الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من الحكمة أن تثق بمشاعرك الفطرية- بسليقتك؟ عالمة أعصاب تُوَضِح.1

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2020 / 6 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نشرت Valerie Van Mulukom مقالاً في مدونة THE CONVERSATION
(Academic rigour, journalistic flair الدقة الأكاديمية، الذوق الصحفي) تحت عنوان:"Is it rational to trust your gut feelings? A neuroscientist explains."
"هل من الحكمة أن تثق بمشاعرك الفطرية- بسليقتك؟" بتأريخ16مايس2018.
ترجمة القسم الأول مع التوضيحات في الهوامش أسفل الترجمة:
تخيل مدير شركة كبيرة يعلن قرارًا هاماً إعتماداً على الفطرة أوالسليقة gut feelings. سيقابل هذا بعدم الثقة - لأن القرارات المهمة يجب التفكير فيها بعناية وتروي وعقلانية؟
للاعتماد على الحدس intuition سمعة سيئة، بشكل عام، خاصة في الجزء الغربي من العالم حيث تم تعزيز التفكير التحليلي بشكل مطرد على مدى العقود الماضية **.
أخذ الكثيرون يعتقدون، تدريجياً، بأن البشر تجاوز الاعتماد على التفكير البدائي والسحري والديني نحو التفكير التحليلي والعلمي. ونتيجة لذلك ، فإنهم ينظرون إلى العواطف والحدس كأدوات قابلة للخطأ، و نزوية متقلبة.
يستند هذا الموقف على أسطورة التطور المعرفي cognitive progress. لكن في الواقع العواطف ليست استجابات خرساء تستوجب تجاهلها أو حتى تصحيحها من قبل الكليات التي تُعلم العقلانية rational faculties . إنها تقييمات لما جربته أو فكرت فيه للتو - وبهذا المعنى، فهي شكل من أشكال معالجة المعلومات information processing، أيضًا.
معالجة المعلومات:
كما وأن مشاعر الحدس أو الفطرة والسليقة ناتجة عن الكثير من المعالجات processing التي تحدث في الدماغ. تشير الأبحاث إلى أن الدماغ آلة تنبؤية كبيرة، يُقارِن باستمرار كلٌ من المعلومات الحسية الواردة والتجارب الانية بالمعارف المخزنة والذكريات المتعلقة بتجارب سابقة، والتكهن بما سيحدث بعد ذلك. يتم وصف هذا في ما يسميه العلماء "إطار المعالجة التنبؤية predictive processing framework”**.
هذا يضمن بأن الدماغ مستعد دائمًا للتعامل مع الوضع الحالي على النحو الأمثل قدر الإمكان. عندما يحدث عدم تطابق (شيء لم يكن متوقعًا)، يقوم الدماغ بتحديث نماذجه المعرفية.
هذه المقارنة بين النماذج المبنية على تجارب سابقة والتجربة الحالية تحدث بشكل تلقائي ولا شعوري. تبرز الحدس Intuitions عند قيام الدماغ بمطابقة أو عدم تطابق كبير (بين النموذج المعرفي والخبرة الحالية) ، لكن هذا لم يصل بعد إلى وعيك الصاحي. على سبيل المثال، قد تقود سيارتك على طريق ريفي في الظلام مستمعا إلى قطعة موسيقيه، عندما يوجهك حدسك، فجأة، للتوجه أكثر نحو جانب الممر. بينما تستمر في القيادة، تلاحظ أنك قد تجاوزت للتو حفرة ضخمة كان يمكن أن تتسبب في تلف سيارتك بشكل كبير.
أنت سعيد لأنك اعتمدت على سليقتك حتى لو كنت لا تعرف من أين أتت. في الواقع، السيارة التي على مسافة بعيدة أمامك قامت بجولة صغيرة مماثلة (لأنهم من السكان المحليين ويعرفون الطريق)، والتقطتَ هذه دون تسجيلها بوعي.
(يتبع)
رابط المقال
*https://theconversation.com/is-it-rational-to-trust-your-gut-feelings-a-neuroscientist-explains-95086

**How knowledge about different cultures is shaking the foundations of psychology
كيف تَهُزُ المعرفة حول الثقافات المتنوعة أسس علم النفس:
March 9, 2018 11.09am GMT
تم تطوير النظام الأكاديمي لعلم النفس إلى حد كبير في أمريكا الشمالية وأوروبا. قد يعتقد البعض في أنه كان ناجحًا بشكل ملحوظ في فهم ما يدفع السلوك البشري والعمليات العقلية، التي كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنها عالمية. ولكن، بدأ بعض الباحثين في التشكيك في هذا النهج في العقود الأخيرة، بحجة أن العديد من الظواهر النفسية تتشكل من الثقافة التي نعيش فيها.
من الواضح أن البشر متشابهون جدًا في نواح كثيرة - نتشارك نفس علم وظائف الأعضاء ولدينا نفس الاحتياجات الأساسية، مثل التغذية والسلامة والجنس. إذن، ما هو التأثير الذي يمكن للثقافة أن تُحْدِثه فعلياً على الجوانب الأساسية لنفسيتنا؛ مثل الإدراك، المعرفة والشخصية؟ دعونا نلقي نظرة على الأدلة الى هذا الحد.
يدرس علماء النفس التجريبيون السلوك عند مجموعة صغيرة من الناس عادة، مع افتراض أن هذا يمكن تعميمه على نطاق أوسع. عندئذٍ يمكن تعميم هذه الاستنتاجات من عينة عشوائية في حالات التجانس السكاني.
الواقع يختلف عن ذلك. حيث يعتمد علماء النفس على الطلاب الجامعيين، بشكل غير متناسب، لإجراء دراساتهم، لسهولة الوصول اليهم. والأكثر غرابة من ذلك هو أن أكثر من 90٪ من المشاركين في الدراسات النفسية يأتون من دول غربية ومتعلمة وصناعية وغنية وديمقراطية ( Western, Educated, Industrialised, Rich, and Democratic (W.E.I.R.D)). لا يمكن إعتبار هذه البلدان عينة عشوائية ولا تمثل السكان.
أساليب التفكير:
ضع في اعتبارك أي من هذه الاجسام تمضيان معًا: الباندا والقرد والموز؟ يختار المستجوبون من الدول الغربية بشكل روتيني القرد والباندا، لأن كلا الجسمين من الحيوانات. هذا يدل على أسلوب التفكير التحليلي، كثيراً ما يُنظر إلى الأشياء بشكل مستقل عن سياقاتها.
في المقابل، غالباً ما يختار المشاركون من الدول الشرقية القرد والموز، لأن الإثنان ينتميان إلى البيئة ذاتها ويشتركان في علاقة (القرود تأكل الموز). هذا أسلوب تفكير شمولي، حيث يُنظر إلى ترابط الكائن والسياق معاً.
{(تعليق على صورة فنية)التفكير الشمولي سائد في الثقافات الآسيوية ، مثل الهند. بيسواروب، جانجولي / ويكيبيديا ، CC BY-SA}
في عرض كلاسيكي لتأثير الاختلافات الثقافية على أساليب التفكير، تم تقديم سلسلة من المشاهد المتحركة لمشاركين من اليابان والولايات المتحدة. استمر العرض حوالي 20 ثانية، أظهر كل مشهد من العرض مخلوقات مائية متنوعة ونباتات وصخور في بيئة تحت الماء. في مهمة استدعاء(تذكر) لاحقة، كان من المرجح أن تتذكر كلتا المجموعتين من المشاركين الأشياء البارزة، السمكة الأكبر. لكن المشاركين اليابانيين كانوا أفضل من المشاركين الأمريكيين في تذكر معلومات الخلفية، مثل لون الماء. وذلك لأن التفكير الشمولي يركز على الخلفية والسياق تمامًا مثل الواجهة.
يوضح هذا بوضوح كيف يمكن للاختلافات الثقافية أن تؤثر على شيء أساسي مثل الذاكرة . عندما تصفها أية نظرية يجب أن تأخذ ذلك بنظر الإعتبار. أظهرت الدراسات اللاحقة أن الاختلافات الثقافية في أنماط التفكير منتشرة معرفياً - مما تؤثر على: الذاكرة، الانتباه، الإدراك، التفكير وكيف نتحدث ونفكر.
الذات:
إذا طُلب منك أن تصف نفسك، فماذا تقول؟ هل تصف نفسك من حيث الخصائص الشخصية - أن تكون ذكيا أو مضحكا - أو هل ستستخدم المفاضلات، مثل "أحب البيتزا"؟ أو ربما يمكنك بدلاً من ذلك أن تبني وصفك لنفسك على العلاقات الاجتماعية، مثل "أنا والد"؟ لطالما أكد علماء النفس الاجتماعيون أن الأشخاص هم أكثر عرضة لوصف أنفسهم والآخرين من حيث الخصائص الشخصية المستقرة.
ومع ذلك، يبدو أن الطريقة التي يصف بها الناس أنفسهم مقيدة ثقافيًا. يميل الأفراد في العالم الغربي أن يكثروا عند النظر إلى أنفسهم كأفراد أحرار ومستقلين وفريدين ، يمتلكون مجموعة من الخصائص الثابتة.
ولكن في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، يصف الناس أنفسهم في المقام الأول على أنهم جزء من العلاقات الاجتماعية المختلفة ويرتبطون بقوة بالآخرين. هذا هو أكثر انتشارا في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. هذه الاختلافات منتشرة، وقد تم ربطها بالاختلافات في العلاقات الاجتماعية ، والدافع والتنشئة.
وقد ظهر هذا الاختلاف في التفسير الذاتي على مستوى الدماغ. في دراسة مسح الدماغ (fMRI)، أظهر المشاركون الصينيون والأمريكيون صفات مختلفة وسُئلوا عن مدى تمثيل هذه الصفات لأنفسهم. كما طُلب منهم التفكير في مدى تمثيلهم لأمهم (لم تكن الأمهات ضمن الدراسة) أثناء الفحص.
كان هناك اختلاف واضح عند المشاركين الأمريكيين في استجابات الدماغ بين التفكير في الذات والأم في "قشرة الفص الجبهي الإنسي" “medial prefrontal cortex”، وهي منطقة من الدماغ مرتبطة عادةً بتقديم الذات. عندالمشاركين الصينيين كان هناك اختلاف بسيط أو لا يوجد فرق بين الذات والأم، مما يشير ذلك إلى أن لتقديم الذات تداخل كبير مع أقرب الأقرباء.
الصحة العقلية
كانت دراسات عن WE.R.D تهيمن على مجال آخر. عينات من الصحة العقلية. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر الثقافة على فهمنا للصحة العقلية بطرق مختلفة. نظرًا لوجود اختلافات ثقافية في السلوك، فإن الإطار - القائم على الكشف عن السلوكيات المنحرفة أو غير المعيارية non-normative - لم يكتمل. ما يمكن اعتباره طبيعيًا في ثقافة محتشمة(modesty) يمكن اعتباره انحرافًا عن القاعدة في ثقافة أخرى (الرهاب الاجتماعي).
بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد عدد من المتلازمات الخاصة بالثقافة: الذين يعانون من كورو (Koro Syndrome: The Genital Retraction Fear ,معظمهم في آسيا) هم من الرجال الذين يعتقدون خطأ بأن أعضائهم التناسلية تتراجع وستختفي. Hikikomori (معظمها اليابان) هو حالة تصف الأفراد المنعزلين الذين ينسحبون من الحياة الاجتماعية.
وفي الوقت نفسه، فإن متلازمة العين الشريرة (معظمها في دول البحر الأبيض المتوسط) هي الاعتقاد بأن الحسد أو أشكال أخرى من الوهج الخبيث سيسبب سوء الحظ على المتلقي.
تم الاعتراف بوجود هذه المتلازمات المرتبطة بالثقافة من قبل كل من منظمة الصحة العالمية وجمعية الطب النفسي الأمريكية مؤخرًا ، حيث تم تضمين بعض هذه المتلازمات في تصنيفاتها الخاصة بالأمراض العقلية.
من الواضح للثقافة تأثير هائل على كيفية رؤيتنا لأنفسنا وكيف ينظر إلينا الآخرون - نخدش السطح فقط. المجال، الذي يُعرف الآن باسم "علم النفس عبر الثقافات"، يتم تدريسه بشكل متزايد في الجامعات في جميع أنحاء العالم. والسؤال هو إلى أي مدى سيُعلم علم النفس كنظام يمضي قدمًا - يرى البعض كونه بُعدًا إضافيًا له بينما يرى البعض الآخر أنه جزء لا يتجزأ ومركزي عند صنع النظرية.
مع المزيد من البحث، قد نجد بوضوح أن الاختلافات الثقافية تتغلغل في مجالات أكثر حيث كان يُعتقد سابقًا أن السلوك البشري عالمي. ولكن فقط من خلال معرفة هذه الآثار، سنتمكن من تحديد الأسس الأساسية للعقل البشري التي نتشاركها جميعًا.
رابط المقال:
https://theconversation.com/how-knowledge-about-different-cultures-is-shaking-the-foundations-of-psychology-92696
***Whatever next? Predictive brains, situated agents, and the future of cognitive science
ماذا بعد؟ العقول المتنبئة، العوامل القائمة، ومستقبل علم المعرفة
نبذة مختصرة:
قِيلَ مؤخرا بأن العقول في الأساس آلات متنبئة. وهي عبارة عن حُزَمْ من الخلايا تدعم الإدراك والأداء من خلال المحاولة المستمرة لمطابقة المدخلات الحسية الواردة مع التكهن أو التوقعات من أعلى نحو الأسفل- top-down expectations: (تعني إستخدام المعلومات في سياقها عند التعرف على الأنماط. مثال: قد يجد المرء صعوبة في قراءة وفهم كلمة أو عبارة بسبب الخط غير الواضح، ولكن فهم الموضوع يكون أسهل عند قراءة الجملة بكاملها بدلاً من قرائتها كلمة بمعزل عن الأخرى.
في تمثيلة تحت موس الحلاق عندما كان الحلاق حجي راضي يقرأ رسالة جندي مكلف لأم الجندي، كانت الأم تستغرب عندما تسمع الحجي راضي وهو يقرأ الرسالة كلمة كلمة ولكن عبوسي الصانع كان يشرح للأم الكلمات في سياقها، من الأعلى الى الأسفل)
يتم تحقيق ذلك باستخدام نموذج التوليد الهرمي hierarchical generative الذي يهدف إلى تقليل خطأ التنبؤ ضمن سلسلة ثنائية الاتجاه للمعالجة القشرية bi--dir--ectional cascade of cortical processing. تقدم هذه الحسابات نموذجاً موحداً للإدراك والاداء، وتوضح الدور الوظيفي للانتباه، وقد تلتقط بدقة المساهمة الخاصة للمعالجة القشرية في للتكيف بنجاح.
تدرس هذه المقالة الهادفة بشكل نقدي نهج "آلة التنبوء الهرمي hierarchical prediction machine”، وخلصت إلى أنها تقدم أفضل فكرة حتى الآن عن صيغة علم موحد للعقل والأداء.
يوضح القسمان 1 و 2 العناصر والآثار الرئيسية للمقاربة. يستكشف القسم 3 مجموعة متنوعة من المزالق- المطبات والتحديات، تمديد الإثبات، والمنهج والمفهوم أكثر تلائماً. تنتهي الورقة (القسمان 4 و 5) بالسؤال عن كيفية تأثير هذه الأساليب على رؤيتنا العامة للعقل والخبرة والوساطة.
https://www.cambridge.org/core/journals/behavioral-and-brain-sciences/article/whatever-next-predictive-brains-situated-agents-and-the-future-of-cognitive-science/33542C736E17E3D1D44E8D03BE5F4CD9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل