الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم والنظام السياسي الطائفي/قراءة في المقاربة بين الحرية والعبودية/الثالثة

عبد جاسم الساعدي

2020 / 6 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن مفهوم الحرية في التعليم والأبعاد الإنسانية التي شملت العالم المتطور وما تركه التعليم من دراسات علمية حديثة في المقاربة بين الحرية والعبودية
وفي هذه الحلقة سنتناول مراحل التعليم في العراق اليوم، ابتداء من احتلال الدولة العثمانية التي جثمت على رقاب العراقيين ٤ قرون..
يحدثنا عبد الرزاق الهلالي عن تعليم البنات في العهد العثماني، يذكر أن تعليم البنات كان مهملا، وكان في غاية التأخر وكان يوجد في بعض الكتاتيب للبنات يتعلمن فيها قراءة القرآن الكريم وأصول الديانة ليس غير..
وقد اصطدمت البداية الجديدة لتعليم البنات بالتعصب العشائري الذي رفض تعليم المرأة، كما أن التعصب الديني نفسه حال دون تعليم النساء.
وكانت المدارس في أواخر العهد العثماني قليلة جدا مقصورة على أبناء الافندية.
النظام السياسي الطائفي والسلفي طوال التأريخ كان يصدر الفتاوى والتعليمات للتحريض على عزل المرأة واعتبارها كيانا هامشيا تصلح للجنس وتقديم الخدمات وأنها بمثابة جارية.
لهذا تتوالى علينا خطبهم بضرورة زواجها في التاسعة من عمرها ولهم حق تعدد الزوجات بالإضافة إلى زواج المتعة.
ولهذا لا تجد تقدما ولا اهتماما بشأن تعليم المرأة في ظل النظام السياسي الشيعي الحالي.
وهذا لا يقتصر على الوضع الحالي بل تجده ساريا في العهد العثماني، إذ بعتقدون بأن تعليم المرأة القراءة والكتابة يؤدي إلى فسادها وخروجها عن الطريق.
يذكر بأن العراق بعد الحرب العالمية الثانية انتقل الى مرحلة ثقافية وفنية وفكرية تعليمية وسياسية جديدة، فتحت آفاق المعرفة والتواصل مع ثقافات العالم وبدأت حركة تشجيع الدراسات لدى جامعات ومعاهد أوروبا وأميركا والتفاعل مع المدارس الفنية والنقدية بأنواعها.
فبرزت بوضوح قوى اجتماعية ذات آفاق تنويرية ويسارية تقدمية في الشارع والمدرسة والجامعة وفي المقاهي والنوادي الثقافية يشكلون عالمهم الثقافي المتمرد الجديد.
فلابد من الإشارة إلى مبادرات ثقافية حيوية لها حضور فاعل وحيوي لإعادة الإعتبار للمرأة والأطفال وتكوين جماعات ضغط ذات حضور وتأثير بخلاف ما نجدده اليوم إذ أن الثقافة لا تأثير لها في التغيير لوجود خمول ومصالح مالية وإدارية.
فالتعليم في ظل النظام السياسي الشيعي قد بلغ المنحدر بل الانحطاط بحسب إحصاءات وزارة التخطيط. ولا يعني المرجعيات الدينية على تنوعها الاهتمام بالتعليم ورعاية الاطفال والشباب وكأنهم مع الأسف تابعون يفتقرون إلى العلم والتحصيل العلمي في خدمة هؤلاء المتسلطين باسم المذهب والدين ويسرقون ما طاب لهم بوجود بؤر الفساد الأولى في الوقفين السني والشيعي.وبدات رايحة الغش والفساد والخراب والأدلة تزكم الأنوف.
ويمكن الاستدلال في حال التعليم في النجف (إذ بلغت إعداد المتسربين ٧٥% لإعمار بين ١٥ و٢٥ عاما.) فلا مرجعية ولا الخطباء ولا جهات دينية أشرت إلى هذه المأساة التعليمية.
لكنهم بحكم الصراع الثقافي والسياسي يولون الأهمية الكبرى في صرف أموال الفقراء والمحتاجين والكادحين لبناء مساجد وحسينبات خاوية من روادها يشيدون مجمعات دينية طائفية لآلاف الأميين والعاطلين عن العمل الذين ينحدرون من بلدان أخرى، ليكونوا ابواقا في التحريض والعنف وخلق الكراهية لأنهم الاداة في نشر الفتاوى المعادية للحرية والشباب وتعليم النساء.
ونضع بين أيدي المتابعين من الأصدقاء الحصيلة بالأرقام عن نسبة الالتحاق الصافية في التعليم الإبتدائي في العراق بلغت_5.8% في المئة، مقارنة ب29% في الأردن و66%في الكويت و59% في المغرب و65% في لبنان.
نخلص من ذلك بأن النظام السياسي الشيعي يشكل عقبة كاداء أمام الحرية والعدالة والإنسانية وبناء مجتمع متطور.
وهذا الحال يتواصل مع كل الاجبال لان المعرفة والتعليم تعني الحرية والنقد ومواجهة كل أشكال سياسة القطيع واستعباد البشر وقهره......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير