الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة الكبتاغون حلال والخمور حرام

طارق الهوا

2020 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك أكثر من ستين منظمة مُصنّفة إرهابية تسعى لإقامة الخلافة الإسلامية على الأرض. كلهم على حق والاجرام الذي يمارسوه مبرر بحديث " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر". ومبرر بشكل آخر ينم على نفوس مشوهة بامتياز: "نحن لم نخترع الشر.. جئنا إلى الدنيا فوجدناه".
يعني إلقاء مسؤولية شرورهم على خالقهم. يعني بالعربي المشبرح على الله الذي ألهم النفس فجورها وتقواها. هل هناك إيمان أنقى وأطهر من هذا؟
ليس غريباً على أي منتمٍ لهذه المنظمات أن يروج عكس ما يردده كببغاء، فمرض انفصام الشخصية سمة يصاب الساعون إلى الخلافة والعلماء إياهم بها، لكثرة المتناقضات والمنسوخات والتفسيرات واللامعقول والأساطير. حتى أي قارىء عادي يندهش عند قراءة التفاسير، لأن الكتب عادة تبدأ بهذه العبارة "اختلف المفسرون في كذا..." ومن النادر أن يقرأ الانسان اتفق المفسرون على كذا.
الامر المثير في هذه التنظيمات سواء كانت سُنية أو شيعية أن مصادر تمويلها مشبوهة، بالرغم من دعاويهم الإلهية، وتصل إلى تبييض الاموال والاتجار بالبشر والتستر على مهنة الدعارة "الشرعية" والمخدرات، رغم أن القرآن يحرم المسكرات وبداهة أن المخدرات تقع في هذا التحريم.
سمعنا أن "حزب الله" اللبناني يتربح من التهريب بكافة أنواعه وتبييض الأموال وتجارة المخدرات، ويدّعي أن مصادر أمواله حلال. ونفس الامور عن بوكو حرام وأبو سيّاف الفيلبيني.
ومنذ يومين قامت الشرطة الإيطالية بأكبر عملية مصادرة على مستوى العالم لمخدرات الأمفيتامين أو ما يعرف بحبوب الكبتاغون، صنّعها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وأوقفت الشحنة التي تبلغ 14 طنا وتقدر قيمتها بمليار يورو أوروبي في مرفأ ساليرنو جنوب مدينة نابولي، وأشار الكولونيل دومينيكو نابوليتانو قائد الشرطة المالية في نابولي إلى أنها "أكبر عملية مصادرة أمفيتامين تقوم بها قوات شرطة على المستوى العالمي". ونسى الكولونيل إضافة "وقامت بها جماعة تسعي لإقامة دولة دينية".
وأوضحت الشرطة في بيان "نعلم أن تنظيم الدولة الإسلامية يمول أنشطته الإرهابية الخاصة خصوصا الاتجار بالمخدرات التي تصنع في سوريا، وبات لهذا السبب أكبر منتج عالمي للأمفيتامينات في السنوات الماضية"، وأكدت الشرطة الإيطالية أن مادة الكبتاغون التي تباع في منطقة الشرق الأوسط "رائجة في صفوف المقاتلين للحد من الشعور بالخوف والألم".
تنظيم الخلافة الإسلامية كان صارماً في تطبيق حدود الله، لدرجة قطع يد صبي في الثانية عشرة من عمره لأنه سرق بطارية قديمة أراد بيعها ليشتري رغيفا يسد به رمقه. والتنظيم نفسه يتاجر في المخدرات التي تتسبب في تدمير خلايا الانسان، ويتعاطاها مقاتلوه للحد من الخوف أو لتخدير ما تبقى من بقايا ضمير.
طموح المصابين بانفصام الشخصية لن يتوقف سوى بإعلان الخلافة على كل بقاع الأرض، وتدمير كل الحضارات التي لا تشبه فقههم، ولهم في كل قارة فروع لكن الدول لا تأخذ الامر على محمل الجدية، وهم يفعلون ما يحلوا لهم في الدول الاسلامية طالما لا يتصدامون مع الحاكم، أما المجتمعات الغربية التي أصيبت بالغباء بسبب حريتها الزائدة عديمة المعنى والقيمة، فترى فيهم تنوعاً يغني حضارتها، والديمقراطيات تحميهم من كل أذى.
هل هناك أكثر وقاحة من ممارسة الاجرام لإقامة دولة دينية؟ نعم. بلطجة أردوغان ولها مقال آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran