الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها النوبة اتحدوا و توحدوا ...

ايليا أرومي كوكو

2020 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ايها النوبة اتحدوا و توحدوا و لا تقتلوا بعضكم بعضاً عار عليكم ان فعلتم تبادوا ...
ايها النوبة اتحدوا و توحدوا و لا تقتلوا بعضكم و الا فنهايتكم القريبة ستكون كنهاية الهنود الحمر في أمريكا !
شوقي بدري
لقد اتى الوقت لكي يتحد النوبة بدلا من ان يحاربوا بعضهم البعض ويعطون الفرصة للآخرين لكي يقتل النوباوي النوباوي . ان تعداد نوبة الجبال لا يقل عن خمسة مليون اذا اخذنا في الاعتبار من هم خارج الجبال . ماذا يبتظرون ليكونوا قوة مؤثرة في السودان ؟
Arif Nashed
الا تلاحظون بأن النوبة طرف في كل الصراعات التي حدثت مؤخرا.
بورتسودان (النوبة - بني عامر ) كسلا (النوبة - بني عامر
كادوقلي (النوبة - الحوازمة دار نعيلة .. الدامر (النوبة – القرعان
هل هناك من يحاول جر وتوريط النوبة في صراعات اثنية؟
من الذي يستهدف النوبة ولمصلحة من؟
لماذا النوبة طرف في كل تلك الصراعات؟
و ازيدك يا عارف من الشعر الحديث بيت : لقاوه النوبة المسيرية .. في الجريف و بري حيث كمائن الطوب شباب النوبة و لجان المقاومة و الشرطة ..... و .... الخ
نعم نعم لماذا النوبة طرف في كل تلك الصرعات ؟ هذا هو سؤال الساعة الذي الذي يطرح نفسه بقوة دون ان يجد أي اجابة .
فقد شهدت عدد من مدن السودان منذ مستهل العام 2020 م مواجهات و صدامات عنيفة . أدت تلك المشاكل الي اقتتالات و أزهاق أرواح و نهب و تدمير وحرق للمنازل و الممتلكات . ما يلفت النظر الي تلك الاحداث الدامية جميعها هو ان النوبة كانوا القاسم المشترك في كل المشاكل و الاحداث في مختلف المدن . و هذا هو الامر الذي يثير اكثر من الشك و الريبة و يطرح السؤال الملح دائماً من الذي يقف في ركن خفي مستبباً في اشعال النيران ضد النوبة ؟ لماذا النوبة بالذات هو الطرف في كل المشاكل و الاحداث ؟
من الطرف المستفيد في اشعال النعرات العنصرية ضد النوبة في بقاع ومدن السودان . لسنا هنا لرمي الاتهامات و القاءء اللوم جزافاً علي هذا الطرف او ذلك بقدر ما نريده من النوبة بأن يعوا جيداً الدرس المجاني بالاستهداف المخطط الممنهج ضدهم . علي النوبة من الان أن يدركوا جيداً بأنهم قد باتوا مستهدفين في حياتهم وجودهم و بقائهم كمواطنيين أصليين في السودان . كما عليهم بأن يعرفوا بأن هويتهم و أصالتهم و عنصرهم الافريقي الاسود غير مرغوب فيه علي الاطلاق في هذا البلد و الوطن .
و مخطط العداء ضد النوبة هو مخطط قديم مدروس و ممنهج بدأ تنفيذه منذ عقود و أمد طويلة و بطرق مختلفة من فترة الي أخري . و في كل الحقب التواريخ السابقة و اللاحقة كان النوبة و سيكونوا مستهدفين في وجودهم دون المكونات الاخري في السودان . فالمهدية استخدمت النوبة وقوداً لحروبها و من ثم استرقتهم كما في الحكم التركي و الاستعمار الانجليزي المصري عاني النوبة بالتحديد دون الاخرين عانوا من الاضطهاد و الاستغلال و الاذلال و التهميش و العنصرية الممنهجة .
ومن بعد الاستقلال في العام 1956م الي تاريخ اليوم لم تتغير خطط استهداف النوبة كثيراً . هذا و ان تغيرت الاساليب و المناهج و الاستراتيجيات يبقي الاستهداف هو الاستهداف و الاضطهاد هو الاضطهاد و سياسة فرق تسد هي نفسها و ان تغييرت العناصر و الادوات و الاساليب . سيظل عنصر النوبة عنصر غير مرغوب فيه و ستظل جبال النوبة أرضاً و شعباً مستهدفين في وجودهم . و ستظل النظرة العنصرية مستمرة حتي يعي النوبة الدرس و يستيقظوا من سباتهم العميق و غفلتهم المستمر و يخرجوا من كهف جهلهم و يقرروا بأيديهم حق مصيرهم .
ظلت جبال النوبة منطقة مقفولة ليس في عهد الاستعمار فقط كما يزعمون لكنها الي يومنا هذا لا تزال جبال النوبة منطقة مقفولة . اذ لم يشهد أقليم جبال النوبة استقرار سلمي أمني سياسي اقتصادي أجتماعي تعليمي صحي زهاء ما يزيد عن الستين عام هي عمر استقلال السودان . عمدت الحكومات المركزية في السودان علي ان تظل جبال النوبة منطقة مقفولة بهذه الطريقة و الاسلوب و النهج او بتلك . ظلت جبال النوبة حيناً من الدهر مقفولة بالجهل و الفقر و المرض عن قصد و سبق الاصرار . كما ظلت دهوراً من أزمنة أخري مقفولة بدوامات من الحروب المستمرة حرب تلوها حرب بلا هوادة . استنزاف وراء استنزاف للوجود تشريد و تهجير و اقتلاع أراضي و استيطان و أعادة توطين مسلسل طويل من من رمي النوبة في البحر العميق . و في الثلاثين سنة الماضية من عمر الانقاذ و حكومة المؤتمر الوطني تم استهداف أقليم جبال النوبة و شعبها العظيم أثنية النوبة بعنف و شراسة و قسوة لم يعهدها أقليم او شعب في العالم الحديث هذا اذا استثنينا أقليم دارفور فجبال النوبة هي الوجه الاخري لعملة الاستهداف المنظم المدبر المخطط له في السودان . فحروب الانقاذ و المؤتمر الوطني العبثية في دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق هذ حروب عنصرية بحتة و بأمتياز . تم فيها اشنع المماراسات الغير انسانية علي الاطلاق لكن كلها تمت بأسم الدين و الدين مهم براء .
قلت في بداية هذا المقال بأن النوبة و منذ بداية هذا العام 2020 م و حتي اليوم هم في وجه المدفع . لم تحدث الثورة السودانية حريه سلام و عدالة أي نوع من التغيير الايجابي في مخطط الاستهدف المنظم المخطط من قبل الحكومات السابقة ضد النوبة . هذا ان لم نقل بأن الثورة أتت شراً و وبالاً علي النوبة و بصورة واضحة لا غبار عليها تتجلي الاحداث التي تصاحبها العنصرية البغيضة بوجهها السافر بكل جلاء ضد النوبة . فالنوبة في غير مكان و زمان في السودان اليوم هم مستهدفون برعونة و و شراسة اكثر من السابق . فالنوبة حتي في عقر دارهم هم مستهدفين و بعنجهية و غطرسة مشين يريدون اجلاء النوبة من مناطقهم في كل مدن السودان حتي من كادقلي و الدلنج و لقاوه يريدون بل و ينادون نهاراً جهاراً بطرد النوبة . لكن الي اين يريدون طرد النوبة لست اعلم و لست أعلم ! فيا للغرابة و يا للعجب حد الاندهاش و الاستغراب ..!!!
لذلك تجدهم مجدين مجتهدين في قتل العزل في مزارعهم و و نهب مواشيهم و القتل العمد و بالدم البارد . و احداث في الطريق العام طريق المرور السريع بين الدلنج و كادقلي يتم انزال الركاب من المركبات و يتم تصفية الانسان النوباوي بأمن و أمان و ثم تواصل المركبة سيرها ووجهتها ... السودانيين هنا يتبجهون و يزاودون بقتل البيض للسود في أمريكا و عن العنصرية و ما ادراك بالعنصرية .
فما المطلوب من النوبة ازاء ما يواجهون من حروب المدن في السودان ضدهم . هذه الممارسات العنصرية الفجة ضد النوبة ستظل عصية عليهم لأنهم عصاميين عاصيين ... يا لها من معضلة صعبة قاسية انها بحق السماوات معادلة او متوالية عسيرة و لا أجابة لها و لا حل صحيح يفك طلاسم تعقيداتها او يحل بعض من تداعياتها المزمنة حد الاختناق ... أكاد أري و اسمع النوبة في كل السودان و هم مكبلين الايدي من خلف مطروحين علي الارض و اقدام الغطرسة الرعناء تدوس أعناقهم دون رحمة او عطف و شفقة ... أكاد اسمع النوبة يصرخون صرختهم الاخير لكنها لن تكون الاخيرة كما فعلها الاسود الامريكي جورج فلويد و هو لاحول له و لا قوة يئن و يصرخ تحت اقدام ذاك الامريكي الابيض العنصري البغيض اللعين يستغيث و يستنجد و يترجي من لا رحمة له و لا زرة من الانسانية في قلبه ... و جورج يصرج دعني اتنفس دعني أقف . و انفاس النوبة و هم يصرخون في كل مدن السودان من داء النعصرية البغيضة يصرخون كما جورج فلويد ... دعونا نعيش كما سائر السودانيين بكرامة و حرية الحياة الانسانية التي جلبنا الله عليها من قيم فيها عدل و مساواة و مواطنة كاملة ... نريد ان نعيش مثلكم سودانيين مئه بالمئة بدون عنصرية و لا جهوية او دونية نريد ان نعيش معكم بدون اضطهاد ديني و أثني او فرز و قبلية و جنس .
كل النوبة في كل السودان يصرخون في بورتسودان يصرخون وااانوبتاه ... في القضارف و حلفا الجديدة و خشم القربة في كسلا يصرخون ... في في دنقلا عطبرة و الدامر يصرخون ... في الجريف و بري وفي الديوم الشرقية او الغربية لست أدري ... لكنني سأأظل اتذكر صرخات عوضيه عجبنا و أمها في وجه قاتلها ضابط الشرطة السوداني ... و كما اتذكر ظلم و عنصرية القضاة السوداني . و لا ادري نهاية الضابط القاتلة لكنني أظنه ينعم اليوم بالحرية و الامان و البراءة هذه تحت قانون العنصرية ضد النوبة الممنهج . و أهل أمبدة كل يوم يصرخون في أمبدة كما في بحري الدروشاب و السامراب ووووو و لا حياة لمن تنادي .
و في هذا كلها ندعي براءة بعض النوبة هنا و هنالك من الخطايا و الرزايا و الاجرام ... نعم لا ندعي بأن النوبة ميه الميه مسالمين و ابرياء و ضحايا .. اذ يوجد انتهاكات من بعد عناصر النوبة ... كما اننا لا نلقي الاتهامات جزافاً و نظلم الاخرين و ندعي بأن الاخر هو الظالم المستبد العنصري ضد النوبة .. فليس في هذا عدل و هو ظلم للأخر مختلف .. بل دعونا ان نرمي جل اللوم علي النوبة أنفسهم . فالنوبة في اكثر الاحاين لاسيما في الجهات المتنفذ هم الظالمين لعنصرهم و الباطشين بأخوتهم الضعفاء . ان النوبة ان اردنا الحق كل الحق سنجد منهم الجلاديين لأهلهم و المنكلين بهم في معظم القضايا و اغلب الاوقات و في غير مكان . و تلك هي مشكلة النوبة الحقيقة او الداء الذي اعيا المداوي . ظلم النوباوي لأخيه النوباوي . و هنا مربط الفرس و بيت القصيد .
و هنا تحضرني قصيد المتنبي
لا افتخار إلا لمن لا يضام
لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ
لَيسَ عَزماً ما مَرَّضَ المَرءُ فيهِ لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عَنهُ الظَلامُ
وَاِحتِمالُ الأَذى وَرُؤيَةُ جاني هِ غِذاءٌ تَضوى بِهِ الأَجسامُ
ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ
كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
علي النوبة بشتي مشاربهم و قبائلهم و جبالهم و لغاتهم و و خلفياتهم الدينية و السياسية و الحزبية و الطائفية تدارك انفسهم . فالانسان النوباوي في السودان اليوم هو المستهدف الاول في وجوده . و النوباوي هو نوباوي غض النظر عن كل باقي الترهات من الاختلافات فالعنصر المسمي بالنوبة هم المستهدفين و عدو النوبة واحد . كل ما يهم هذا العدو هو محاربة النوبة و مطاردتها حيثما وجدوا و اينما كانوا في هذا السودان يجب محاربتهم و قتلهم و تشريدهم و أضطهادهم و اذلالهم ما أمكن الي ذلك سبيلاً ... ليس المهم هنا ان يكون النوباوي المستهدف مسيحياً او وثنياً و ملحداً او حتي مسلماً كما يتبادر الي الكثيرين من النوبة بسحب فهمهم القاصر . فأذا كنت نوباوي فهذا فقط يكفي فأنت المستهدف الاول و الاخير . كونك نوباوي و من جبال النوبة انت مستهذف في وجودك علي الارض مستهدف في أصالتك و هويتك مستهدف في ثقافتك و حضارتك و وجودك كأنسان تمشي علي تراب أرض السودان .
في ختام الامر كله علي النوبة ان يتحدوا و عليهم ان يتوحدوا .. . ووحدة النوبة كانت و لا تزال هي حجر الزاوية و الاساس المتين الذي يتم عليه بناء مستقبل شعب النوبة السودان العظيم باستمرار وجودهم في السودان بلدهم و موطنهم الاصيل .
وحددة النوبة كانت داوماً الانشودة الخالدة و اللحن الشجي الذي كان يردده الاب الراحل العظيم فليب عباس ادم غبوش في كل حله و ترحاله . و تذكرون معي في كل اجتماعاته و هو يستهل ندواته بهذه الاغنية و الانشودة المسماة بالاعواد السبعة اذ اجتمعن صعب كسرها و ان تفرقن تكسرت احاداً . تلك كانت وصية الاب الروحي و القائد النوباوي الفذ الحكيم. و تلك كانت وصيته الوحيدة للنوبة و ستبقي هي هي وصيتة الاولي و الاخيرة لكم ايها النوبة في كل زمان و مكان ... ايها النوبة اتحدوا و توحدوا حتي لا تنكسر شوكتهم و تنهزموا و تتشتتوا و تبادوا عن ظاهر الارض السودان موطنكم أرض ابائكم و موطن جدود أجدادكم الي جدكم الكبير ادم المخلوق من تراب و طين هذا الارض السودان . فعلي هذه الارض الطيبة خلقتم و من طينها و ترابها صورتم و عليها يجب ان تبقوا و تعيشوا تثمروا و تتكاثروا و تتسلطوا عليها حتي تبعثوا منها و يرثها الله من بعدكم . تلك كانت وصية ابيكم الكبير فليب عباس ادم غبوش .. فاسمعوها مني مجدداً و اكتبوا صحائفكم علي جدار أفئدتكم قصوها لأولادكم و بناتكم كأحجية المساء و عند الصباح لآنها التعويذة التي ستحفظكم من الابادات الجماعية و الفناء ...
فطوباكم ان سمعتم هذا يا معشر النوبة و عملتم بوصية ابيكم ... و الا فأن أبيتم السماع و العمل بهذه الوصية فالويكم كل الويل لكم و عظائم الامور الوبال في انتظاركم ... سيطاردونكم مدينة الي مدينة و قرية الي قرية اخري ... قد قالوها فأن فشلوا تحقيقها فأعلموهم بأنهم لم و لن ينسوا حلمهم الابدي جبل جبل كركور كركور أو قولهم المأثور : اكسح امسح أكلو حي دايرين نضيف !... لكن قل لهم هيهات هيهات لن يكون النوبة في السودان كما الهنود الحمر في أمريكا طلما في جعبتهم وصية ابيهم الكبير ليعملوا بها . و طلما توحدوا و اتحدو فهم رماة الحدق أنهم أوتاد الارض و هم الجبال الراسيات الاشاوس الابطال الاحرار الصناديد .
هكذا كان النوبة دائماً كما عهدتوهم هم كما هم الناس كذلك الطيبين أهل الشهامة و الباسلة و قوة الشكيمة و النبراس الشدة و البأس . هم أهل الكرم و الجود و الزود و الاباء جنود الوطن الاوفياء . النوبة الامن و الامان و الصدق و الوفاء و العهد و الولاء فأمنهم أمنهم و أستأمن بهم أطمئن لهم ... فلا تغدوا بالنوبة ايها السودانيين لا تغدروا بالصدق و الامن و الامان عليكم السلام . و السلام لكم و عليكم السلام ...
و المجد لله في الاعلي و علي الارض السلام و بالناس المسرة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال