الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(إله العاصفة Teşşub) كبير الالهة الحوريين

رستم محمد حسن

2020 / 6 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


احتل الإله العاصفة "teşşub" المرتبة الأولى في مجمع الآلهة المحلية أو كحاكم على الآلهة ، وقد احتل هذا الاله هذه المرتبة بسبب اعتماد مناطق الشرق الأدنى القديم ، خاصة أعالي بلاد ما بين النهرین و کردستان والأناضول ، في الزراعة على مياه الأمطار بشكل رئيسي ، وكان رمزه الثور أو عربة تجرها الثيران وأسلحته البرق والرعد والريح ، أما رفيقته ( هيبات ) فهي ملكة السماء .
وقد وجد هذا الإسم لأول مرة في الأسماء الشخصية الحورية في فترة أور الثالثة ، وفي نقش يعود إلى عهد ( آتال شين ) حاکم ( أورکیش ) في عصر ( أور فترة III ) .
وكان مركز عبادته الرئيسي مدينة ( Kummiya ) الواقعة في مكان مابين بحيرة وان وأعالي دجلة، وبحسب ( Diakonoff ) فإنها تقع في منابع نهر الزاب الكبير ، اما اسم مدينة ( Kumme ) فمن الجائز أن يكون بمعنى خصلة الشعر ، أما الزائدة M فهي لاحقة في اللغة الحورية ولا تغير من المعنى شيئا، وكانت تسمى في الأكادية ( Kummu ) ، وفي الحثية ( Kummiya )، وكانت ( Kumme ) مدينة زوجة إله العاصفة هبات.
اما نظیر ( Teşşup ) في سوريا المتأثرة بالحوريين فقد كان الإله بعل ، الذي كان يصور مع خصلة شعر طويلة، و الشعر يعني بدء هطول المطر ، وعاصفة من  البرد والبرق، أما بالنسبة لإسمه فربما يعود كما يقول ( غيلب ) إلى اللغة ما قبل الحورية، اما العالم ( لاروش ) فيقول بأن إسمه ليس حورية البتة كما أن اسم زوجه , ( Hebat , Hapatu , Hiba , Hipa ) ليس حوريا ايضا.

جغرافية انتشار عبادته:
إنتشرت عبادته من مدينة نوزي شرقا إلى الالاخ غربا ، خاصة بعد صعود الإمبراطورية الميتانية على كامل جغرافية كوردستان ، إضافة للمناطق تحت النفوذ الميتاني ، لكن التأثير الثقافي الحوري الأهم إمتد إلى قلب الأناضول، وووصلت أساسا عن طريق ( Kizzuwatna ) فأصبحت عبادته شائعة في ( حاتوسا ) والعائلة المالكة الحثية، والتي في الفترة الحثية الوسطى ، ترجمت النصوص الدينية ذات الصلة بعبادته( أساطير ، تراتيل ، صلاة ) إلى الحثية ، وبالنظر إلى أن عددا كبيرة من المدن الحورية الهامة كمدينة ( Kummiya ) مجهولة المكان الى الآن ، فجميع النصوص المتوفرة والتي تعطي المعلومات عن الأفكار المرتبطة بإله العاصفة ( Teşşub ) أتت إلينا من خلال الكتبة الحثيين، وكانت جميع هذه النصوص نتيجة إنصهار التقاليد السورية والحورية .

بعض النصوص التي ورد فيها ذكر هذا الاله :
تم ذكر اسم تيشوب في الرسالة الثانية المرسلة من الملك توشراتا الهوروميتاني إلى الملك امنوفس الثالث، حيث قام بالقضاء على القوات الحثية التي هاجمت ميتاني وعلى النحو الآتي :
عندما جاء العدو إلى ارض تيشوب
سيدي أعطاهم إلي في يدي
فدمرتهم..
والنص أعلاه يثبت باعتقاد الميتانيين بان لهذا الإله الدور الرئيس في إسقاط الحثيين في المعركة التي تمت الإشارة إليها فيما سبق.
الإشارة الثانية عن الإلهة كانت في ذات الرسالة إذ يدعو الملك توشراتا كل من الإله تيشوب والإله أمون بان يحفظا العلاقة الودية بين المملكتين، وهذا النص ورد على النحو الآتي :
أدعو من الإلهة إن تكون علاقاتنا بنفس الود
وان ترعى الإلهة تيشوب سيدي وآمون إلى الأبد..
وتستمر الرسالة وفيها أيضا دعوات الملك توشراتا بدوام العلاقة بين البلدين وعلى النحو الآتي :
وبذلك يظهر أخي صداقته
حيث إن أخي قبل بلدي وأخي قبل رعاياي هم من يشرفوني
أدعو إن يمنحني تيشوب وآمون ذلك
وبذلك سأعمل إلى الأبد حسب ما تمناه أخي وأدعو أخي إن يعمل حسب ما أتمناه، كما يحب الرجال الشمس فأننا كذلك سنحبها
أصلي إلى الإله لترشدنا إلى الأبد…

وفي رسالة اخرى إلى الملك امنوفس الرابع (اخناتون) ورد فيها اسم هذا الاله لمرة واحدة وذكره هنا كان لحفظ رسل المملكتين، وعلى النحو الآتي :
والآن في هذه السنة أرسل مين إذا لم يحجز أخي رسله
ولذلك (محذوف) ومتعة كبيرة (محذوف)
يرجى الأحتفال، تيشوب وآمون (محذوف)
أرجو إن يحصل ذلك بحيث إنا وأخي (محذوف)..

صلات مع الالهة الاخرى :
كانت( Allatumh ) والدة ( Hebat ) ( الإلهة الأم ) سيدة العالم السفلي .وبحسب جیرنوت فيلهلم فهي مرتبطة باسم ( allai ) أي عاهرة في اللغة الحورية، أما ( Şawuşka ) فهي زوجة ( إله العاصفة ) و ( شقيقته ) من ناحية أخرى، وهذا التقليد الحوري ، يعود الى أزمنة سحيقة ربما كان مأخوذا من الأساطير السومرية وحتى ما قبل السومرية، وكانت ( سيدة نينوى şawuşka ) تسكن على مقربة من مدينة ( Tesşub ) في منطقة شرق دجلة ذات الصبغة الحورية ، وحتى في الفترة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين ، تظهر أشكال عشتار وقد عبدت إلى جانب إله العاصفة.

تيشوب لدى الاقوام الاخرى:
قام مواتالي الثاني حاكم المملكة الحثية الجديدة في أوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد، في فترة الإصلاحات الدينية بدمج الالهة الهورية (واهمها تيشوب) مع الالهة الحثيين ليصبح تيشوب اهم اله في البانثيون الحثي.
واصبح ايضا احد الالهة الرئيسيين لدى الاوراراتيين حتى ان عاصمتهم Tushpa قد اخذ اسمها من اسم هذا الاله الذي كان رفيقا لاله الشمس الاوراراتي (شيفني)

المصادر :
_ كتاب الحوريون ل عبدالجبار رشيد رشيد
_ كتيب بأسم الرسائل المتبادلة بين الملك الميتاني تواشراتا (1365-1335ق.م) وملوك مصر
أ.م.د. غسـان عبـد صالـح
كلية التربية – ابن رشد/ جامعة بغداد
_ Encyclopædia Britannica
_ ANCIEN HISTORY ENCYC LOPEDIA








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز