الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ( صدق الله العظيم ) بدعة … من صنع بشر ؟

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اليوم لن أسأل : مَن أبي ؟ وإنما عن سؤال جديد … رغم تكراره ! عن اهمية القول في خاتمة السور والايات ( صدق الله العظيم ) وهل القول بها الزامي ، وهل هي ضمن النص ولها نفس قدسيته ، ام مجرد اضافة بشرية لا لزوم ، ولا اثم على من لا يرددها ؟
في الاسلام امور كثيرة يجب ان تُفهم قبل ان تؤخذ هكذا على عواهنها دون تفكير وتحقيق … ام على الناس الاستسلام للآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) وكفى المؤمنين وغير المؤمنين شر السؤال ؟!
فتصديق الآيات والسور بهذه العبارة التي اخذت طابع المالوف من كثرة استعمالها وتكرارها بين الناس منذ قرون فاصبح من يرددها كالببغاء لا يفكر ، ولا تهمه حقيقتها ، فهو يطلقها هكذا تسليما ، وتماشيا مع السياق العام مصدقا انها هكذا جاءت ، وهكذا يجب ان تكون ، ولها ما للنص من قدسية واحترام ! ولا اتصور ان احدا من العامة على الاقل بعد ان استنام عليها طويلا دون مبالاة … عنده استعداد التنازل عنها على الرغم من تاكيد العلماء بانها بدعة !
فهل عند المسلم الذي يرتل القرآن ليل نهار ، ويختم الايات والسور ( بصدق الله العظيم ) … هل عنده مثلا ثمة شك في ان يكون فيما يقرء غير الصدق حتى يؤكد لنفسه قبل غيره … بان ما تلاه هو الصدق بلا ادنى شك ليستقر في وعيه آمناً مطمئناً وهو عز الطلب ؟!
ثم هل هذا التصديق من نسج بشر ، ام الله هو من انزله في خاتمة القرآن ليؤكد فيه صدق ما يقول ؟ هل يعقل ان الله يقول عن نفسه صدق الله العظيم ؟! واذا كانت بدعة ومن نسج خيال بشر فهل يحتاج التعامل مع نصوص الاهية مقدسة ان يؤكد صدقها بشر … مجرد بشر لا يعلمون من امر دنياهم شئ فكيف بالغيب ، وهل يفترض ببقية الناس ان يصدقوا بما اكد صحته بشر مثلهم ؟!
يقول ابن باز ويؤكد ابن عثيمين بانها بدعة ، وعندما سؤل ابن باز عنها اجاب مستندا الى الرواية التالية باختصار : ( لما قرأ ابن مسعود على النبي ﷺ أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا قال له النبي ﷺ: حسبك ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي ﷺ: حسبك والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به . )
بل إن الحنفية والشافعية يرون أن من قال صدق الله العظيم في صلاته بعد الانتهاء من التلاوة بقصد الذكر أن ذلك لا يضر صلاته ، كما اجازته دار الافتاء المصرية ، واعتبرته من جملة المستحبات ، ويعتبرها البعض من اداب التلاوة اعتاد الناس على استعمالها على مر السنين ، وترسخت كثقافة دينية كغيرها الكثير … نحن امام لخبطة هي بالوسوسة اشبه !!
خلاصة الكلام : اذا كانت بدعة مستحدثة ولا لزوم لها … كالعكارة في قعر القدر ! وليس لها اصل في الشرع بدليل عدم وجود نص يشير إليها ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، فاذن هي من صنع بشر فلم والحال هذه الاستمرار بالاحتفاظ بها ، ولم تصدر بحقها فتوة تحرمها او تنهي عنها كما صدرت فتاوى كثيرة تحرم كل شئ حتى التافه من الامور ؟ فابن باز لم يحرمها بالرغم من تحريمه لكل البدع بل اجاز القول بها اذا اقتضت الضرورة لذلك ، ولا ادري ما هي مقتضيات الضرورة هذه … ؟ لماذا لا تؤخذ النصوص بتجريد دون اضافة كبقية الاديان … ليس فيها لا زيادة ولا نقصان خاصة اذا اعتبرناها اضافة على القرآن ، وليست في صلبه … ابتدعها فقهاء ايام زمان كما ابتدعوا الكثير والأخطر غيرها ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر