الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى أولمينسكي

ليون تروتسكي

2020 / 6 / 21
الارشيف الماركسي




عذرا على تأخري في الرد. لقد كان هذا الأسبوع حافلا للغاية بالنسبة لي. سألتني عن نشر رسالتي لتشيدز. لا أعتقد أن هذا سيكون في مكانه. إن اللحظة التاريخية لم تحن بعد.

الرسائل كتبت في ظل انطباع اللحظة واحتياجاتها، وكانت نغمة الحروف تتوافق معها. القارئ في هذه الأيام لن يفهم هذه النغمة، ولن يجري التصحيحات التاريخية اللازمة، فقط سوف يتشوش. من المفترض أن نتلقى من الخارج أرشيفات الحزب والمنشورات الماركسية الأجنبية. وفيها عدد كبير من الرسائل لكافة الذين شاركوا في “الخردة”. هل تخطط لنشرها في الوقت الراهن؟ هذا من شأنه أن يخلق تعقيدات سياسية غير ضرورية، لأن هناك بالكاد اثنان من المهاجرين القدامى في الحزب الذين لم يسيئوا إلى بعضهم البعض بشكل حاد في المراسلات، تحت تأثير الصراع الأيديولوجي والإثارة اللحظية وما إلى ذلك.

هل أكتب تفسيرات لرسائلي؟ لكن هذا يعني العودة إلى حيث اختلفت في ذلك الوقت مع البلاشفة.

في مقدمة كتيباتي، النتائج والتصورات، تحدثت بإيجاز حول ذلك. لا أرى حاجة للعودة إلى الموضوع بسبب الاكتشاف العرضي للرسائل الموجودة في الأرشيف.

يجب أن يضاف إلى ذلك أن المراجعة بأثر رجعي للنزاع الفصائلي قد تؤدي إلى جدالات حتى اليوم، لأن – أعترف بذلك بصراحة – لا أعتبر على الإطلاق أنه في خلافاتي مع البلاشفة كنت مخطئاً في كل نقطة. كنت مخطئاً – وبشكل أساسي – في تقييمي للفصيل المنشفي، حيث بالغت في تقدير إمكانياته الثورية، وأعربت عن أملي في أن ننجح بعزل وإلغاء جناحه اليميني.

لكن هذا الخطأ الأساسي نابع من حقيقة أنني تناولت كلا الفصيلين – البلاشفة والمناشفة – من وجهة نظر أفكار الثورة الدائمة وديكتاتورية البروليتاريا، في حين دعم البلاشفة والمناشفة في تلك الفترة وجهة نظر الثورة البرجوازية والجمهورية الديمقراطية.

لقد اعتبرت أن الاختلافات بين كلا الفصيلين لم تكن عميقة للغاية من حيث المبدأ، وكنت آمل (هذا الأمل الذي عبرت عنه أكثر من مرة في الرسائل والخطب) أن مجرى الثورة واستيلاء الطبقة العاملة على السلطة سيجمع بين الفصائل المتنافسة، وهو ما حدث إلى حد ما في عام 1905. (مقدمة مقالات الرفيق لينين لكاوتسكي حول القوى المحركة للثورة الروسية والخط الكامل للصحيفة، ناتشالو).

أعتقد أن تقييمي للقوى الدافعة للثورة كان صحيحاً بشكل لا لبس فيه، لكن الاستنتاجات التي استخلصتها فيما يتعلق بالفصيلين خاطئة بلا شك. البلشفية وحدها احتشدت في صفوفها، بفضل خطها اللاتوفيقي، والعناصر الثورية حقا للمثقفين القدامى، وكذلك الطبقة المتقدمة للطبقة العاملة.

فقط بفضل حقيقة أن البلشفية نجحت في إنشاء هذه المنظمة الثورية المحكمة، كان من الممكن القيام بمثل هذا التحول السريع من الديمقراطية الثورية إلى الموقف الاشتراكي الثوري.

حتى أنني الآن أستطيع، دون صعوبة، تقسيم مقالاتي الجدلية ضد المناشفة والبلاشفة إلى فئتين: واحدة، تلك المكرسة لتحليل القوى الداخلية للثورة، وجهات نظرها (الجهاز النظري البولندي لروزا لوكسمبورغ ، الزمن الجديد)، والأخرى، تلك المكرسة لتقييم فصائل الاشتراكيين الديموقراطيين الروس، ونضالاتهم، وما إلى ذلك.

مقالات الفئة الأولى يمكنني عرضها حتى الآن دون إجراء تصحيحات، لأنها تتطابق تمامًا وبشكل كامل مع موقف حزبنا ابتداء من العام 1917.

أما مقالات الفئة الثانية فهي خاطئة تماماً، ولن تكون ذات قيمة خلال إعادة نشرها.

الرسالتنا التين أرسلتهما إليّ تنتميان إلى مقالات الفئة الثانية. ونشرهما غير مناسب.

دع أحدا ما يقوم بهذا بعد عشر سنوات من الآن، إذا كان لايزال هناك أي اهتمام بها.

6 كانون الأول 1921

مع تحياتي الشيوعية،
ل. تروتسكي:








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام