الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحيرة و التعجب في عقل فوضوي

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 6 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعيش الإنسان على هذا الكون حائرا و متعجبا في بعض الأحيان خاصة اذا تأمله بهدوء و سكينة.كيف جئنا الى هنا،و هل هناك غاية،هل نحن بالفعل مجرد تفاعل بين الطاقة و المادة.و هل يمكن أن يكون ما نقوله حقيقيا في سياقات معينة.نحن نعيش في عالم محير،غير معروف،انه ديناميكي فوضوي عابر لمرحلة أن يُفسر من أجل غايته،او من أجل ذاته.فهل يستطيع الإنسان فك شفرة الطبيعة،من خلال نظرياتنا المعروفة اليوم: الإنفجار العظيم الأكوان المتعددة التطور الجين الأناني النسبية الكم.هل يمكن أن يكون هناك تركيبة مختلفة جدا عن هذه التفسيرات بحيث اننا لو إطلعنا عليها لوجدنا انها مختلفة جدا عما نألفه الآن،نقول ربما.

انني حين أتأمل لا أستطيع سوى أن أتعجب من كل شيء،اقصد بكل شيء على الاطلاق،يا له من امر رائع،لكن لا تنسى انه يجعلك فوضوي حائر،فهناك أسئلة الى الآن نحن لا نستطيع تخيل أن تطرح،تبعا الى اللغة و المفهوم الذي نعرفه منها،تبعا الى ما تعنيه اي كلمة بذاتها،فعندما نقول ان هناك كل شيء في نقطة غير مكانية،هل يمكن أن اتخيل الأمر،بالنسبة لي لا أعتقد انني قادر على التخيل،و انني لأظن ان هذا عائد الى طبيعة الذاكرة الإنسانية ،فهي لم تتطور بعد الى درجة تجعلها تدرك الذات و الغاية الكونية،بمجرد التخيل و التأمل.

و نحن غير قادرين على تصور أنماط وسطية مثلا بين الكائنات الحية،كيف يمكن هذا،كيف يمكن لما نسميه الضغوط الإنتقائية أن تفعل كل هذا التغيير من اجل التكيف،ما هو هذا الشيء الذي يؤثر كيف يمكن للطبيعة أن تنتخب الصفات النافعة لكل تجعل الكائن اكثر صلاحية من حيث التكاثر،كيف يمكن ذلك،كيف يمكن أن يكون عنق الزرافة العظيم هو نفس عنق الانسان من حيث عدد الفقرات،كيف تم الأمر بطريقة ذاتية.اعرف ان الانتخاب الطبيعي اضافة الى الانتخاب الحنسي يمكنه ان يفسر الامر بالطريقة التي نعتقد انها جيدة و انا اتفق تماما من ان الحد الذي نستطيع فيه طرح الاسئلة هو الحد الذي يجيب عنه العلم،و لكنني هنا اريد التركيز على هذه الامور التي تجعلنا الى الان لا نستطيع تجاوز ما فيها من حيرة و مجهول.

انا أتسائل دائما و ابحث عن أجوبة،لكن أحيانا حين أسئل عن اي غاية اي عمل فيه اتجاه موجه يكون هناك خلل في طبيعة السؤال،و سابقى أسئل أسئلة الماهية تلك دون ادنى تصور لما تفرضه علينا حدود معرفتنا في هذا العصر الذي نعيشه.فلماذا نوجد على الارض،هل هناك غاية ذاتية لوجودنا،و لماذا توجد هذه الغاية و من سببها و هل هذا الذي سببها هو الذي يطلق الأحكام بواسطة شيء ما كالعقل،ام ان هناك تركيب اعظم،هل له تجسيد مادي،ام انه طاقة،هل هو مجرد موجات عشوائية معقدة،ام انه شيء لا يمكن تخيله !
و إذا انتقلنا لهنيهة الى البدايات التي ذكرتها آنفا فستكون نفس النتيجة،لا أجابة واضحة يحددها العلم عمليا او حتى رياضيا.

و اذا سئلتُ عن موضوع الروح هل سأكون موفقا في اي اجابة،لكن لماذا نحن نعتقد انها موجودة،هل لان هناك صوت في داخلنا يقول لنا اشياء متناقضة،ام لشيء آخر إعتدنا فعله،و لماذا هناك صوت يرشدني،و كيف يمكن تفسير هذا الصوت بواسطة المادة و الطاقة،و على اي شيء يُبنى،و لماذا هو بالتناقض الذي نراه،و هل هناك صوت في الحيوانات او النبات،و اذا لم يكن،كيف يخاف القط اذا رآني،هل هي مجرد غريزة،لكن ما هي الغريزة،و اذا كانت موجودة فهل نحن نمتلكها بالشكل الذي عند الحيوان،و لماذا تطورت اساسا الى صوت،و اذا لم يكن هذا الشيء هو صوت،بل هو مجرد تخيلات إنسانية فما يكون هل هو ترنيمة الآله في الانسان،ام صدفة كونية ضلت دربها فينا.

و الحال نفسه مع اية نظرية،عملية كانت ام نظرية.كلها قابلة للتساؤل،و لكن أعتقد انه من الجيد الآن ان نركز على تلك الأسئلة التي يستطيع اي انسان ان يجيب عنها بواسطة البحث و التجريب،لانها اكثر الأسئلة اهمية و فائدة.صحيح انه لا يجب إهمال تلك الاسئلة الشاملة و المعقدة نوعا ما ،لكن لا يجب التركيز عليها،لانها فوضى هائلة في وسط فوضوي،و اذا كنا نريد ان نضفي التفسير المنطقي بعيد عن هذه الفوضى فالاحرى الا ندخل فيها من الأساس بالشكل المتعمق و الذي يجعلنا في حيرة،بل في عجز تام عن تقديم اي شرح عملي لاي ظاهرة.

يمكنني البحث عن الكثير من الامور بعيدا عن تلك التفاصيل نظرياََ،لكن هل يجب أهمالها،كلا.فان التفاصيل احيانا هي التي تؤدي الى إسقاط القيمة التفسيرية لنظرية ما،لتحل اخرى محل هذه التفاصيل.و الأمثلة تبدو واضحة في عالم الفيزياء؛كان هناك شيء ما في نظرية نيوتن التي فسر بها السرعات مثل سرعة الضوء،و قد كشف عن هذا الشيء السيد أنشتاين في النسبية الخاصة 1905 ثم النسبية العامة1917 و العمل الرياضي الشاق الذي واجهه السيد أنشتاين خصوصا في النسبية العامة.و كذلك الحال مع النظرية الوراثية،التي كانت تفترض الامتزاج الجيني بين خليتي الإخصاب،فكانت هذه النظرية فيها جزيئة لا تفسر سبب هذا التنوع في الكائنات،ثم جاء السيد مندل ليقلب النظرية رأساََ على عقب،حيث قال ان السبب هو وجود قوانين محددة تسبب كل هذا الاختلاف اضافة الى الوراثة غير المندلية التي كانت بداية لمعانها مع اكتشاف ال DNAو RNAعلى يد كل من فرانسيس كريك و جيمس واتسون في1953ثم ثورتها الثالثة في 2003 بعد معرفة الجينوم البشري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا