الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الاشارة بين بيرس ودي سوسير

سعيد الجعفر

2020 / 6 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


. الاساس في توجه بيرس فلسفي في حين إن توجه دي سوسير لساني وهو المنطلق الأساس لاختلاف النظريتين. الفرق الأول : اعتمد بيرس التصنيف الثلاثيtryadic : الكلمة representamen, المؤول interpretant، والمرجع أو الشئ الخارجي object ، في حين اعتمد دي سوسير التصنيف الثنائي diadic المتكون من الصورة الصوتية acoustic image أو التي سميت لاحقا signifier أو الدال والsignified او المدلول. فقد اقصى دي سوسير كل ما هو خارج لساني من طريحته. الفرق الثاني: قام بيرس بتصنيف دقيق لأنواع الإشارات في حين لم يتناول دي سوسير الموضوع إلا لماما. قال دي سوسير باعتباطيةالعلاقة بين الدال والمدلول واعتمد ذلك كأحد أهمم ثنائياته كاللغة والكلام والتزامنية والتعاقببة والمادة (الجوهر) substance والهيئة (الشكل) form . رابعا قال دي سوسير بالقصدية اي ان كل ما نقوم به مقصود ومخطط له ونستخدم الاشارات لهذا الهدف، لكن بيرس لا يشاطره الرأي ويقول إن وجود الاشارات عرضي ونقوم بتوظيفها حين نكون على مساس بها. خامسا التقسيم الثلاثي يربطنا بالعالم المادي في يبقى التقسيم الثنائي منغلقا ومكتفيا بنفسه. أضاف امبرتو ايكو تصنيف تفصيلي هو النوع المجرد kind والنوع الاجرائي token , كما خلق يلمسليف في نظريته في الغلوسماطيقا glossematics تنويعا رباعيا وهو شكل التعبير ومادة (جوهر) التعبير ، وشكل المفهوم ومادة المفهوم. طرح رولان بارت ما سمي اللسانيات العابرة translinguistics حيث ادخل السرد والفنون ضمن السبميوطيقا (علم الاشارة) بل نقل السيميوطيقا (علم الاشارة) الى داخل اللسانيات او بتعبير ادق الى داخل علم الدلالة semantics . التسمية العربية لمفهوم semiotics تراوحت بين علم العلامات لدى المغاربة وعلم الاشارة لدى العراقيين والسميوطيقا لدى سيزا قاسم ونصر حامد ابي زيد. شخصيا اظن ان تسمية علم العلامات غير موفقه لسببين الاول يتعلق بالاسلوبية حيث تزدحم اصوات العين واللام وحيث التكرار والجناس القبيح ، فكلمة علم وعلامة مشتقان من الجذر نفسه علم . السبب الثاني حرف s في نهاية المصطلح ليس له علاقة بالجمع بل بموضوع ابستمولوجي يربط العلم بالعلوم الاخرى فالمصطلح في كل اللغات الني اعرفها هو بالمفرد مثلا في الروسية يسمى semiotika بالمفرد المؤنث وفي السويدية والنرويجية والدانماركية يسمى semiotik (هنالك مترادف في السويدية يعني علم الاشارة) بالمفرد المحايد ، كذلك الامر فيما يخص الفرنسية والاسبانية والايطالية. كما ان المترجمين العرب يجعلون العلوم التي تنتهي ب s بالمفرد حينا وبالجمع حينا اخر ، لا حظ مثلا الرياضيات واللسانيات ، بينما الفيزياء عن physics و علم الدلالة عن semantics وهو تخبط واضح سببه عدم معرفة السياق العلمي والتاريخي للمصطلح في لغته الأم. اخيرا السيميوز semiosis هي الصيرورة الاشارية اي العملية التي يجري فيها استيعاب الاشارة بين المرسل مرورا بالرسالة والشفرة التي تحملها حتى وصولها الى المستقبل الذي يستوعبها ويكون عنها مفهوما ثم يكون له رد فعل في سيميوز لانهائي كما بينه كل من بيرس ودي سوسير...هوامش: التصنيف العام للإشارات هو إشارات التواصل بين الآلات والعلم المتخصص فيها يسمى السبرنطيقا ceberenetics، إشارات التواصل بين النباتات والعلم المتخصص فيها يسمى bionics، اشارات التواصل بين الحيوانات ويسمى العلم المتخصص فيها zoo semiotics. بدأ التفاهم بين البشر بالاشارات ثم انتقلوا بعدها للتفاهم بالاصوات المفردة ثم المقاطع الثنائية ولاحقا الجذور الثلاثية وهي حقبة امتدت على مدى ٧٥٠ الف عام ، والانتقال من الاشارة الى الكلام تعد الثورة التكنولوجية الأولى ويتحدث عنها باستفاضة بحث مكثف بعنوان " من اليد الى اللسان" from hand to mouth ومن تأليف ميكائيل كورباليس . اللغة بدأت إيقونية (صورية) ثم غدت رمزية ، حيث المرحلة الصورية هي الحقبة الاولى لتطور الكتابة كما اثبتت ذلك الابحاث الاركيولوجية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة