الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى لاهاي حَافياً دُونَ (مَركُوبٍ) أيُّها الْجَازِمُ

علي تولي

2020 / 6 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


علي تولي 12 يونيو 2020 PHOENIX ARIZONA USA

يَتَحقَّقُ النصرُ يوماً بعدَ يوم تحت كلِّ هذا الصَّبر على ابتلاء ثلاثين عاماً خَلَت من تاريخ السودان الحديث عانَى فيها إنسانُ السودان أقسَى مرارَاتِ الحِرمانِ من الحياة الكريمة، استولَى فيها غُلاةُ الأطماع باسمِ الدين على كلِّ شيءٍ يَنتَفِع بِهِ ومِنْهُ الشعبُ السوداني، بلْ ذهبَ بِهم سَهم سياسَتِهم الطَّائِشُ إلى إشْبَاع رغبة مُشايِعِيهم من قادة المجموعات الإرهابية غير السودانيين، واستباحُوا بهم أرضَ السودان أن تكونَ مَرتعاً لتنَامِي المَّدِّ الإرهابي بالاستضافة والترحيب بزعمائهم وتدريب مَنسُوبِيهِم، وتبْدِيد الأموال التي أصبحتْ بلا ضابطٍ ولا رقيبٍ ولا حسيبٍ عليها، مِمَّا خلق مهارة اللصوصيَّة فغلبتِ الأطماعُ الذاتيَّةُ لكلِّ منسوبي النظام المنتمين إلى تَوَجُّهِهِم مِن رَافِعِي شعارات الزيف التي تمظهروا بها.
وعلى ذِكر لاهاي نعرِّج بما أفَضَتْ إليهِ الأخبارُ عن مُجْرِمِي الحرب من القَتلة واللصوص لنستدعي ما سبق من أنباء عن مُجرمِ الإبادة والاغتصاب والحرق وتشريد الآمنين وترويعِهم ذلك المَدعو علي محمد علي عبدالرحمن المشهور بـ(علي كوشيب) عن تفاصيل هروبه منذ أن ضاقت به الأرض بما رحبت بعد أن افتقد أرباب نعمته ومن كانوا له سنداً يأتمر بأمرهم وينفذ ما أرادوه من الفتك والتدمير والحرق والتشريد ورمي الأطفال في النيران واغتصاب النساء ووضع علامات على جسد كل من تم اغتصابها من قِبَل مليشياته.. ولإيراد ما جاء عنه في بداية مغادرته الأراضي السودانية متجهاً إلى أفريقيا الوسطى سبق أن أوردت صحيفة الشرق الأوسط في 23 فبراير 2020 عدد 15062 مفاده أن ((كوشيب سحب أرصدته البنكية الخميس الماضي – أي قبل ثلاثة أيام من تاريخ صدور العدد- وأخلى مكتبه في قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة بمنطقة (رهيد البردي)، ثم غادر على عربة رباعية الدفع من طراز (لاندكروزر)، واتجه إلى منطقة (سنيطة) غرب ولاية جنوب دارفور، واختفى هناك وسط عشيرته وذويه)).
لنقل بعد هذه التوطئة أن المؤتمر الوطني وجد ضالته المنشودة في علي كوشيب المتعطش إلى الدماء وإزهاق الأرواح وتعذيب الأحياء بصور بشعة لا يقوى على احتمال سماعها ذوي القلوب الممتلئة بالسلام والرحمة والإنسانية، وكان أكثر المستعينين بهذه البشاعة في سفك الدماء وحصد الأرواح وتشريد القرى هو المدعو أحمد هارون رجل القانون المتمرد على قوانين السماء والأرض وصاحب العبارات الوحشية الشريرة الشهيرة(امسح، اكسح، قشو، ما تجيبو حي، أكلو ني، ما تعملينا عبء إداري)، نعم هو الوالي هارون المطلوب الثالث على قائمة العدالة للمحكمة الجنائية، الذي تم تعيينه وزير الدولة للشؤون الإنسانية، وضاعف نزعة الشر فيه بنزعة الشر المستطير الذي وجده في كوشيب فجعله ساعده الأيمن قام بمده بالمال والسلاح والعتاد الحربي، ولقد حمل كوشيب لقب عقيد العقدة ( عقيد كولونيل) كان منسوباً إلى قوات الدفاع الشعبي حتى أصبح من كبار /قادة الجنجويد/ الجيش الداعم للحكومة/ إنه الدعم السريع والذي به نال محمد حمدان دقلو حميدتي شرف التقرُّب به من البشير وترفيعه إلى أعلى الرتب العسكرية، ومما أثار غضب كوشيب هو إبقاؤه برتبة مساعد في الجيش الداعم للنظام وترقية من كانوا معه، وكان يقتل ويعذب الرجال بأخذهم من القرى ويتم تعذيبهم بتعليقهم من أياديهم مفرقات أي بشكل منفرج إلى ألواح وربط أرجلهم متباعدين بشكل منفرج أيضاً؛ وإضرام النيران بين أرجلهم، وكان يأمر باغتصاب النساء بصور وحشية لا هوادة فيها ويقوم بوضع علامة على كل مغتصبة بواسطتهم، وحتى الأطفال الذين لا ذنب لهم كان يئدهم نعم يئدهم بإلقائهم في النيران، ويُحَرِّق على الناس بيوتهم، وهكذا بهذه العدوانيَّة بات يَتلذَّذ بإحراق القرى وتشريد الناس من قراهم التي ولدوا وتربوا فيها ففقد الناس ممتلكاتهم من الأراضي والمواشي وغيرها وبات البحث عن النجاة هو الشغل الشاغل لإنسان دارفور، نعم وقد أصبح كوشيب مواجهاً بالعدالة؛ ففي 27 فبراير 2007، اتهم المدعي العام لويس مورينو أوكامبو كوشيب بارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور خلال عامي 2003 و 2004، واتهمه بالأمر بالقتل والاغتصاب والنهب، وقد بلغ به الزهو والجبروت بأن استخدم سلاحاً محرماً دولياً قتل به الكثيرين جاء هذا على اعتراف منه في فيديو انتشر عبر الوسائط مدته أكثر من تسعة دقائق متحدثياً إلى مجموعة من مليشياته ورهط من قبيلته؛ وأضاف أنه قتل كثيراً جداً وأنه سوف يقتل، كما قال إننى قمت بتسليم قائمة بها 17 ألفاً إلى عمر البشير مِمَّنْ قُمْتُ بتجنيدِهِم في الدفاع الشعبي، هو ذات كوشيب الذي أدلت إحدى جَاراته وهي ناشطة اجتماعية في حوار على فيديو بمعلومات عن جرائمه واعتداده بكلِّ تَكَبُّر وتَجَبُّرِ الجَبَابِرَة أنه يحرق ويبيد ويغتصب، وأود تكرار أنه يقوم بوضعِ علامةِ بالنارِ على جسدِ كلِّ مَن تَمَّ اغتصَابُهَا في ابْشَعِ صُوَرِ الوَحشِيَّة الآدميَّة ضد الآدمِيِّيْنَ بدافع النزعة العنصريَّة المُوْغِلَةِ في العصبيَّةِ، وعندَ مَعرَضِ حَدِيثها عَن بَعضِ أفرادِ أسرةٍ هربوا من قريتهم بعد أنْ فقدُوا أفراداً أعزاءَ مِن الأسرة تمَّ قتلُهُم، وهنَّ بنات تأثَّرنَ مِن الاغتصاب، كانتْ هذه الناشطةُ تقدِّم لهنَّ بعض الاسعافات الأوليَّة المُتاحة لها، إلا أنها تفاجأت بمهاجمةِ كوشيب لهم في تلم الدار التي نزلوا بها، ووصفت ما جرى معها من نقاش حاد، وهو يحذرها بالابتعاد عن هؤلاء الغرباء لأنها لا تعرف عنهم – حسب زعمه وهو يضع فوهة البندقية على رأسها- ينادي على أحد أفراده من الجند ويأمره بأن يسحب أمام عينيها غطاء بالسيارة ويأمرها أن تنظر فيما ظنت قبل سحب الغطاء أنه يحمل بطيخاً، ولكنها تفاجأت بأنها رؤوس بشر مقطوعة، وأخذ بواحد من تلك الرؤوس ودفع به أمامها، قائلاً تعرفين مَنْ هذا؟.. وبهذه الرواية فإن هذه الناشطة كشفت عن جريمة بشعة في التمثيل بجثث ضحاياه .. بل وأنه قام بوضع أحد رؤوس ضحاياه وتثبيته مقدمة سارته، متباهياً بدمويته ومقدار ما وصله من الوحشية البغيضة.
نعم أخيراً.. إلى لاهاي كل المجرمين.. والشعب يتحرى ذهاب البشير إليها حافياً بعد أن كان يجزم بكل صلف واستكبار أن لاهاي تحت جزمته( تحت مركوبي دا)…!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد