الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحديث عن القومي العروبي الماركسي محسن إبراهيم

شكيب كاظم

2020 / 6 / 14
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في يوم الأربعاء الثالث من حزيران،رحل بهدوء وصمت وجه من وجوه الحركة الوطنية والسياسية اللبنانية والعربية؛ رحل أبو خالد محسن إبراهيم في بلدته الجنوبية ( أنصار)،التي ولد فيها سنة 1935،.وعاد إليها منذ سنوات معتزلا الحياة السياسية والفكرية،لعلها جزء من الخيبات التي ضربت الحياة السياسية في الوطن العربي، هو الشاب الذي كان من المؤسسين الأوائل لحركة القوميين العرب، إلى جانب القادة التاريخيين: الدكتور جورج حبش، والدكتور وديع حداد،وهاني الهندي، والدكتور أحمد الخطيب، والحكم دروزة، وأحمد ستيتية،وحامد الجبوري،و،و،حيث تولى مسؤولية إقليم لبنان،كما تولى إصدار مجلة ( الحرية) أو بالحري ابتاعت الحركة امتياز إصدارها لتكون لسان حالها؛ هذه المجلة الأسبوعية الثقافية السياسية، التي كانت تصل إلى العراق في سنوات 1964-1968،ومن خلالها تعرفت إلى محسن إبراهيم ثقافيا وسياسيا، وظل إسمه في تلافيف ذاكرتي، إلى جانب كتابات محمد كشلي،وفواز الطرابلسي، وأسماء ضاعت من ذاكرتي،لعله الهيثم الأيوبي.

لقد دفعت النكسة الكارثية التي حاقت بالوطن العربي، إثر هزيمتنا في حرب حزيران 1967،بالعديد من الحركات السياسية،وحتى الثقافية، دفعتها لمراجعة أفكارها وتوجهاتها، لمواكبة ما أفرزته الحرب،التي ما غيرت وجه التاريخ فقط،بل غيرت وجه الجغرافيا، ومنها حركة القوميين العرب، فانصب الإهتمام على نقد فكر الحركة، الذي عده بعضهم قد أمسى من الماضي، لذا اعتنق بعضهم الفكر الماركسي بصيغته الماوية الجيفارية التروتسكية، وصارت هانوي عاصمة فيتنام التي كانت تخوض وقتذاك قتالا باسلا ضد الهيمنة الأمريكية،قبلةلهم رافعين شعار: لتكن هناك أكثر من هانوي واحدة، أو لتكن هناك أكثر من فيتنام واحدة!

هذا الارتماس في هذا الفكر واعتناقه، دفع بمحسن إبراهيم إلى التخلي عن كل قناعاته وأفكاره السالفة، ومن ثم العمل على تأسيس منظمة العمل الشيوعي، التي أضاعت عليه السبيلين،فلا الشيوعيون قبلوه، لأنهم يرون فيه تحريفيا، وظل رفاقوه السابقون،ينظرون إليه بعين الشك والارتياب.

وبما أن الإنسان ليس تمثالا أصم، فقد مر محسن إبراهيم؛ القومي العروبي اليساري الماركسي الجيفاري، بمراحل فكرية متعددة، وهذا شأن مرهفي الحس،الصادقين مع ذاتهم والناس، آلت به إلى نقد حتى الحركات التي أسسها وبشر بها، مثل ما عرفت بالحركة الوطنية اللبنانية، إبان الحرب الأهلية فيه، إذ رآها حملت لبنان أكثر من ما يحتمل، وكان يجب العمل على وأد هذه الحرب في مهدها، لخسائرها الباهظة.

وإذ رأى محسن إبراهيم، أن كل الذي عمل عليه وله، قد تحول إلى هباء وخراب ويباب، آثر العزلة والاعتدال والصمت،واضعين في الحسبان التقدم بالسن،وانكفاء العمر، وضمور الآمال والتطلعات، ومن يعش ثمانين حولا لا ابا لك يسأم، كما قال شاعرنا المفكر زهير بن أبي سلمى! فضلا عن رحيل رفاق الدرب تباعا: جمال عبد الناصر،وقحطان الشعبي، وفيصل الشعبي،وكمال جنبلاط،ووديع حداد،وجورج حبش،وجورج حاوي، وياسر عرفات،و،و….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في