الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة موجزة للأخوة من باقي مكونات سوريا وبالأخص الأخوة العرب

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 6 / 27
القضية الكردية


أيها الأخوة والأصدقاء الكرام من باقي شعوب ومكونات الوطن.. دعونا نتفق على أن سوريا -وكما عنونت مرة مقالة لي بها- “لا تقبل القسمة على واحد”؛ أي أن البلد لا يمكن أن يسجل باسم شعب ومكون واحد، إن كان المكون العربي أو السرياني حيث الطرفان يتنافسان أحياناً -وأحياناً أخرى يتفقان- بقضية سورية منتمية لأحدهما أو لهما سوياً وذلك بحسب درجة الاحساس بخطورة الوجود والدور الكردي المتنامي مؤخراً والذي بات يشكل حساسية لكل مثقفي الأخوة المحكومين معاً ووفق الاتفاقيات الاستعمارية القديمة بالعيش المشترك في هذه الجغرافيا السياسية التي حددت لنا هوية وطنية باسم سوريا، لكن وللأسف الكل يريدها بمقاييس ومواصفات تطابق شيفرته وبرنامجه وعقيدته السياسية على إنها الأصلح لنا جميعاً وكأن الآخرين -وبالأخص الكرد- ما زالوا قاصرين ويجب ابقائهم تحت الوصاية والرعاية ولا نريد أن نقول؛ الاقصاء والتهميش والالغاء وهو ما أتبع معنا حقيقةً وللأسف خلال المرحلة الماضية حيث سياسات التعريب والذوبان، ناهيكم عن الحرمان والعسف والملاحقات الأمنية والقوانين الظالمة الجائرة والاستثنائية بحق شعبنا مثل قانوني “الاحصاء” و”الحزام العربي” السيئي الصيت.

أيها الأصدقاء.. أعتقد قد حان لكم؛ أنتم النخب العربية السياسية والثقافية أن تعملوا مراجعة نقدية لمواقفكم السياسية لتوسعوا من دائرة الرؤية الوطنية لديكم حيث من دون مشاركة الجميع -وبالأخص الكرد- في إدارة وسياسات البلاد لا يمكن لوطنيتنا السورية أن تستقيم وبالتالي عليكم الخروج من تلك القوقعة التي حشرتم أنفسكم بها وبأن “الكرد ليسوا أصلاء في سوريا وإنما جاؤوا من خارج حدود سوريا” -بالرغم من إنها كذبة صدقتموها وللأسف ولسنا بصدد نقاشها حيث تحتاج لاستفاضة في الشروحات والوثائق التاريخية، ليس هنا مجال لها- لكن تاريخ أي قرية كردية عفرينية مثلاً -وليس حصراً- تؤكد الوجود التاريخي لهذا الشعب على هذه الجغرافيا وأن شعبنا لم وليس ولن يكون طارئاً، بل ما رسم لنا من حدود وطنية قد تصبح طارئاً إن لم نحسن القراءات السياسية الوطنية.. وليكن بعلمكم كمعلومة أخرى؛ أيها الأخوة لقد مضى تلك المرحلة الذي كان فيه الكردي ذاك الريفي البسيط الساذج الذي يأتي بسرواله “شرواله” القروي وبعنبه وطينه وزيتونه لأسواق مدنكم وهو لا يجيد إلا كرديته لغةً وحياةً ومحبة لتضحكوا عليه وعلى بساطته وتلعثمه، بل بات لشعبنا من يدافع عنه وعن وجوده وتاريخه وحقوقه وهناك من النخب الثقافية والسياسية من تجيد لعبة اللغة، كما تجيد لعبة الحرب والسلام ومن خلفهم أصدقاء وحلفاء أقوياء ورغم ذلك فهو يمد يده لكم لنبني وطناً يتسع لنا جميعاً ونأمل من الجميع أن يغلب لغة وحكمة العقل بدل ما توارثه من ثقافة الجهل كي لا نخسر ما تبقى من الوطن.

بايجاز شديد؛ الكرد هم اللاعبون الجدد في سياسات المنطقة وليس سوريا والعراق فقط من خلال الإدارة الذاتية وإقليم كردستان، بل سيكون لكل من كرد إقليمي الشمال والشرق -تركيا وإيران- أيضاً دورهم ومكانتهم في الخارطة السياسية الجديدة التي ترسم بهدوء ولكن بإصرار من أسياد العالم الجدد وبالتالي إما أن تقبلوا بهؤلاء الشركاء الجدد؛ الكرد أو يفرض عليكم والأفضل أن يكون “بيدكم لا بيد عمرو” حيث للمرة الأولى تتلاقى المصالح الدولية مع حقوق شعبنا الكردي وذلك على غرار ما مررتم بها أنتم كشعب عربي، حينما تلاقت مصالح كل من فرنسا وبريطانيا في القرن الماضي مع حقوقكم في نيلكم للحرية والاستقلال من الدولة العثمانية وبالتالي فمن مصلحتنا جميعاً أن نؤسس لثقافة وطنية جديدة قائمة على مبدأ القبول والمشاركة والتعددية في دولة مدنية ديمقراطية علمانية تحقق حقوق متساوية لكل مكوناتها، بدل الخطاب الذي بات معروفاً للجميع بما يحمله من حقد وكراهية وإلغاء وتهميش للآخر والذي أسس للأسف نظم سياسية مستبدة عانى منها السوريين بمختلف مكوناتها -وبشكل أخص شعبنا الكردي- الويلات والكوارث لنصل بالأخير لهذه المقتلة التي لم تبقي إلا على النذير في البلد وقد حان لنا جميعاً؛ تغليب لغة العقل والمنطق على ذاك الخطاب العنصري الحاقد الموتور.. فكروا فيما جاءت في رسالتي المتواضعة قبل أن نخسر جميعاً ما تبقى من الوطن!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع


.. السيسي: لم تتردد مصر في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين وصمدت أمام




.. أخبار الصباح | -العمال البريطاني- يفقد تأييد الأقليات العرقي


.. اللاجئون السودانيون في تشاد يعانون نقص الخدمات الأساسية




.. مراسل العربية أسامة الكحلوت: الجيش الإسرائيلي يحاصر عددا كبي