الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا اهتم بأخطاء القرآن اللغوية؟

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2020 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ينتقد البعض إهتمامي بأخطاء القرآن اللغوية

بطبيعة الحال، المسلم المؤمن، جاهلا كان أو مثقفا، لا يمكنه أن يقبل مجرد فكرة أن يكون في القرآن أخطاء لغوية
واعتراضات المسلمين على ذلك متنوعة. فهم يتساءلون كيف يمكن لي أن ادعي وجود أخطاء لغوية في القرآن
- بينما خصوم النبي محمد وعباقرة اللغة العربية سابقا لم يجدوا أخطاء في القرآن
- وبينما قواعد اللغة العربية مبنية على القرآن
- الخ من الإعتراضات

وحقيقة الأمر مهما تنوعت الإعتراضات، فهي تصب في خانة واحدة: خانة العقيدة
ويمكن اختصارها بما يلي: القرآن كلام الله، ولا يمكن ان يصدر عن الله أخطاء
ويكفي هنا مراقبة ما يكتبه المسلمون عن بلاغة القرآن واعجازه اللغوي. وستجدون بأن كلامهم يشبه من يتغزل بفتاة
ولا اريد هنا أن اسوق لكم الأمثلة للبرهنة على ذلك.
ويتفرع عن هذه الحقيقة، حقيقة أخرى: لا يجرء مسلم الإعتراف بوجود خطأ في القرآن، لأن هذا يعني انكار مصدره الإلهي، مما يعني الردة عن الإسلام مع ما يتبعها من عواقب وخيمة
والسلم مستعد أن يدوخك ألف دوخة بدلا من الإعتراف بوجود خطأ واحد في القرآن
فتراه يلف ويدور مثل ثور الساقية الذي من كثر دروانه فقد اتزانه العقلي، وفقد مقدرته على التمرد على واقعه.
والمسلم يعتقد بأن كلامي عن أخطاء القرآن يهدف إلى اقناعه وزرع الشك عند السلمين بأن القرآن ليس كلام الله... وبرهان ذلك وجود أخطاء لغوية في القرآن
.
وحقيقة الأمر، حتى وإن كان القرآن خال تماما من أي خطأ، فهذا لا يجعله كلام الله.
فكل كتاب هو كتاب بشري. ولا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك وبراز الطيور. وكل من يقول عكس ذلك مكانه الطبيعي مصحة الأمراض العقلية
وكلامي هذا ينطبق على كل الكتب المكدسة (فليس هناك كتب مقدسة في نظري): توراة وانجيل وقرآن. ولا ارى فرق بين هذه الكتب وكتاب ألف ليلة وليله من حيث مصدرها. فكل الكتب المكدسة من من تأليف البشر وتم نسبتها لله زورا وبهتانا.
واعتمادا على يقيني هذا، أؤكد لكل من يريد أن يستمع لي، بأن اهتمامي بأخطاء القرآن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بفكرة تشكيك المسلمين.
.
إذن ما هو سبب اهتمامي بأخطاء القرآن اللغوية؟
الجواب بسيط: كمترجم للقرآن في ثلاث لغات: فرنسية وإنكليزية وإيطالية، اصطدمت بأخطاء القرآن اللغوية وكان علي أن أجد طريقة لترجمة نص مليء بالأخطاء لمن لا يفهم اللغة العربية. فهل اترجم القرآن بأخطائه؟ مع العلم أني صنفت تلك الأخطاء إلى 11 نوع. واعني بالأخطاء اللغوية تلك الأخطاء المتعلقة بالخطاب القرآني كلغة. فالأخطاء التاريخية أو الجغرافية أو العلمية لا تهمني كمترجم. كل همي هو النص القرآني كخطاب موجه لقراء ترجماتي: كيف اوصل لهم هذا النص المقطع الأوصال والمبهم. وفي نفس الوقت، رأيت أنه من المهم الرد على من يدعي بأن القرآن كتاب قمة في البلاغة وخالي من الأخطاء. فهذا الإدعاء استهتار بعقول الناس. وقد اعترف لي أحد متابعي المثقفين بأن طبعتي العربية للقرآن التي أشرت فيها إلى أكثر من 2500 خطأ لغوي قد جعلته يقرأ القرآن بصورة مختلفة تماما عما كان يفعل سابقا. وقد اعترفت لي متابعة طالبة في الدراسات الإسلامية بأنها عند قراءة طبعتي العربية للقرآن أحست وكأنها تقرأ كتابا جديدا لم تقرأه من قبل.
.
وبعد ان انتهيت من طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي وفقًا للأزهر بالرسم الكوفي المجرد والإملائي والعثماني مع علامات الترقيم الحديثة ومصادر القرآن وأسباب النزول والقراءات المختلفة والناسخ والمنسوخ ومعاني الكلمات والأخطاء اللغوية، طلب مني متابعون أن انشر القرآن في عامود، ومقابله إشارة للأخطاء اللغوية، تاركا المعطيات الأخرى التي ذكرتها في طبعتي العربية للقرآن. وهذا ما قمت به. علما بأن طبعتي العربية للقرآن وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن متوفران مجانا من موقعي، كما يمكن الحصول عليهما وعلى كتبي الأخرى من موقع أمازون.
.
ويبقى السؤال: لماذا غير مسلم يهتم بترجمة القرآن وتدريسه ضمن مادة اصول الشريعة التي نشرت عنها مجلد ضخم بالفرنسية والإنكليزية والإيطالية؟
والجواب بسيط: القرآن هو جزء من التراث البشري والتراث العربي. وليس حكرا على المسلمين. وأضيف بأن القرآن أخذ أكثر من 80% من محتواه من المصادر اليهودية والمسيحية. ولذلك يحق لليهودي والمسيحي ولكل إنسان قارءته ودرساته بتمعن. فهذه بضاعتنا ردت الينا، كما قال أبناء يعقوب لأبيهم. ولا يحق للمسلمين أن يفرضوا على غير المسلمين طريقتهم الببغاوية في قراءة القرآن.
أضيف إلى ذلك بأنه من دون فهم القرآن وتعاليم الإسلام لا يمكن فتح باب الحوار بين المسلمين وغير المسلمين، ولا يمكن فهم تصرفات المسلمين ومواقفهم من القضايا المختلفة.
وأشير أخيرا إلى أن المسلمين أنفسهم يقومون بتوزيع القرآن على غير المسلمين مجانا في الطرقات العامة ومعارض الكتب في الدول الغربية وغيرها، كما انهم يجهدون انفسهم للتبشير بالإسلام لغير المسلمين. فكيف يمكنهم بعد ذلك لوم غير المسلمين على محاولة فهم القرآن ومناقشة مضمونه؟ إلا اللهم إذا أرادوا ان يقرأ غير المسلمين القرآن كما تقرأ الببغاوات.
وأنا شخصيا أرى أنه من واجب المسلمين تقديم الشكر لي لما اقوم به من دراسات، بدلا من توجيه الإنتقاد لي.
وعلى كل حال، أنا لا ادعي العصمة. وارحب بكل نقد بناء لتحسين طبعتي العربية للقرآن وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن. ويمكن مراسلتي على عنواني [email protected]

--------
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-booksll








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - https://youtu.be/aQctfnKd7l8 لماذا اهتم بأخطاء ال
سامي الذيب ( 2020 / 7 / 2 - 07:01 )
https://youtu.be/aQctfnKd7l8 لماذا اهتم بأخطاء القرآن اللغوية؟


2 - شوف الاه المسلمين من هو
مروان سعيد ( 2020 / 7 / 2 - 08:25 )
تحية لنبينا وحبيبنا سامي الذيب وتحيتي للجميع
اذا انت لم تصلح القران مين حيصلحه السيسي قال لهم اصلحو دينكم وانه سيحاسبهم امام اله وقلهم اسود وجنا امام العالم بهذا الدين وبما ان الازهر تحت الموت السريري فان نبينا والاخوة المسيحيين من رشيد ووحيد والاخوة الملحدين ايضا سيصلحوا لهم دينهم واخطائه شوف الاخ حامد وهو من اصل سلفي
https://www.youtube.com/watch?v=KY_TjjIZj0s
ونحن معكم ونؤيدكم يجب اصلاح هذا الدين وكل دين لاان الدنيا ليست ثابتة الدنية متغيرة وتمشي بسرعة 720000كم سا سرعة الارض في المجرى
ومودتي للجميع


3 - الشكر لك على هذا الجهد الطيب
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 7 / 2 - 10:26 )
الاخ الكريم بعد التحية. يجب على المسلمين ان يشكروك على هذا الجهد الذي بذلته واذا كانوا يعتقدون ان ليس هناك اخطاء فالطريق مفتوح للنقاش والتفنيد بحسن نية وضمير وليس بالترقيع الناتج عن الاعتقاد بانه كلام الله. فاذا كان القرآن كلام الله حقا فيستطيعون تفنيد ما كتبت بدون عنناء لان الله الخالق العظيم لا يخطا وبذالك يبرهنوا للعالم كله بان الاسلام هو حقا آخر الاديان. اما ان نتعصب لموروث تلقيناه قبل 1450 سنة من اناس تقاتلوا وكل ادعى انه على صواب فهذا لا يمكن الثقة فيه الا بعد بحث وتنقيب. لقد ورد تكذيب للقرآن على لسان خليفة المسلمين يزيد بن معاويه بقوله: لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جآء ولا وحي نزل. فهل يؤتمن مثل هذا الخليفة ويصدق ما قيل في زمانه؟. وماذا عن الاحداث التي جرت بين الصحابة انفسهم وكيف اصدق النسخة العثمانية بعد حرق المصاحف.لقد لقنا في الصغر ان لا نلمس القرآن الا بعد الوضوء ولا نتلوه الا على طهارة واذا خامر احدنا شك فليستعذ من الشيطان الرجيم وعلى هذا نشانا على اعتقادنا انه كتاب سماوي من خالق الكآئنات وخآلق الكآئات لا يخطئ علما بان من كتب القرآن هم بشر وهم عرضة للاخطاء .سر على الدرب


4 - لماذا يكون الحوارُ عقيماً مع السلفي المتشدد
johnhabil ( 2020 / 7 / 3 - 01:31 )
لماذا يكون الحوارُ عقيماً مع السلفي المتشدد
1- عندما تكونُ أول كلمةٍ لله في آذن الرسول ( اقرا) ويردُ عليها ما أنا بقارئ ماذا يعني هذا ؟
سوى أن الله لا يعلم الغيب أو أن ملاك الوحي كان يهزٌر ( يمزح ) مع النبي!!
2- عندما تقرأ أول جملة في القرآن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، والسطر الأول الحمد لله رب العالمين وبعده إهدنا الصراط المستقيم.. ويأتي السلفي ويقول لك هذا كلام الله ونحنُ نردده وهو يصلي معنا !! ف إلى أي حد ستكون قناعاتك الشخصية بملكات عقله ؟؟
3- عندما يأمرُ القرآن بالشرك في الآية :
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ-;- وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ .. فيقولون لك طأطأ بالرأس وتحية علماء ومفسرين وشيوخ وسلفيين وأزهري. لكن الشيطان يُكذبهم جميبعاً حسب الآية
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ-;- قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ من تراب . لآنه أدركُ
تماماً معنى السجود الذي يأمره به الله وليس الطأطأه والتحية يا سلف؟
والسلفي يزعج ويكفرُ الأخرين بدل من إنهيار إيمانه


5 - البخاري اكثر من شوه الدين الاسلامي
مروان سعيد ( 2020 / 7 / 3 - 08:57 )
تحية للنبينا وتحية للاخ جون هابيل وللجميع
يقول البخاري في صحيحه ان احد المبشرين بالجنة وهو ابن مسعود الذي خالف جميع الصحابة بقوله ان المعوزتين ليستا من القران طب ليه يضعها البخاري في صحيحه اليس لزيادة الدوخان للمسلم المسكين هو ناقصة انظروا قوله
ن البخاري لم يتفرد برواية هذا الأثر، فقد رواه غيره كما سيأتي في كلام الحافظ ابن حجر، بل إن البخاري عندما روى هذا الحديث أبهم قول ابن مسعود ولم يصرح به لعلمه ببطلانه ومخالفته إجماع الأمة، ولفظ الحديث في صحيح البخاري برقم (4977): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ح وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ أُبَيٌّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ))، قَالَ: فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
هل فهم احدكم شيئ اهي من القران ام لا
القران غامض وكما قال علي ذو اوجه
يتبع

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد