الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قابيل وهابيل - الإخوة الأعداء

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2020 / 6 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أسطورة التكوين في التراث الإسلامي
٩ قابيل وهابيل
ومع مرور الأيام والشهور والسنوات، بدأ آدم يشعر بتقدمه في السن وبأنه قد حان الوقت ليتخذ قرارات مهمة لمستقبل عائلته، فدعى ذات مساء كل أفراد العائلة وجمعهم حول النار وأخبرهم بأنه قد حان الوقت ليتزوج الأبناء والبنات ويكونوا عائلاتهم وينجبوا الأطفال وينتشروا في الأرض، وأن يتزوج قابيل من لبودا وهابيل من إقليما حسب إرادة الله حسب قوله ( كانت الشريعة السماوية تحرّم زواج الأخ من أخته التي ولدت معه ، بل تبيح له الزواج من أي أخت من غير التوأم ، اي ممن ولدن قبله أو بعده .. هكذا تقول الأسطورة ) . غير أن قابيل لم يفهم الأمر، فقد كان يحب إقليما ولا يمكنه الإنفصال عنها، فقد عاشا معا منذ اليوم الأول لميلادهما، وهابيل بدوره كان يحب لبودا كجزء منه، غير أن قابيل هو الذي عبر عن رفضه لأن ينفصل عن اقليما، أما هابيل فقد سكت على مضض ولم يعارض آدم صراحة. وهناك روايات أخرى تقول بأن آدم قد قرر أن يجعل هابيل ـ الأصغر سنا ـ خليفة له كرئيس للعائلة التي كبرت وأصبحت تشبه القبيلة، مما يزيد من غضب قابيل وإحساسه بالظلم أو بالكراهية والحسد لأخيه. وأمام رفض قابيل القاطع للتخلي عن اقليما والخضوع لرغبة آدم، لم يجد هذا الأخير سوى أن يلجأ إلى التحكيم الإلهي: سنجعل الله يحكم في هذا الأمر، قال آدم وهو ينظر إلى قابيل بعين غير راضية عن عدم طاعته له، غدا على كل واحد منكم أن يقدم قربانا إلى الله، والذي يقبل الله قربانه سيكون خليفتي في الأرض ويتزوج من اقليما. ورضي الإثنان باقتراحه، وإن كان قابيل بقي متشككا في الأمر لعلمه بأن آدم كان يفضل عليه هابيل منذ كان صغيرا لكونه مطيعا له ولا يرفض أو يناقش أوامره مهما كانت طبيعتها. وفي فجر اليوم التالي أتى هابيل يجرجر وراءه كبشا سمينا من قطيعه وربطه عند صخرة في المكان المعد لتقديم القرابين، وأتى قابيل بعدة سلال مليئة بالقمح والشعير والخضروات والفواكه التي أنتجها بعمله في المزرعة العائلية ( الأسطورة تقول : فقرّب هابيل شاة سمينة من أفضل ما عنده، وكان صاحب ضرع، وقرّب قابيل صاحب الزرع حزمة من رديء زرعه ، فنزلت النار، فأكلت قربان هابيل، وكانت هذه القاعدة هي المتّبعة لمعرفة عما إذا كان الله قد قبل ما يتقرب إليه العبد أم لا ؟ فكانت النار تنزل من السماء فتأكل القربان (أي تحرقه كلّيا ولا تترك له أثر) هذا في حال قبوله ،، وإلا تتركه وشأنه ولا تنزل اليه) .. وهكذا التهم الله الكبش المشوي الذي قدمه هابيل ولم يلمس الشعير الذي قدمه له قابيل الذي أدرك أن الأمر قد انتهى بالنسبة له وأن الله بدوره قرر أن يقف ضده ويناصبه العداء، بدون مبرر واضح يستطيع فهمه، وإن كان يعرف مسبقا أن الله يحب لحم الخروف أكثر من الشعير .. وأحس بمرارة الظلم الذي لحق به، وقرر في صميم نفسه ألا يرضخ لهذه الإرادة السماوية التي تتدخل في أموره الخاصة، وألا يتخلى عن اقليما مهما كان الأمر ( الأسطورة بطبيعة الحال لا تقول شيئا عن موقف اقليما ولبودا من كل هذه القصة، فيبدو كأن الأمر لا يتعلق بحياتهن لا من قريب ولا من بعيد ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا