الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الموقف الكردي تأسيس لوحدة الموقف السوري

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 6 / 22
المجتمع المدني


شهدنا خلال الفترة الماضية وبالأخص بعد إعلان وثيقة التفاهم بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية نوع من الحراك الشرس لبعض الناشطين والقنوات الإعلامية بهدف تجييش الشارع ضد ذاك التفاهم والايحاء بأن الكرد يعملون على الهيمنة على مناطق الجزيرة وبالأخص المناطق ذات الغالبية العربية واقصاء كل المكونات الأخرى من المشاركة السياسية في إدارة تلك المنطقة وقد أنجر لتلك الحملة وللأسف الأغلبية من النشطاء والمثقفين والكتاب السوريين -عرب وبعض الأقليات الأخرى- إلا من رحمهم ربي، كما يقال وذلك كنوع من الجنوح لحالة جنون وهلوسة جماعية بالرغم من معرفتهم ومعرفتنا جميعاً؛ بأن لا وجود لهكذا مشاريع سياسية لدى الحركة الوطنية الكردية ولا الظروف الداخلية ولا الإقليمية والدولية تسمح بهيك سيطرة كردية على كل شمال وشرق الفرات وليس فقط روجآفاي كردستان وبالتالي فإن الأمر لا يتعدى بعض التخريف لأناس أصابهم هلوسة الفوبيا الكردية التي تعمل عليها دوائر الاستخبارات للأنظمة الغاصبة لكردستان.

لكن ورغم ندرة الأصوات العاقلة في واقعنا، فإن الأمر لا يخلو من ذلك حيث وجدنا عدد من الأصوات الوطنية التي وقفت بالضد من تلك المهزلة الإعلامية أو على الأقل حاولت أن تفهم الموضوع وتتأكد بأن لا نوايا لدى الكرد وفق ما تم الترويج له إعلامياً من قنوات تخصصت بالعهر السياسي والأخلاقي -مثل قناة أورينت مثالاً وليس حصراً- ومن بين الأصوات الغير متشككة بنوايا الكرد ولكن أرادت التأكيد أو التوضيح بهذا الصدد وما ينتظر المنطقة من مشاريع وأجندات سياسية، فقد كان السيد حسن العلي العساف والذي كتب بوستاً على صفحته الفيسبوكية تحت عنوان؛ (رساله إلى اخوتنا في الإداره الذاتيه وخاصة” حزب Pyd والمجلس الوطني الكردي) والذي جاء فيه؛ “بعد اتفاقكم الأخير والذي نستبشر به خيراً لكل سوريا عامةًومكونات المنطقه خاصةً نطالبكم بإصدار بيان (طمئنه وتوضيح) بشكل شعبي وصريح لما جرى معكم وما تخططون لمستقبل المنطقه ولا شك لدينا بإن اخوتنا الكورد كشعب اصيل ومحب للحياة والإنسانيه والعيش بسلام مع كل الشعوب والمكونات ولكن هناك من يحاول التشويه والتشويش او يطلب الايضاح على ماجرى من لقاءات وخاصةً برعايه (أمريكيه).. كلنا أمل ان تستجيبوا وتوضحوا بشكل صريح ومعلن كي نقطع دابر كل من يحاول نشر الفتن وتشويه الحقائق والسلام عليكم اخوه وشركاء في سوريا الأم والوطن”.

ذاك البوست للصديق حسن العساف كان قبل أيام وبالرغم من أن لم يكن قد صدر بعد أي بيان توضيحي، فقد كتبت له التعليق التالي: “مطلب حق وأوافقك عليه وأسبقهم وأطمئنك وأطمئن كل الأخوة من باقي مكونات شمال شرق الفرات والجزيرة السورية، بأن لا إلغاء ولا اقصاء ولا استفراد بالسلطة والإدارة.. أساساً دون مشاركة كل المكونات على مستوى الإدارة الذاتية وسوريا عموماً فيعني الاستمرار في الصراعات والأزمات وبالتالي لا حل من دون مشاركة الجميع في إدارة البلاد إن كان في دمشق أو في الحكومات والإدارات المحلية الإقليمية ومنها، بل وفي المقدمة مناطق الإدارة الذاتية”. طبعاً ذاك التعليق أو القراءة السريعة لموقف الحركة الوطنية الكردية بخصوص تساؤله لم يكن تنبؤً فلكياً، بل قراءة في الذهنية السياسية الكردية بأن لا اقصاء ولا تهميش للآخر وذلك اعتماداً لمعرفتنا بالحركة الكردية وشعبنا وثقافته السياسية وها قد جاء بيان توضيحي من أحزاب الوحدة الوطنية تؤكد على ما ذهبنا إليه في توضيحنا للسيد العساف حيث جاء في البيان التوضيحي لتلك الأحزاب ووفق ما نشرته موقع خبر24، ما يلي:

“بتاريخ 16 حزيران من العام الجاري تم الإعلان للرأي العام عن تفاهم أولي بين أحزب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي في سوريا، للبدء بلقاءات مكثفة تعتمد في جوهرها على أُسس الاتفاق الذي كان قد تم في دهوك عام 2014 والذي يتضمن بشكله الرئيس تشكيل مرجعية سياسية كردية تكون مهمتها العمل على توحيد الموقف الكردي ورؤيته السياسية حول مجمل الأمور بما فيها الرؤية الكردية في مشروع الحل الديمقراطي في سوريا، وكذلك الموقف والدور الكردي في الدستور السوري القادم، وكل الاستحقاقات الوطنية كوننا معارضة تاريخية للنظام وبنيته ومشروعه السياسي وممارساته يجب أن تمثل في جميع المباحثات التي ستجري من أجل بناء سوريا الجديدة وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، ونسعى إلى توحيد الخطاب الكردي في سوريا بحيث يكون الشارع الكردي ممثلاً عنه بموقف سياسي واحد، هذا التفاهم لا يؤثر في الشراكة الموجودة فيما بين المكونات في شمال وشرق سوريا من الكرد، العرب، السريان، الأرمن، الشركس وغيرهم، أي أنه ليس على حساب هذا المشروع، كذلك التقارب الكردي- الكردي لن يكون على حساب المكونات الأخرى في سوريا، بل تزيد وتدعم كل الجهود الرامية إلى الوحدة الوطنية المصانة بين هذه المكونات على عكس ما يتم تداوله على إنه تقوية من أجل الهيمنة الكردية حسب وصفهم”. وهنا يمكننا التأكيد بأن موقف المجلس الوطني الكردي لا يختلف عن موقف أحزاب الوحدة الوطنية الكردية بهذا الخصوص، بل هو -أي المجلس- أساساً جزء من المعارضة السورية ضمن جسد الائتلاف الوطني.

بالأخير نقول لكل من يود التشكيك بالمواقف الكردية وأحزابها وقادتها بخصوص قضايا الوحدة الوطنية والمشاركة السياسية ودمقرطة البلاد وتأسيس نظام سياسي جديد قائم على التعددية والمشاركة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الانسان.. يا ليتكم لو كنتم بذهنية أبناء هذا الشعب، لكنا جنّبنا البلاد والعباد كل هذه المآسي والويلات وأعتقد النموذجين الكرديين ورغم الاختلاف السياسي الأيديولوجي بينهما -ونقصد إقليم كردستان وروجآفاي كردستان- خير مثالين عن التعددية والتشاركية والقبول بالآخر كأخ وشريك في إدارة المنطقة ومن دون إلغاء وتهميش وتشريد وتكريد، كما فعلتم أنتم بنظمكم القوموية ضد أبناء شعبنا.. نأمل أن تفكروا بعمق لنؤسس لثقافة جديدة قائمة على القبول والمشاركة والتعددية فما زال يد الكردي ممدود لكل أبناء المكونات الأخرى في سبيل بناء كيانات سياسية وطنية حقيقية وليس مزارع مملوكية لعائلات وزعامات وعشائر وقبائل وقوميات متناحرة تود إلغاء الآخر تحت مسميات الحفاظ على عروبة البلاد والعباد بحيث أدخلتمونا في كوارث وها نحن ندفع أثمانها قتلاً وتشريداً وجوعاً ومنفى في الشتات.. أيها الأخوة دعونا نكون أخوة بحق أو على الأقل مواطنين متساوين بالحقوق والواجبات كي لا نورث الأجيال القادمة المزيد من المآسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع


.. السيسي: لم تتردد مصر في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين وصمدت أمام




.. أخبار الصباح | -العمال البريطاني- يفقد تأييد الأقليات العرقي


.. اللاجئون السودانيون في تشاد يعانون نقص الخدمات الأساسية




.. مراسل العربية أسامة الكحلوت: الجيش الإسرائيلي يحاصر عددا كبي