الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الثامنة والثلاثين لرحيل المفكر المغربي الشهيد عبدالعزيز بلال.

أحمد زوبدي

2020 / 6 / 16
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في الذكرى الثامنة والثلاثين لرحيل المفكر المغربي الشهيد عبدالعزيز بلال /

في مثل هذا اليوم (٢٣ ماي) من شهر ماي ١٩٨٣, سقط عزيز بلال شهيدا في ساحة المعركة والشرف. دبر لعزيز بلال حريقا ملغوما في إحدى فنادق أكبر شبكة فندقية عالمية, شبكة هيلتون بمدينة شيكاغو الإمبريالية والصهيونية. تمت تصفية عزيز بلال بتواطؤ الأجهزة المغربية لأن عزيز بلال الذي, كان يتقن فن الكتابة مطوعا الفكر الاجتماعي ومنتجا له, كان يزعج النظام المغربي ومعه الإمبريالية. القلم هو سلاح بل قل هو نقد السلاح بتعبير كارل ماركس.
استشهد بلال لأنه كان ذلك المثقف العضوي الذي لا يتهاون في قول الحقيقة التي تؤسس لترسانة النضال فكرا وممارسة من أجل التغيير.
عزيز بلال الذي كان أحد أعمدة نظرية التخلف والإمبريالية فطن مبكرا إلى أن قضايا العالم الثالث لا يمكن حلها بجرة قلم من خلال تكوين حكومة أو المشاركة فيها, لكن من خلال ثورة إجتماعية تغير طريقة تفكير النخب والشعب أي الوعي الجماعي بضرورة إقامة دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون وبالتالي بناء الدولة الوطنية المستقلة. لكن للأسف الشديد أن الحزب الذي أسسه عزيز بلال و ناضل في إطاره حتى سقط شهيدا من أجل بناء أداة للنضال على جميع الواجهات لإسقاط الاستبداد المعشش في كل دوالب الدولة, هذا الحزب اليوم تحول إلى وكالة تخدم الاستبداد وتخدم ثقافة الريوع وثقافة القفز من الأعلى للاستفادة من الكعكة.
عزيز بلال,المثقف العالمثالثي والأممي الماركسي المتنور الذي كان يرى في فكر ماركس الفكر الشامل والكوني لكن كان يقرأ هذا الفكر قراءة المفكر الحكيم حتى لا يسقط في الدوغمائية وماركسية الكنائس. عزيز بلال كان يؤمن بانتاج الفكر الماركسي انطلاقا من خصوصية كل تشكيلة إجتماعية واقتصادية على أساس وضعه في إطار الكونية أي كونية الفكر.
عبد العزيز بلال كان من المهندسين الكبار للجامعة المغربية التي تحولت اليوم, للأسف الشديد, إلى إنتاج الفكر الوهابي والفكر الصهيوني وإلى انتاج الرداءة بل قل إنتاج الشعوذة من خلال مراقبة وتسيير الجامعات من قبل وزارة الداخلية وهيمنة وزارة التعليم لفرض مقررات تنتج الأمية الثقافية وهيمنة شبكات التوظيف بالوساطة الحزبية والنقابية يمينا ويسار و غيرها بما فيها التسويق لمختبرات وهمية يروج لها مدرسون مبتذلون مرتزقة بهدف المتاجرة في الشواهد العليا.
الشهيد عزيز بلال, الذي وهب حياته من أجل مغرب حر وديموقراطي, لازال فكره حاضرا ويساهم تلاميذته الأوفياء, وهم القلة, في تطويره و إخضاعه للواقع الجديد كلما كانت هناك رجة كبيرة مست السير العادي للمجتمعات. الأزمة البنيوية التي خلفتها جائحة فيروس كورونا يرى فيها فكر عزيز بلال ليس فقط أنها أزمة ظرفية عابرة على مستوى الشكل لكنها أزمة مست جوهر النظام الرأسمالي وبالتالي تستدعي ضرورة إنتاج نماذج التفكير وإنتاج المعرفة لقراءة الوضع الجديد لأجل تغيير الواقع. كورونا فيروس هي محطة تاريخية لا بد من قراءتها من خلال الفكر المتنور . فكر عزيز بلال, المفكر المتنور, يرى في هذه الأزمة على أنها نتيجة سلوك رأس المال إزاء العمل أو قل قوة العمل حيث تصبح شروط الإنتاج تسيء إلى المناخ وإلى صحة الأنسان. الفيروس الذي أربك الجميع يستدعي, كما يمكن قراءة ذلك من خلال راهنية فكر عزيز بلال , تغيير ظروف الإنتاج بإعطاء العمل أهمية في مسلسل إنتاج السلع والخدمات وإعطاء قطاع الصحة العامة أولوية قصوى. معنى ذلك أن الفيروس كوفيد١٩ يدعو إلى تجاوز النمط المسيطر عالميا أي الرأسمالية وبناء مجتمع نقيض للمجتمع السائد الذي تسيطر فيه الاوليغارشيات والشركات النيوكولونيالية العالمية والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية للتجارة وكل المؤسسات الإمبريالية العالمية منها منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية والبنوك المركزية والقارية , كل هذه المؤسسات وكل الحكومات في الغرب وفي دول الجنوب, جميعها يجب التخلص منها لأجل مؤسسات وطنية ودولية تعمل لأجل عالم يسود فيه السلم والتعاون والعدالة والحرية.
المجتمع النقيض للرأسمالية هو المجتمع الاشتراكي الذي كرس له عزيز بلال حياته في الفكر والممارسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني