء وتفجير وووووووووووووو”!

يعني بربكم شفتم هيك حمير، طبعاً لا يخفى بأن الناعقين هم أتراك ومن جماعة العدالة والتنمية -التيار الإخواني- حيث الأخطاء القواعدية تؤكد بأنهم ليسوا عرباً، بل أتراك والخطاب الديني السلفي يفضح توجههم السياسي، لكن البشع والأكثر قذارةً أن يحاول البعض تبرير جريمة بحق شاب بريء وتقديم تفاهات الفكر وقذارات الأخلاق تحت مسمى “التصحيح” ولا نعلم أي تصحيح والحومار -على قولة شبابنا- يقول بأن “الشرطة اعتقلت القتلة الثلاثة” ثم يأتي وكأي حومار يرفس مقولته تلك حينما يقول بأن “عدد القتلى” -ويقصد القاتلين المجرمين- “1 وليس 3” والآن من هو الكاذب المنافق الذي يزور الحقائق، ثم أي تبرير سخيف إن كانت الأغنية كردية ولا تركية يا حومار وهل سيخفف الأغنية التركية لدرجة الجريمة ويبررها مثلاً.. أما الحومار الآخر فيريد أن يجعل الضحية -أي الكرد- “مجرمين وقتلا -يقصد قاتلين- وسافحين (سفاحين) ويحتمون بالاجانب” طيب يا حومار بن الحوماروة، ممكن تشرح للقارئ الكريم؛ “لما الكرد يحتمون بالاجانب بين إخوتهم المسلمين”؟!

للأسف هذا الخطاب التكفيري الديني ضد الكرد -ليس الحديث المستجد بل بإرثه التاريخي الذي يمتد لأحقاب زمنية طويلة- هو الذي جعل الكثير من العوام والرعاع يصدق؛ بأن الكرد ليسوا إلا “كفار وزنادقة ومرتدين وعملاء مأجورين للغرب والأمريكان” وبالتالي يجب إبادتهم وقتلهم وتهجيرهم رغم أن القواعد الأمريكية والإسرائيلية تمتد على “جغرافية الخلافة” -أي تركيا- مما خلق في الشارع السوري وللأسف عداء مجتمعي بين الكرد والعرب، ربما ندفع أثمانها مستقبلاً الكثير من الضحايا والقرابين وخاصةً ما زال هناك الكثير الذي يعتقد بصوابية وصحة تلك المواقف والأسباب التي تتخذها تركيا وحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان في محاربة الكرد وقضاياهم مثل التي ذكرنا مضيفاً عليها قضية الإرهاب والتي لحقت بشعبنا زوراً وبهتاناً حيث لم يسجل ضد الكرد وحتى حزب العمال الكردستاني أي تفجير إرهابي وذلك على الرغم من إدعاءات الحومار الثاني وهو يهدد شعبنا ويقول: “يوم ما ستدفعون ما فاعلتموه في العرب والأتراك من إرهاب وقتل الأبرياء وتفجير وووووووووووووو”! مع العلم؛ إننا نحن من نتعرض لإرهاب الدولة التركية، لكن الحومار سيضل حوماراً ولو ألبسته طقم وكرافتو حمرة مثلاً!

يبدو أن معشر الحمير -ذوي الرجلين وليس الأربعة- يجب أن يصدقوا؛ بأن الضحية إرهابي والقاتل بريء حيث القاتل المجاهد ناصر صوت الآذان على الموسيقى والغناء وبالتالي يجب أن يكافأ من قبل حزب العدالة والتنمية وحكومتها بوسام الخلافة الإسلامية الأردوغانية، كونه لم يقم إلا بما يوجب عليه دينه وأخلاقه وقيمه الإسلامية حيث يعتبر عمله جهاداً وفق الشرائع السماوية .. ويقولون: “الإرهاب لا دين له” وآلاف الشواهد تؤكد؛ بأن الإسلام منبعه فقهاً وعملاً أو على الأقل تلك الشرائع المتشددة وحان الوقت لبعض المراكز الدينية الفقهية إعادة قراءة كل التراث الديني وتعطيل الكثير من النصوص حتى القرآنية منها ولو كان ذاك سيعتبر في نظر البعض كفراً وخروجاً عن العقيدة والإيمان حيث من سمح لنفسه قبل أربعة عشر قرناً بنسخ بعض الآيات، فإن من حقنا أن ننسخ أغلب تلك الآيات وإلا سيدوم الإرهاب في مجتمعاتنا كون هناك نص ديني يبرر لهم ذاك الجرم الشنيع تحت مسميات الجهاد والغزو والفتوحات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد | القمص أنجيلوس رشدي: المسيحية عبارة عن شهادة للمس


.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء مجهولين على مسلم خرج من المسجد ف




.. المحامي ثروت الخرباوي يكشف أسرار الإخوان المسلمين بالأدلة


.. 145-An-Nisa




.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال