الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن كرونا حوار بين عقل الروح وروح العقل

عزالدين الحجاجي

2020 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول العقل: الفرحة الأبدية الأمل المفقود لماذا خلقنا؟ ما الخطأ الذي اقترفناه حتى نحيا حياة البؤساء المظلومين في وطنينا، جلاد لا يرحمنا وزمن لا يمهلنا الكثير، نعم أيها السادة ما الفائدة من هذه الحياة ما الفائدة أن أكون ماديا أو مثاليا، ما الفائدة ان أكون قويا أو ضعيفا جميلا أو قبيحا محبوبا أو مكرروها ليبراليا أو رأسماليا ماركسيا أو وظيفيا، فيلسوفا أو حتى انسان عادي، إن الحياة لها حد والآمال والأفراح لها حدود.
تجيب الروح: كل شيء مفقود تحت تراب القبر أو سيحرق على الطريقة البوذية وهذا أفضل بالنسبة لي. العقل: نعم ما فالفائدة من الحياة؟
الروح: أن نخلف الله.
العقل: نعم ان نقتل بعضنا البعض.
الروح: أن نوفر العدالة.
العقل: عدالة؟ أن نسجن في سجون بالية وحشية، وحشية سجانينا، ما المعنى من وجودنا، ما المعنى من علاقتنا مع الاخر والهو والأنا نعم أيها السادة ما...،
الروح: الدفاع عن المضطهدين والفقراء، فهؤلاء الفقراء والمضطهدون هم من يعطي للحياة معنى.
العقل: نعم أشعر أن الحياة عديمة عقيمة لا معنى لها محطمة لا غرض ولا هدف منها، انها انتحار وجودي للكائن الإنساني.
الروح: وماذا بعد أنت تكتب وتحتقروني وتزدريني وانا كذلك سوف اكتب وازدريك أسب ملتك ودينك. العقل: ستحتلني سأركع حتى استجمع قواي تم اواجهك ستأخذ ثروتي، ومن بعد تطعمني منها وسأرتاح، سأحرر نفسي نعم أيها السادة سأثور سأحمل البندقية محررا الأرض والجبال، لا لكي أسكن فيها بل لكي أصل الى شيء ما يلوح في الافق.
الروح: وماذا بعد التحرير لن تحقق شيء ستستمر الحماقات الإنسانية الداعية الى تأسيس مجتمع المعرفة والتقنية والرفاه.
العقل: وماذا بعد ذلك ما الهدف من الحياة؟ هل هي الدفاع عن القيم النبيلة؟ وماذا بعد ذلك أيها السادة!! إن الحياة عبثية لا تستحق منكم أي شيء إنها بدون معنى، حافية القدمين كحورية الله تتمشى معه قرب شاطئ جهنم، يقبلها تقبله دون معاناة، نعم أيها السادة يقبلها وتقبله يعانقها وتعانقه يشم رائحتها، نعم والمسيح ... يغازل الشياطين، نعم وموسى ينكث كل العهود ويرمي بنفسه من عمارة ارسطو، الذي وضع منطقه الخاص والذي لم تكن لموسى القدرة على فهمه فاطر الى الانتحار امتثالا لأمر ربه.
الروح: نعم سنقوم سنبعث اجسادا حقيرة دليلة، سندخل الى الجنة وكما سندخل الى النار.
العقل: نعم قصة جميلة، ولكن أين المعنى أين الانسان، اين الحياة التي تكلمت عنها اين العقل اين النفس اين أنا، عشوائية الحياة وعدمية الأقدار، نعم أيها السادة وسنستمر على هذه الحالة ردحا من الزمن نعم ملايين السنين وملايير الأيام بدون دولار أو درهم نعم أيها السادة دعونا نذهب وسنترك لكم كل شيء ارضكم وصحرائكم، بكل ما فيها نعم نعم...
الروح: ويظل السؤال يلاحقني ما الهدف من كل هذه المسرحية مسرحية العقل وتساؤلاته إن كان لها مخرج.
العقل: ولكن فعلا ما غاية هذه الحياة أيها الناس فكروا قليلا، نعم هل تريدون الشمس انها موجودة دون مقابل هل تريدون الماء انه مجود ...
الروح: نعم أيها السادة انه الموت نعم أيها الموت ما بالك تحدق في هل حانت ساعتي، ارجوك خدني لا تدعني فقد سئمت من كل شيء سئمت من الانسان وحربه على نفسه، سئمت من الله ومن ظلمه للإنسان والانسان وظلمه لله، نعم أيها الموت أنت الوحيد الذي لا طالما كنت اتمناه انك الحقيقة الوحيدة الباقية لنا، نعم إنك انك أنت الحقيقة الوحيدة نعم وحدك يا سيدي الموت، ماذا تريد الان يا أيها الموت القبيح ، الم تخبر السيدة الحياة أنني أريد أن أسافر الى حيث لا يوجد أحد الى سماء زرقاء أرى منها الله و أقول له لماذا الموت، لما أنا ضائع لما الحياة غير ذات معنى... نعم أنا طائر الهدهد القواد أدمر ما لا يعجبني من الأمم بجند سليمان النبي.
أوَ تعلم يا الله أني أحبك كثيرا مع كوني ليست من محبي الركوع، في كل لحظة أتذكرك تنزل دمعتان ساخنتان تبرقان كيرقان النمل الأبيض على خذي، نعم أشعر أن الحياة لا غير عادلة، اتجهت الى كل الأبواب وعندما توصد جميعها في وجهي، أبكي أثور في وجهك وفي وجه كل الكهنوت الذي بناه الانسان لكي يجعلنا خاضعين لا مرتبطين بك.
العقل: نعم يا سيدي صاحب السماوات أكره كل الكهنوت الذي يستفرد بمعرفتك أكرههم لتأويلاتهم أكرههم لنظرتم المتعالية لنا نحن عبيدك الذين نتواصل بحواسنا فقط، لا بكتاب ولا تأويل، لا ننمق لغتنا أو نزينها بل نكتفي بالنظر اليك عندما يظهر وجهك في السماء كقوس قزح شاحب في صحراء شرقية.
العقل: نعم نفرح وننتظر في كل ليلة من السادس والعشرون من رمضان أن يمر سيدنا "القدر"* نعم كنت أنتظره كباقي سكان القرية لكي يمر من أمامي لأعطيه أمنية ليعطيها لك يا الله، لكن انتظرت سنين عدة ولم يمر سيدنا "قدر" تركت الصلاة وحلمي لا زال مدفونا في جوفي وفي خواطري، كما هو حال كل الناس فانقطاع الامل هو انقطاع للروح.
الروح: لقد نسجت لهذا المنسج الطائر لوحة سريالية في دماغي فخيوط الصوف تعوضها خيوط من ذهب، والركيزتين الأساسيتين اللتان تدقهما أمي في الأرض لتثبت المنسج تخليتهما سولاجين مذهبين على رأس كل واحد منها اكليل من الزهر المقطوف بيد العذارى والحور العين من الجنة، نعم نعم هذا هو سيدنا قدر الذي كنت أنتظر مروره في كل سنة من رمضان، طائر بلا أجنحة، انه أثمن طائر لأنه روح الله، هبة الله يرسلها لعباده نعم يطير عند الفجر على مسافة قريب من رؤوسنا وعقولنا البدوية إنه سيدنا قدر، يتبختر في طيرانه كطواويس الجنة بخيوطه المذهبة.
العقل: نعم لم يأتي لسنين فتخليت عنه بل أصبحت أتساءل على من أين مقدمه، ومنشأه، هل هو شبيه طائرة الفنيق، الذي يحترق ويحيا من رماده، نعم سيدنا قدر هو طائر المعذبين الذين يؤمنون أشد الايمان بأن رماد أجسادهم ستذب فيه الحياة من جديد نعم نحن كطائر الفنيق نموت ونحيا بدون معنى...








تؤمن بعض ساكنة المغرب أنه ليلة صلاة السابع والعشرون من رمضان يمر "سيدنا قدر" وهو "منجج صوفي طائر" يبلغ أماني الناس الى الله لكي يحققها لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية