الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بقي أحد ولم يعلن عن شوفينيته تجاه الكرد؟

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 6 / 17
القضية الكردية


خلال الفترة الماضية وبالأخص بعد أن سرب للإعلام؛ بأن هناك حوار بين الأطراف الكردية من أجل الوصول لاتفاق بخصوص الرؤية المشتركة لحل المسألة السورية والكردية ضمناً وكذلك إدارة المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية معاً، فقد وجدنا الغالبية المطلقة من الشخصيات والتيارات السورية المختلفة والمتوزعة بين اليسار واليمين والقوميين والإسلاميين وحتى من كان يدعي الليبرالية والديمقراطية، قد خرجوا ببيانات وتنعيقات -وليس تغريدات- ضد هذا الحوار الكردي الكردي، رغم أن الطرفان الكرديان المتحاوران وكذلك باقي الطيف السياسي الكردي يؤكدون دائماً وفي كل أدبياتهم السياسية، بأن قضية وحدة سوريا والديمقراطية هي من القضايا الراسخة في استراتجياتهم السياسية وأن حل المسألة الكردية ستكون ضمن الدولة الاتحادية الفيدرالية وبالتالي فإن قضية التفاهمات الكردية لا تعني إلا خطوة سياسية في الاتجاه الصحيح والخروج من أزمة الصراعات البينية، لكن وللأسف فإن كل تلك الأطراف والشخصيات السورية والتي من المفترض إنهم شركائنا في الوطن، فهم ينظرون لهذا التقارب الكردي وكأنه موجه لضرب الوحدة الوطنية أو بداية مشروع لتقسيم البلد بالرغم من كل التأكيدات الكردية بنفي ذلك كما أسلفنا وأشرنا إليه، طبعاً ليس حباً بهؤلاء “الشركاء الأعداء”، بل لادراكهم بأن لا مشاريع إقليمية أو دولية بدعم الكرد بهذا التوجه في انشاء كيانات ودول مستقلة وبالتالي فإن سقف طموحهم السياسي هو المشاركة تحت سقف الوطن.

لكن ورغم تلك الحقيقة فإن هؤلاء “الشركاء الأعداء” يحاولون إضعاف الكرد قدر الامكان أو الابقاء على تشتتهم دائماً بحيث يبقون تحت النفوذ والسيطرة والخضوع لإراداتهم وهذا ما يدفع هؤلاء لأن يعرضوا أي مشروع سياسي يجمع الكرد ويجعلهم قوة سياسية وطنية ذات تأثير وخاصةً عندما يكونون -أي الكرد ومشاريعهم- تحت الحماية الغربية وبالأخص الأمريكية فحينها يجب شيطنة كل الكرد وليس فقط طرف سياسي، كما كانوا يفعلونها كنوع من الضحك علينا وايهامنا بأنهم ليسوا ضد الكرد وقضاياهم، بل إنهم ضد منظومة سياسية مصنفة إرهابياً، لكن مع الحوار الكردي بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية تكشفت كل الأقنعة وسقطت وبان كل الوجوه على حقيقتها وآخرهم حزب الشعب الديمقراطيجماعة رياض الترك؛ أقسى اليسار المتطرف- حيث هذا الأخير خرج ببيان ومما جاء فيه هو التالي: (دفعت الولايات المتحدة بطرفين كرديين هما: حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الارهابي المسيطر على الجزيرة السورية من جهة، والمجلس الوطني الكردي من جهة ثانية، للدخول في “حوار” فيما بينها للإتفاق على رؤية موحدة بشأن المنطقة).

ويضيف البيان (تأتي أهمية الوقوف عند هذا” الحوارات” من خلال مجموعة من العوامل والأسباب المرتبطة به إرتباطاً ظرفياً وبنيوياً :فهي أولاً : تدار خلف الأبواب المغلقة برعاية أمريكية فرنسية ”وليست حكومة اقليم كوردستان ببعيدة عنها” وهي بالطبع جهات و دول تبحث عن مصالحها أولاً و أخيراً وليس عن المصالح الوطنية العليا للسوريين، أخذاً بعين الإعتبار موقف روسيا ورؤيتها السياسية حول المنطقة والتي عبرت عنها مراراً. ثانياً : إن إستبعاد الممثلين الحقيقيين للشعب السوري وعدم إشراكهم في الحوار حول مستقبل سوريا يعطي دلالة واضحة على إتجاه هذه الدول إلى تكريس سلطات الأمر الواقع القائمة حالياً و إضفاء المشروعية على مشاريعها الإنفصالية من خلال إشراك المجلس الوطني الكردي في الادارة الذاتية، ومن ثم اخراج المشروع كتعبير عن إرادة مشتركة للطرفين وهما في أي حال من الأحوال ليسا ممثلين لغالبية الكرد السوريين).. لاحظوا هنا كيف يحاول البيان التقليل من شأن أكبر كتلتين كرديتين بالادعاء؛ بأنهما “ليسا ممثلين لغالبية الكرد السوريين) وذلك بعد أن كانوا -المعارضة السورية عموماً- تعتبر المجلس الكردي لوحده يمثل غالبية الشعب الكردي في سوريا، بالرغم من معرفتنا بأن حزب الاتحاد الديمقراطي كان يملك ما يقارب النصف من الأصوات في الشارع الكردي -إن لم نقل الأغلبية- وهكذا فإن اجتماع الطرفين يعني إنهما يمثلان حقاً غالبية شعبنا وذلك بعكس إدعاء جماعة الترك.

وأخيراً وليس آخراً يزيد البيان من شحنة الحقد والعنصرية وهو يقول؛ (ثالثاً: إن المرجعيات السياسية الفعلية لطرفي “الحوار“ ،ليست سورية وهي مرجعيات إقليمية وهو ما تقر به هذه الأحزاب ذاتها إذ لا تنظر إلى مساحات واسعة من سوريا إلا كجزء من أقاليم دولتها القومية والذي يجب تحريره، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن المرجعيات الفكرية للطرفين ذاتهما وفقاً لما تؤكد عليه برامجهما وسياساتهما، تشترك جميعاً في إعتبار الفيدرالية هي الشكل الذي يجب أن تكون عليه سورية، وهو ماتضمنته الرؤية السياسية المشتركة الموقعة بين المجلس الوطني الكردي و حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2012م ، وهو الحد الأدنى الذي تقبل به وتعمل لفرضه وتكريسه كمرحلة أولى في سياق استراتيجياتها السياسية والفكرية). ولتسوق بعدها -أي بيان الترك- جملة من الأكاذيب والافتراءات ضد الإدارة الذاتية وذلك عندما يقول: (لقد عمل حزب العمال الكردستاني منذ بدايات تشكله ومن ثم رعايته من قبل نظام المجرم الأسد الأب كقوة إجرامية إرهابية مأجورة حيث طال ارهابه الكرد السوريين قبل غيرهم، و نشر ثقافة الكراهية و التعصب القومي الشوفيني الأعمى ، و مارس حزب الإتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري”ي ب ك,” بعد تسلمه من المجرم الابن لمناطق في شمال سورية تحت مسمّى”الادارة الذاتية” ،أسوأ أنواع الجرائم ضد الإنسانية من التهجير القسري إلى تجنيد الأطفال والقاصرات و القتل والخطف وغيرها الكثير من الجرائم بحق كل من خالف توجهاتها و رؤاها من عرب وكرد وغيرهم..).

طبعاً يسوق بيان جماعة الترك -أو بالأحرى بيان الجماعة التركية- المزيد من الاتهامات الرخيصة ضد شعبنا ولا ينسى بالأخير بتذكيرنا بأن الكرد جزء من النسيج الوطني وذلك على غرار ما يفعله النظام، كلما أراد دغدغة مشاعرنا والتذكير بدولة المواطنة وبوطنية “الكرد الشرفاء و”تضحياتهم ومشاركتهم الشجاعة في الثورة السورية بروح وطنية عالية عبرت عن عمق ارتباطهم بسوريا وطناً موحداً لكل السوريين..” وبالتالي علينا ووفق تعبيرات البيان “التمسك بالهوية الوطنية الجامعة المؤسسة على التنوع في دولة مدنية ديمقراطية ذات سيادة”. وبأن “مستقبل الأوطان لا يمكن أن يتفرد طرف واحد في تحديده أياً كانت الجهة الدوليه التي تدفعه أو تقف خلفه ، وإن الإستقواء بالسلاح لايحقق الاستقرار ولا يصنع مستقبلاً و لن يجلب سوى مزيداً من الإحتقان و التخندق و إستعداء الآخر.. (وبأن) طغيان التعصب القومي والديني والجهوي والقبائلي على الإنتماء الوطني وإنتهاجه مرجعية فكرية، وممارسات سياسية غير وطنية، لم يؤد إلّا إلى تغذية مشاعر الإنغلاق و التعصب و خطاب الكراهية” وصولاً للديباجة المكررة دائماً؛ بأن يجب علينا نحن “كرداً وعرباً وتركمان وسريان/آشوريين وكافة المكونات إلى توحيد إرادتهم للدفاع عن مستقبل أبنائهم و وطنهم..” وطبعاً مع التأكيد على أن “تقرير شكل الدولة السورية القادمة هو حق مطلق للسوريين”.

لكن -لاحظوا هذه لكن وما سيأتي لاحقاً- حيث هنا تكمن حقيقة ما يخفي هؤلاء من نفاق سياسي وذلك عندما يطلبون منا نحن الكرد بأن ننتظر إلى نهاية سقوط نظام الاستبداد حيث يطالب البيان الخرندعي الجديد؛ بأن “لا يجب أن يتم -تقرير شكل الدولة القادمة (التوضيح مني)- إلا بعد زوال الإستبداد و تحقيق الانتقال السياسي وخلق البيئة الآمنة و تحرير الإرادة أولاً، وصياغة دستور وطني يتضمن آليات و ضمانات تسمح بالتعبير عن الإرادة الحرة للسوريين بإنتخاب هيئة تشريعية تمثلهم تمثيلاً حقيقياً ،يتم عبرها طرح مستقبل البلاد و شكل نظام الدولة للنقاش العام وصولاً إلى إجراء الإستفتاء حول ذلك وفقاً لأعلى معايير الديمقراطية الدولية و بإشراف ورقابة الهيئات الدولية المختصة” والآن هل رأيتم درجة النفاق والخديعة -أو على الأقل محاولة خداعنا مجدداً- طيب يا أولاد (القح..ة) إن كنتم ترفضون أي حقوق لنا وأنتم في موقع الضعف، فكيف ستقبلون بها وأنتم في مركز القرار، روحوا العبوا غيرها فلقد تعلمنا من حكاية القرود الثلاث بأن لا ننخدع بكم مجدداً .. كلمة أخيرة نقولها للجميع؛ سوريا ستكون لنا جميعاً هذه نعلمها جيداً، ليس لأنكم ستصبحون ديمقراطيين، بل لأن هناك مصلحة دولية بجعل هذه الدول دول فيدرالية اتحادية ويصبح الكرد اللاعبون الجدد في السياسات الإقليمية وبالتالي فإننا وتحت الحماية الأمريكية سننال حقوقنا وسنبقى أوفياء لأولئك الحلفاء رغم بعض الخذلان لنا، كون لا بديل أفضل لنا حالياً حتى نرفض حمايتهم حيث دونهم سوف تعيدون مآسينا في كل منطقة وبلدة وضاء كما مؤخراً في كل من كركوك وشنكال وعفرين وسري كانية وتل أبيض.

آخر الكلام نقول لكل الأخوة المتابعين؛ بأن هذه الهجمة الشرسة لنا ككرد وكقضية كردية هو بسبب تنامي دورنا السياسي في المنطقة حيث لا أحد يلتفت للضعفاء التابعين، بل الجميع يحسب حساب الأقوياء وهذه تعتبر واحدة من النقاط الهامة التي يجب أن لا تغيب عن بالنا وبالتالي على القيادات الكردية أن تتعاطى وفق الواقع السياسي الجديد مع كل الأطراف السورية الأخرى كأحد أهم الشركاء السياسيين في سوريا القادمة سوريا كدولة اتحادية فيدرالية ديمقراطية شاء من شاء وأبى من أبى .. ويلي مو عاجبوا يروح يبلط الصحراء، كون الروس حالياً عم ببلطوا البحر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع


.. السيسي: لم تتردد مصر في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين وصمدت أمام




.. أخبار الصباح | -العمال البريطاني- يفقد تأييد الأقليات العرقي


.. اللاجئون السودانيون في تشاد يعانون نقص الخدمات الأساسية




.. مراسل العربية أسامة الكحلوت: الجيش الإسرائيلي يحاصر عددا كبي