الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقطتف من التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الحادي عشر 1

عبد المطلب العلمي

2020 / 6 / 25
الارشيف الماركسي


فلاديمر إليتش لينين

ترجمه:عبد المطلب العلمي

القضية الرئيسية هي ، بطبيعة الحال ، السياسة الاقتصادية الجديدة. اتسم العام المشمول في هذا التقرير بالكامل بسياسة اقتصادية جديدة. تحقيقنا أي نصر كبير وخطير وغير قابل للتصرف خلال هذا العام (لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لي بالطبع) ، فهذا فقط تَعَلُم شيء عن بداية هذه السياسة الاقتصادية الجديدة. إذا كنا قد تعلمنا القليل ، فقد تعلمنا خلال هذا العام الكثير في مجال السياسة الاقتصادية الجديدة. التحقق مما إذا كنا قد تعلمنا بالفعل ومقدار ذلك ، من المحتمل أن يتم إعطاء هذا التقييم بالفعل من خلال الأحداث اللاحقة . مثل هذه ألأحداث ، التي تعتمد قليلاً جدًا على إرادتنا ، كالأزمة المالية القادمة. يبدو لي أن الشيء الرئيسي الذي يجب أن يوضع في الاعتبار بشأن مسألة سياستنا الاقتصادية الجديدة كأساس لجميع النقاشات ولأعتماد الخبرة على مدار العام والحصول على دروس عملية للسنة القادمة هي النقاط الثلاث التالية.

أولاً ، قبل كل شيء ، السياسة الاقتصادية الجديدة مهمة بالنسبة لنا للتأكد من أننا نصل بالفعل إلى الارتباط مع الأقتصاد الفلاحي. في الحقبة السابقة لتطور ثورتنا ، عندما تم توجيه كل الاهتمام وجميع القوى كانت موجهه او تم استيعابها تقريبًا ، بشكل رئيسي من خلال مهمة صد الغزو ، لم نتمكن من التفكير في هذا الارتباط بشكل صحيح – كان لدينا مهام اخرى. إلى حد ما . كان يمكن ، بل كان ينبغي إهمالها ، عندما كانت المهمة العاجلة للغاية والمباشرة المتمثلة في صد خطر خنقنا الفوري من قبل القوى العملاقة للإمبريالية العالمية.
لقد تقرر التحول إلى السياسة الاقتصادية الجديدة في المؤتمر الأخير بإجماع قوي ، بإجماع أقوي بالمقارنه مع القضايا الأخرى التي تم حلها في حزبنا (الذي ، بشكل عام ، يتميز بالإجماع الكبير). أظهر هذا الإجماع أن الحاجة إلى نهج جديد للاقتصاد الاشتراكي كانت ناضجة تماما. الأشخاص الذين اختلفوا حول العديد من القضايا ، الذين قيموا الوضع من وجهات نظر مختلفة ، اقروا بالإجماع وبسرعة كبيرة دون تردد أنه ليس لدينا نهج حقيقي للاقتصاد الاشتراكي ، و لبناء اساساته ، وأن الطريقة الوحيدة للعثور على هذا النهج هي السياسة الاقتصادية الجديدة. كان لدينا ، بسبب تطور الأحداث العسكرية ، بسبب تطور الأحداث السياسية ، بسبب تطور الرأسمالية في الغرب القديم المثقف وتطور الظروف الاجتماعية والسياسية في المستعمرات ، كان علينا أن نكون أول من يفتح فجوة في العالم البرجوازي القديم في الوقت الذي تنتمي فيه بلادنا اقتصاديًا ، إن لم يكن الى البلد الأكثر تخلفًا ، فهي واحدة من أكثر الدول المتخلفة. إن الغالبية العظمى من الفلاحين في بلادنا هم مزارعون فرديون صغار. إن بناء ما أمكننا القيام به على الفور من برنامجنا لبناء مجتمع شيوعي، سار إلى حد ما متجنبا ما يدور بين أوسع جماهير الفلاحين ، والتي فرضنا عليها واجبات ثقيلة للغاية ، مبررينها بحقيقة أن الحرب لا تسمح بأي تتردد في هذا الصدد. وهذا التبرير ، إذا أخذناه في مجمله ، فقد قبله الفلاحون ، على الرغم من الأخطاء التي لم نتمكن من تجنبها. رأت جماهير الفلاحين بشكل عام وفهمت أن هذه الأعباء الهائلة التي فرضت عليها كانت ضرورية من أجل الدفاع عن سلطه العمال والفلاحين من ملاك الأراضي وعدم خنقها من قبل الغزاه الرأسماليين ، الشئ الذي اذا حصل سيؤدي الى الاستيلاء على كل مكاسب الثورة. لكن الإرتباط بين الاقتصاد الذي تم بناؤه في المصانع الاشتراكيه المؤممة والمزارع الحكومية واقتصاد الفلاحين لم يكن موجودا.
رأينا هذا بوضوح في مؤتمر الحزب الأخير. لقد رأينا ذلك بوضوح شديد بحيث لم يكن هناك تردد في الحزب بشأن مسألة أن السياسة الاقتصادية الجديدة كانت حتمية.
من المضحك أن نلاحظ في الصحافة الغنية بشكل غير معتاد لجميع أنواع الأحزاب الروسية في الخارج تقييمات لقرارنا. الفرق بين هذه التقييمات هو فقط من منها الأكثر خواءأ: فهم ، الذين يعيشون في الماضي ، ما زالوا يصرون على أن الشيوعيين اليساريين لا يزالون ضد السياسة الاقتصادية الجديدة. تذكر الناس في عام 1921 ما كان في عام 1918 ، مع أن الشيوعيين اليساريين أنفسهم نسوا ذلك ؛ وما زالوا يمضغونه ويمضغونه ، مؤكدين أن هؤلاء البلاشفة هم بالطبع أناس غادرون ومضلِلون. ؛ يفترضرون أن البلاشفه يخبئون عن أوروبا ان لديهم خلافات. عندما تقرأ هذا ، تفكر: دعهم يخطئون. إذا كانت لديهم مثل هذه الأفكار حول ما يحدث هنا ، فيمكننا أن نحكم على درجة وعي هؤلاء كبار السن الذين يفترض أنهم الأكثر تعليما والذين ذهبوا الآن إلى الخارج. نحن نعلم أنه لم يكن لدينا أي خلافات ، لأن الضرورة العملية لاتباع نهج مختلف لبناء أساس للاشتراكية كانت واضحة للجميع.
لم يكن لدينا إرتباط مع الأقتصاد الفلاحي ذلك لاقتصاد الجديد الذي كنا نحاول إيجاده. هل هو موجود الآن؟ ليس بعد. نحن نقترب منه فقط. إن المغزى الكامل للسياسة الاقتصادية الجديدة ، التي لا يزال يُبحث عنها في كثير من الأحيان في صحافتنا في كل مكان ، وفي أي مكان ، ولكن ليس في المكان الذي ينبغي أن يُبحث فيه ، المغزى الكلي فقط: العثور على ارتباط الاقتصاد الجديد الذي ننشئه بجهود هائلة ، مع الاقتصاد الفلاحي. وهذه هي ميزتنا. ولولا ذلك لما كنا ثوريين شيوعيين.
لقد بدأنا في بناء اقتصاد جديد بطريقة جديدة تمامًا ، بغير حساب لأي شيئًا قديمًا. وإذا لم نبدأ في بنائه ، لكنا هزمنا تمامًا في الأشهر الأولى ، في السنوات الأولى. لكن في حقيقة الأمر هذا لا يعني أننا اصرينا أننا إذا بدأناها بهذه الشجاعة المطلقة ، فإننا سنواصل بالتأكيد القيام بذلك. من أين هذه النتيجه؟ لا تنبع من أي مكان.
قلنا منذ البداية أننا نقوم بعمل جديد بشكل كبير ، وأنه إذا لم يساعدنا بسرعة الرفاق العمال في البلدان الأكثر تقدمًا بالمعنى الرأسمالي ، فإن عملنا سيكون صعبًا للغاية ، حيث سيكون هناك بلا شك سلسلة من الأخطاء. الشيء الرئيسي: يجب أن تكون قادرًا على أن تراقب بوعي مكان ارتكاب مثل هذه الأخطاء ، وأن تعيد بناء كل شيء من جديد. مرتان ، و حتى عدة مرات يجب إعادة البناء من جديد ، فهذا سيبين أننا ، دون تحيز ، بعيوننا الواعيه نقوم بأعظم مهماتنا في العالم.
الآن الشيء الرئيسي في السياسة الاقتصادية الجديدة هو التعلم من تجربة العام الماضي بشكل صحيح. يجب القيام بذلك ، و نحن نريد القيام بذلك. وإذا أردنا تحقيق ذلك بأي ثمن (ونريده وسنحققه!) ، يجب أن نعلم أن مهمة السياسة الاقتصادية الجديدة ، الشيء الرئيسي والحاسم والمرتبط بكل شيء آخر ، هي إقامة الإرتباط بين الاقتصاد الجديد الذي بدأنا في بنائه (ضعيف للغاية ، وغير كفؤ للغاية ، لكننا بدأنا في البناء، على أساس اقتصاد اشتراكي جديد تمامًا ، وإنتاج جديد ، وتوزيع جديد) ، واقتصاد الفلاحين ، الذي يعيش عليه ملايين وملايين الفلاحين.
لم يكن هناك ارتباط ، ويجب علينا أولاً إنشاء هذا الإرتباط. كل شيء يجب أن يخضع لهذا الاعتبار. ما زلنا بحاجة إلى معرفة مدى نجاح السياسة الاقتصادية الجديدة في إنشاء هذا الرابط وعدم تدمير ما بدأنا ببنائه بشكل غير لائق.
نحن نبني اقتصادنا مع الفلاحين. يجب أن نعيد بشكل متكرر ونرتب حتى تكون هناك صلة بين عملنا الاشتراكي في الصناعة الكبيره والزراعة، والعمل الذي يشارك فيه كل فلاح والذي يفعله قدر استطاعته ، ليخرج من الحاجة قدر المستطاع ، دون تحاذق (لأنه ، كيف سيتحاذق ليخرج ويهرب من الخطر المباشر للمجاعة المؤلمة؟).
يجب علينا أن نظهر هذا الترابط حتى نتمكن من رؤيته بوضوح ، وأن يراه جميع الناس ، وأن جماهير الفلاحين بأكملها ترى أنه بين حياتها الصعبة ، التي لأبعد الحدود مفلسه ، والتي لأبعد الحدود مؤلمه ، والعمل الذي يجري باسم المُثل الاشتراكية البعيدة ، هناك ترابط. من الضروري العمل كي يفهم الشخص العامل العادي البسيط أنه حصل نوع من التحسن ، ليس مثل التحسن الذي حصل عليه عدد محدود من الفلاحين في عصر سلطة الاقطاع والرأسمالية ، عندما كانت كل خطوة من التحسين (حدثت بلا شك التحسينات ، و كانت كبيرًا جدًا) مرتبطًا بالسخرية والإساءة والاستهزاء بالفلاح والعنف ضد الجماهير ، وهو ما لم ينسه أي من الفلاحين ولن ينساه احد في روسيا لعقود. هدفنا هو استعادة الرابطة ، لنثبت للفلاح، من خلال ما نبدأ به، بما يفهمه ، و يحسه ، ويمكن الوصول إليه الآن رغم فقره ، وليس شيئا بعيدا ، رائعا ، من وجهة نظر الفلاح ، - لكي نثبت له أننا نعرف كيف نساعد ، أن الشيوعيين في لحظة محنة فلاح صغير مدمر ، فقير ، يتضور جوعًا بشكل مؤلم ، يساعدونه الآن في الواقع. إما أن نثبت له ذلك ، أو سيرسلنا إلى الجحيم. هذا أمر لا مفر منه.
هذه هي أهمية السياسة الاقتصادية الجديدة ، وهذا هو أساس سياستنا بأكملها. هذا هو درسنا الرئيسي لكامل العام الماضي عن تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة وقاعدة سياستنا الرئيسية ، إذا جاز التعبير ، للسنة القادمة. يمنحنا الفلاح الثقه كقرض ، وبالطبع ، بعد ما مر به ، لا يمكنه إلا الإقراض. يعيش الفلاحين باغلبيتهم ، قائلين: "حسنًا ، إذا كنتم لا تعرفون كيف سننتظر ، ربما ستتعلمون". لكن هذا القرض لا يمكن إلا أن ينضب.
يجب معرفة ، انه بعد الحصول على قرض الثقه ، يجب ان نتعجل. علينا أن نعرف أن اللحظة تقترب و لن تعطينا الدولة الفلاحية المزيد من القروض ، عندما ، إذا كان بإمكاننا استخدام المصطلح التجاري ، سيطلبوا نقودًا. "ولكن الآن ، بعد شهور عديدة وسنوات طويلة من التأجيل ، اكتسبتم ، أنتم ايها الحكام اللطيفون ، الطريقة الأكثر موثوقية والأكثر صحه لمساعدتنا على الخروج من الفقر والعوز والجوع والدمار. أنتم تسطتيعون و قد أثبتتم ذلك". هذا هو الامتحان الذي يقترب حتما ، وسيقرر ، في هذا الامتحان ، كل شيء: كل من مصير السياسه الأقتصاديه الجديده ومصير الحكومة الشيوعية في روسيا.
هل سنتمكن من إنهاء عملنا المباشر أم لا؟ ما هي هذه السياسه ألأقتصاديه الجديده – هل تنفع لشيء أم لا؟ إذا تبين أن التراجع كان صحيحًا ، فإن الإرتباط مع جماهير الفلاحين ، بعد التراجع، سيكون أبطأ مائة مرة ، ولكن بحزم وبلا هوادة للمضي قدمًا ، لكي يروا دائمًا أننا ما زلنا نتحرك للأمام. عندها ستكون قضيتنا لا تقهر على الإطلاق ، ولن تهزمنا أي قوى في العالم. حتى الآن ، في السنة الأولى ، لم نحقق ذلك. يجب أن يقال هذا بصراحة. وأنا مقتنع تمامًا (وسياستنا الاقتصادية الجديدة تجعل من الممكن استخلاص هذا الاستنتاج بوضوح تام وحزم) أننا إذا فهمنا كل الخطر الهائل الذي يكمن في السياسة الاقتصادية الجديدة ووجهنا جميع قوتنا إلى نقاط الضعف ، فسوف نحل هذه المشكلة.
ألارتباط مع جماهير الفلاحين ، مع الفلاحين العاملين العاديين ، والبدء في التقدم إلى الأمام ، أبطأ بشكل لا حد له مما كنا نحلم به ، ولكن حينما ستتحرك الكتلة بأكملها معنا. عندها سيأتي تسارع لهذه الحركة في الوقت المناسب بحركة لا يمكننا حتى أن نحلم بها الآن. هذا ، في رأيي ، هو أول درس سياسي رئيسي للسياسة الاقتصادية الجديدة.

الدرس الثاني الأكثر خصوصية هو اختبار المؤسسات الحكومية والرأسمالية من خلال المنافسة. نحن الآن ننشئ جمعيات مختلطة - سأتحدث أكثر قليلاً عنها لاحقا - والتي ، مثل كل تجارة الدولة ، وسياستنا الاقتصادية الجديدة بالكامل ، التي نطبقها نحن الشيوعيون حسب أساليب التجارة وأساليب الرأسمالية. لديها أيضا هدف يتم تأسيسه هنا في المنافسة العملية بين الأساليب الرأسمالية وأساليبنا. قارنوا عمليا. ما زلنا نكتب البرامج والوعود. في وقت من الأوقات كان هذا من الضروري للغاية. من المستحيل القيام بثورة عالمية بدون برنامج ووعود. إذا كان الحرس الأبيض ، بمن فيهم المناشفة ، يوبخوننا على ذلك ، فإنه يظهر فقط أن المناشفة والاشتراكيين في الأمميتين الثانية والثانية و النصف ليس لديهم فكرة عن كيفية تطور الثورة.
لكن الوضع الآن هو أنه يجب علينا إنشاء اختبارا جادا لعملنا ، وليس ذلك الذي تقوم به مؤسسات الرقابه ، التي أنشأها الشيوعيين ، حتى لو كانت مؤسسات الرقابه هذه رائعة وحتى لو كانت في نظام المؤسسات السوفيتية وفي نظام المؤسسات الحزبية ، حتى لو كانت مؤسسات رقابه مثالية تقريبًا ، مثل هذا الاختيار هو استهزاء من وجهة نظر الاحتياجات الحقيقية لاقتصاد الفلاحين ، ولكنه ليس بأي حال من الأحوال استهزاء من وجهة نظر بنائنا. نحن الآن ننشئ هذه المؤسسات الرقابية ، لكنني لا أتحدث عن هذا الاختبار الآن ، ولكن عن اختبار هو اختبار من وجهة نظر الاقتصاد الشامل.
كان الرأسمالي قادرًا على التوريد. كان يقوم بذلك بشكل سيئ ، مفترسًا ،مهيننا ، ناهبنا. هذا معروف للعمال والفلاحين العاديين الذين لا يتحدثون عن الشيوعية ، لأنهم لا يعرفون ما هي.
"لكن الرأسماليين كانوا لا يزالون قادرين على التوريد ، لكن انتم هل تعرفون كيف؟ انتم لا تعرفون كيف". بعد كل شيء ، هذه هي الأصوات التي تم سماعها في الربيع الماضي - ليس واضحًا دائمًا - لكنها كانت أساس أزمة الربيع في العام الماضي. "أنتم أشخاص ممتازون ، ولكن لا تستطيعون القيام بالأعمال الاقتصادية التي توليتموها." إليكم أبسط الانتقادات وأكثرها فتكًا التي أطلقها الفلاحون العام الماضي ، ومن خلال الفلاحين عدد من الفئات العماليه وجهوها ضد الحزب الشيوعي. ولهذا السبب ، في مسألة السياسة الاقتصادية الجديدة ، تكتسب هذه النقطه القديمة أهمية كبيرة.
المطلوب تدقيق حقيقي. يعمل الرأسمالي في مكان قريب ، ويفترس ، ويجني أرباحا ، لكنه يعرف كيف. لكن - أنتم حاولوا بطريقة جديدة: ليس لديكم أرباح ، مبادئ شيوعية ، مُثل جيدة - حسنًا ، تشبهون الأولياء ستدخلون الجنه و انتم على قيد الحياة - ولكن هل أنتم قادرون على القيام بأعمال تجارية؟ نحن بحاجة إلى فحص ، فحص حقيقي ، لكن الفحص ليس كفحص لجنة الرقابة المركزية التي تصدر اللوم ، وتفرض اللجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا عقوبة - لا ، ولكن الفحص الحقيقي ، من وجهة نظر الاقتصاد الشعبي.
تم إعطاء جميع أنواع تأجيل الدفع للشيوعيين ، حيث تم منحهم الكثير من قروض الثقه كما لم تُعط أي حكومة أخرى. بالطبع ، ساعد الشيوعيون على التخلص من الرأسماليين ، وملاك الأراضي ، والفلاحون يقدرون ذلك ، وقد قدموا تأجيل الدفع للقروض ، ولكن كل ذلك حتى وقت معين. ثم التدقيق: هل يمكنك الإدارة ليس أسوأ من الآخرين؟ الرأسمالي القديم يعرف كيف ، لكنك لا تعرف.
هذا هو الدرس الأول ، الجزء الرئيسي الأول من التقرير السياسي للجنة المركزية. نحن لا نعرف كيف نتعامل مع الأقتصاد. ثبت هذا في غضون سنة. أود كثيرًا أن أخذ مثالًا للعديد من التراستات الحكوميه (سأعبر بهذه اللغة الروسية الجميلة ، التي أشاد بها تورغنيف كثيرًا) وسأظهر كيف يمكننا ان نتعامل مع الأقتصاد.
لسوء الحظ ، لعدد من الأسباب ، ويرجع ذلك إلى حد كبير بسبب المرض ، لم أستطع تطوير هذا الجزء من التقرير ويجب أن أقصر نفسي على التعبير عن اقتناعي بناءً على ملاحظة ما يحدث. لقد أثبتنا هذا العام بوضوح تام أننا لا نعرف كيفية إداره الأقتصاد. هذا هو الدرس الرئيسي. في العام المقبل اما سنثبت العكس ، أو أن الحكومة السوفيتية لن توجد. والخطر الأكبر هو أنه لا يدرك الجميع ذلك. إذا أدرك جميع الشيوعيين والعمال المسؤولين بوضوح: نحن لا نعرف كيف ، دعونا أولاً ندرس ، حينها سنفوز - وهذا ، في رأيي ، سيكون الاستنتاج الرئيسي والأساسي. لكنهم لا يدركون ذلك ، وهم على يقين من أنه إذا اعتقد أي شخص بذلك ، فإنهم أناس متخلفين ، ولم يدرسوا الشيوعية ، كما يقولون ، ربما سيفهمون ، سيتعلمون لاحقا. لا ، أعذروني ، النقطة ليست أن الفلاح ، العامل غير الحزبي لم يتعلم الشيوعية ، ولكن النقطة هي أن الأوقات قد تغيرت، عندما كان من الضروري تطوير برنامج ودعوة الناس لتنفيذ هذا البرنامج العظيم، لقد مرت. تحتاج الآن إلى إثبات أنك في الوضع الصعب الحالي ، يمكنك عمليًا مساعدة اقتصاد العامل والفلاح حتى يتمكنوا من رؤية أنك نجحت في المنافسة.
الجمعيات المختلطة التي بدأنا في إنشائها ، والتي يشارك فيها الرأسماليون الخاصون الروس والأجانب بالاضافه للشيوعيين ، هذه الجمعيات هي أحد الأشكال التي يمكننا من خلالها طرح المنافسة بشكل صحيح ، وإظهار وتعلم أننا نعرف كيف نقيم ترابط مع اقتصاد الفلاحين ، يمكننا تلبية احتياجاتهم أفضل من الرأسماليين ، يمكننا مساعدة الفلاحين على المضي قدما كما هو الآن ، مع كل جهلهم ، لأنه من المستحيل إعادة تشكيلهم في وقت قصير.
هذا هو نوع المنافسة التي تواجهنا كمهمة ملحة مطلقة. هذا هو أبرز ما في السياسة الاقتصادية الجديدة ، وفي رأيي ، جوهر السياسة الحزبية. لدينا قضايا وصعوبات سياسية بحتة كثيره. وأنتم تعرفونها: البندقيه وخطر التدخل. الصعوبات كبيرة ، لكنها كلها غير ذات أهمية بالمقارنة مع هذه الصعوبة. هناك رأينا بالفعل كيف يتم ذلك ، وهناك تعلمنا الكثير من الدبلوماسية البرجوازية ذات الخبرة. هذا شيء علمنا اياه المناشفة لمدة 15 عامًا وعلمونا شيئًا مفيدًا. هذا ليس امرا جديدا.
ولكن هذا هو الشيء الذي يتعين علينا القيام به في الاقتصاد: الآن علينا الصمود في المنافسه مع موظف بسيط ، مع رأسمالي بسيط ، وتاجر سيذهب إلى الفلاحين ولن يجادل في الشيوعية - تخيل ، لن يجادل حول الشيوعية - ولكنه سيناقش: عما هم بحاجة إلى الحصول عليه، والتفاوض بشكل صحيح ، حول ما يحتاجون بنائه ، يقول نعم سأبنيها بثمن باهظ ، لكن ربما سيبنيها الشيوعيون بثمن أغلى ، إن لم يكن بعشرة أضعاف أغلى. هذا هو التحريض الآن، جوهر المسألة ، هذا هو جذر الاقتصاد.
أكرر ، تلقينا تأجيلًا للقرض من الناس بفضل سياستنا الصحيحة ، وهذا ، بلغه و أسلوب السياسه الأقتصاديه الجديده ، هو عبارة عن كمبيالات ، ولكن لم يتم كتابة التواريخ على هذه الكمبيالات ، وعندما سيتم تقديمها للدفع ، فلن تتعرف على النص في هذه الكمبيالات . هذا هو الخطر ، وهنا هي الخصوصية التي تميز هذه الكمبيالات السياسية عن كمبيالات التجارة العادية. نحن بحاجة إلى أن نولي الاهتمام لكل هذا ، لا أن نهدئ انفسنا على كون أنه في كل مكان في تراستات الدولة والجمعيات المختلطة هناك أفضل الشيوعيون المسؤولون - لا يوجد معنى في كل هذا ، لأنهم لا يعرفون كيف يديرون الأعمال وبهذا المعنى فهم أسوأ من الموظف الرأسمالي العادي الذي مر عبر مدرسة مصنع كبير اوشركة كبيرة. نحن لا ندرك هذا ؛ هنا يوجد إختيال شيوعي – الشيوعيه المختاله ،كما يعبر عنها باللغة الروسية العظيمة. السؤال هو أن الشيوعي المسؤول - الأفضل ، الصادق الواضح ، والمخلص الذي تحمل الأشغال الشاقة ولم يخف من الموت - لا يعرف كيف يتاجر ، لأنه ليس رجل أعمال ، لم يدرس هذا ولا يريد أن يتعلم ولا يفهم أن عليه ألتعلم من الأساسيات. هو ، شيوعي ، ثوري قام بأعظم ثورة في العالم ، هو ، الذي ينظر إليه إن لم يكن من قبل الأهرامات الأربعين ، فمن قبل أربعين دولة أوروبية على أمل التخلص من الرأسمالية ، يجب عليه أن يتعلم من موظف عادي عمل في المستودع لمدة عشر سنوات الذي يعرف تسيير الأمور ، وهو الشيوعي المسؤول والثوري المخلص ، لا يعرف هذا فقط ، بل لا يعرف حتى أنه لا يعرف ذلك.
والآن ، إذا قمنا ، أيها الرفاق ، على الأقل بتصحيح هذا الجهل ، فسيكون هذا انتصارًا هائلاً. يجب أن نغادر هذا المؤتمر مع اقتناعنا بأننا لم نكن نعرف ذلك ، وسوف نتعلم من الأساسيات. لم نتوقف عن أن نكون ثوريين (على الرغم من أن الكثيرين يقولون ، وحتى بشكل غير معقول تمامًا ، أننا أصبحنا بيروقراطيين) ويمكننا أن نفهم الشيء البسيط أنه في مسألة جديدة صعبة بشكل غير عادي ، يجب أن تكون قادرًا على البدء مرة بعد أخرى عدة مرات: بدأتم ، واجهتم طريقًا مسدودًا - ابدأوا مرة أخرى - وافعلوا ذلك عشر مرات ، حتى تحققوا مرادكم ، لا تتكبر ، لا تفتخر بأنك شيوعي ، و هو موظف غير حزبي ، وربما من الحرس ألابيض ، و على الأغلب من الحرس الأبيض ، الذي يعرف كيف يفعل شيئًا يجب القيام به اقتصاديًا بكل الوسائل ، لكنك لا تعرف كيف. إذا كنت شيوعيًا مسؤولًا ، ولديك مئات الرتب والتسميات و الأوسمه الشيوعيه والسوفييتيه ، إذا فهمت هذا ، فستحقق هدفك ، لأنه يمكنك تَعَلُم ذلك.
لقد حققنا بعض النجاحات هذا العام ، وإن كانت صغيرة و غير ذات أهمية. الشيء الرئيسي هو أنه لا يوجد لدى جميع الشيوعيين وعي واسع الانتشار ، في الاعتقاد بأننا ، نحن الشيوعيون الروس المسؤولون ، لدينا من المهارة أقل مما لدى أي موظف قديم. أكرر يجب بدأ الدراسة من البدايه. إذا وعينا ذلك ، فإننا سوف نجتاز الامتحان ، الأمتحان الجاد المرافق للأزمة المالية التي تقترب ، الأمتحان الذي سوف ترتبه الأسواق الروسية والعالمية ، التي نحن خاضعون لها ، مرتبطون بها بأواصر لا يمكن قطعها. هذا الأمتحان جاد ، لأنهم هنا يمكنهم هزيمتنا اقتصاديًا وسياسيًا.
المسأله هي هذه ،هذ فقط ، لأن المنافسة هنا جادة وهذه المنافسة حاسمة. كان لدينا كل أنواع المداخل والمخارج من صعوباتنا السياسية والاقتصادية. يمكننا بفخر التباهي أننا ما زلنا نعرف كيفية استخدام كل هذه المداخل والمخارج بطرق مختلفة ، في ظروف مختلفة ، ولكن ليس لدينا الآن خيارات أخرى. دعوني أخبركم بهذا دون أي مبالغة ، في الواقع وبهذا المعنى ، "المعركة الأخيرة والحاسمة" ليست مع الرأسمالية الدولية - ستكون هناك العديد من "المعارك الأخيرة والحاسمة" ، بل مع الرأسمالية الروسية ، التي تنمو مع نمو الأقتصاد الفلاحي الصغير ، مع الزراعة التي تدعمه. هنا في المستقبل القريب ستكون معركة ، ولا يمكن تحديد وقتها بدقة. هناك "معركة نهائية وحاسمة" في المستقبل ، لا يمكن أن يكون فيها المزيد من الجولات السياسية أو أي جولات أخرى ، لأن هذا هو اختبار المنافسة مع الرأس المال الخاص. فإما أن نجتاز اختبار المنافسة مع الرأسمال الخاص ، وإلا فسيكون فشلا كاملا. لاجتياز هذا الاختبار ، لدينا قوة سياسية ومجموعة كاملة من جميع أنواع الموارد الاقتصادية وغيرها من الموارد - كل ما تريدونه –ما عدى المهاره. لا وجود للمهارة. والآن ، إذا أخذنا هذا الدرس البسيط من تجربة العام الماضي وجعلناه مرشدا لنا طوال عام 1922 ، حينها سوف نتغلب على هذه الصعوبة ، على الرغم من أنها أكبر بكثير من الصعوبة السابقة ، لأنها تكمن فينا . هذا ليس شكل من اشكال العدو الخارجي. تكمن هذه الصعوبة في حقيقة أننا لا نريد أن ندرك الحقيقة غير السارة المفروضة علينا ، ولا نريد الدخول لذلك الموقف غير السار الذي يجب الوقوع فيه: ابدأ التعلم من البداية. هذا هو الدرس الثاني الذي ينشأ ، في رأيي ، عن السياسة الاقتصادية الجديدة.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق البولشفي العزيز العلمي
فؤاد النمري ( 2020 / 6 / 25 - 12:58 )
أسعدني كثيراً قيام حفارنا الجبار في التاريخ بنقل خطاب للينين يشرح أهمية ودور النيب السياسة الاقتصادية الجديدة التي يساء فهمها بصورة واسعة
لكن ما حد من سعادتي وعرفاني بجهود حفارنا الجبار الطليعية دائما وأبدا عاملان وهما
الترجمة الحرفية لخطاب لينين ولعل ذلك نابع من الحذر الزائد في نقل المعاني كما وردت على لسان لينين دون تدخل منك مع أن المعاني تضيع بالترجمة الحرفية حيث الخطيب غالباً ما يشير إلى وقائع ومعاني معروفة مسبقاً لدى المخاطَب ولا يعرفها القارئ ولذلك يلزم انتهاج الترجمة بتصرف في مثل هذا الخطاب

والأمر الثاني هو كتابة حلقة بحوالي 3500 كلمة وهو ما ينفّر القراء عن قراءة المقال
كان يجب تشطير هذة الحلقة إلى ثلاث حلقات لا تزيد الحلقة عن 1200 كلمة

رفيقنا الحفار الجبار مطلب يثرينا نحن البلاشفة دائماً بأغلى وأجمل الجواهر في منجمنا البولشفي 1903 - 1953

لحياتي البولشفية



2 - رفيقي فؤاد النمري
عبد المطلب العلمي ( 2020 / 6 / 25 - 14:32 )
الشكر الجزيل على مرورك و تقريظك و ملاحظاتك.نعم الحلقه طويله،و الجزء الثاني المتعلق برأسماليه الدوله سيكون اطول قليلا.لم ارغب في تقطيع المقال لئلا اشتت انتباه القراء.مداخلتك اشعرتني ان علي تجزيء ما تبقى من التقرير السياسي رغم اني قد حذفت الجزء المتعلق بمؤتمر البندقيه لأنه لا يتعلق بالمسائل الأقتصاديه.
بخصوص حرفيه النص،فانا ما اقوم به اعتبره تعريب و ليس ترجمه.اذكر انه في احد النصوص وردت كلمه فلكلوريه لا وجود لها في اللغه العربيه فترجمتها الخمر الردئ،لانه بالعفل كذلك و قصد لينين بها فقر الناس و تبعات شرب ذلك الخمر.فانتقدني القراء حيث انهم وجدوا في الترجمه الانجليزيه كلمه بووز التي لا تعني خمر ردئ.في المقال اعلاه لدي كلمتان عامتان عربيتان (كمبياله ،على الطاير)لم اجد لهما مرادف في الفصحى،و كم خشيت انهيال الانتقادات.


3 - لتسلم فأس حفارنا
سعيد زارا ( 2020 / 6 / 29 - 16:28 )
الرفيق العزيز العلمي تحياتي البولشفية


شكرا موصولا لك و لتسلم فأسك رفيقنا.


تحياتي


4 - الكومبيالة
رائد محمد نوري ( 2020 / 7 / 17 - 05:56 )
ربما من الممكن ترجمة كومبيالة بكلمة سند أو وثيقة واجبة دين واجبة السداد

اخر الافلام

.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب


.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم




.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب