الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن - العلم - العلمانية /11

خليل صارم

2006 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القرآن – العلم – العلمانية /11
حوار مع المجتمع :
نتابع حسب الترتيل . أي تسلسل ورود الآيات الصحيح . وكما قلنا سابقاً . لنتمكن من فهم الغاية أو الهدف . ذلك أن السور حسب الترتيل تمهد لتوضيح بعضها بعضاً بخط تصاعدي منهجي اكمالاً للمفهوم .
- بعد الكوثر نصل الى سورة التكاثر التي تليها في النزول ويبدو أننا في قلب علم الاجتماع و علم النفس وربما وهو الاحتمال الأرجح مايتعلق بالبيئة والاستهتار بها لصالح أمور لاتتعدى المصالح الخاصة والنظرة الضيقة بشكل مخالف لسنة الطبيعة والكون فهذه السورة تدل على أنانية الانسان وغريزة التملك فيه
( ألهَكم التكاثر * حتى زرتم المقابر ) بدلاً من اعمار الأرض وفعل الخير لصالح الانسانية وتوفير الحياة الطبيعية توجه الانسان باتجاه مصالحه الخاصة على حساب البيئة وهذا ماسنراه في خاتمة السورة . وهناك احتمال آخر يتجلى في استنزاف الموارد الطبيعية وبشكل أناني لغاية أن تصبح الحياة غير قابلة للاحتمال .وهذا يلي بعد التكرار في معرض التأكيد . ويدل على عدم التبصر بالنتائج . أو العلم بعد فوات الأوان ( كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون * كلا لو تعلمون علم اليقين ) . اذاً فالعلم المسبق بالنتائج والتبصر بها يقي منها ومن انعكاساتها السلبية على الحياة وهل زيارة المقابر تعني الا حالات من الموت الجماعي والقضاء على الحياة . أما العلم بعد فوات الأوان وحصول النتائج السيئة فهو لايفيد شيئاً . اذاً فنحن هنا في علم اجتماع كامل يطالب ببحث الوقائع والتبصر في العواقب قبل حلولها لأن مخالفة ذلك سيؤدي الى نتائج مهلكة ( لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين ) ونسأل هنا .. كيف ستتحمل شعوب الأرض النتائج المهلكة عن تلوث البيئة التي تتسبب بها أمريكا وترفض الدخول في معاهدات للحد من التلوث مع أن العلماء قد أوضحوا النتائج المهلكة التي ستعاني منها الانسانية . وعندها تكون الانسانية قد خسرت النعيم الذي كان متوفراً للجميع والذي أهدر بسبب الأنانية وعقلية الاحتكار والسيطرة واستنزاف الموارد . *( ثم لتسئلن يومئذ ٍ عن النعيم ) .
- هنا نسأل هؤلاء المتشددون ومن يسمون أنفسهم برجال الفقه .. ماذا لو توجهوا بهذا المنحى في فهم القرآن الكريم للبشرية ؟ ماذا لو عملوا على تبصير البشرية بالنتائج المهلكة لسياسة أمريكا والعقليات الاحتكارية للشركات عابرة القارات أليس بأفضل من البحث في من هو المؤمن ومن هو الكافر واغراق الناس بتفاصيل لامبرر لها عن أيهما حلال وأيهما حرام في دخول الحمام والتعري في فراش الزوجية .. وربما غداً سيتحدثون عن الألوان لسروال المرأة والبستها الداخلية أيها حراماً وأيها حلالاً . .؟؟
- نبقى في الجانب الاجتماعي ومع سورة ( الماعون ) حيث تتضح حقيقة ومعنى الدين وهو غير المفهوم السائد وإغراق الناس في الشكليات التي ابتدعها رجال الدين
( فقهاء السلطة ) والتي قصد منها الهاء الناس بالقشور وإدخالهم في صراعات مذهبية تسببت في تقسيم المجتمعات وتخريبها ومنعها من التطور مغرقة اياها في ظلمات التخلف والجهل والخرافة . وهذه السورة تنقض كل روايات فقهاء السلطة ..
( أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم * ولايحض على طعام المسكين *)
إذاً فالذي يكذب بالدين هو من لايحمل في قلبه أية رحمة أو علاقة بالإنسانية ..هو الذي يخالف المنظومة الأخلاقية . وليس ذلك الذي يتمسك بالشعائر على حساب المضمون لأن الآيات التالية تؤكد ذلك ( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون* ويمنعون الماعون ) اذاً فليس كل من صلى مؤمن .. والنص يقول *ويل للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون * والسهو عن الصلاة لايعني تركها كما يتنطع فقهاء السلاطين ويقولون . بل السهو عن الصلاة تعني البعد عن الحالة الانسانية لأن هؤلاء هم من يراؤون . والمرائي هو الذي يتظاهر بالشيء ويفعل عكسه ولاتقال لمن لايصلي . والتهديد اذا ً موجه للمصلين وليس لغيرهم ذلك أنهم قادرون على خداع المجتمع بتظاهرهم بالإيمان ( لاحظوا أن فقهاء السلاطين وفقهاء التشدد والظلام والتكفير ينادون بالويل والثبور لتارك الصلاة فقط ) لأن همهم ينحصر في أعداد المصلين أي تابعيهم الخانعين لهم . ولم نلاحظ أنهم يهتمون في البعد الأخلاقي الإنساني عبر التاريخ وحتى هذه اللحظة . إن المطلوب عندهم أعداد المصلين بما فيهم المراءون .وقد أكدت الآية أن المراؤون هم الذين يقفون بوجه الحالة الانسانية وتضامن المجتمع * يمنعون الماعون. فأي إيمان هذا الذي لايكون مشفوعاً بحالة إنسانية متكاملة ومنفعة للخلق دون تمييز كما أراد الله ورسوله . اذا فشعائر الصلاة ليست حقيقة ً هي مقياس الإيمان ..؟ ولكن الحالة الانسانية هي مقياس الإيمان الصحيح .
- ونسأل الآن .. اذا كانت الحالة الإنسانية الراقية في التعامل بين البشر وفق منظومة أخلاقية متكاملة .هي حقيقة الإيمان الفعلي. إذا ًفكيف يمكن أن يختلف مع العلمانية .. أليست العلمانية تعني فيما تعنيه إظهار الوجه الإنساني النبيل للدين ( أي دين ) بعيداً عن روح التعصب الأعمى والحقد التي ينشرها أولئك المراءون ..؟اذاً فالتهديد جاء للمصلين *الويل للمصلين * الساهون * المراؤون* والمصيبة أن هؤلاء هم تماماً من يكفر الآخرون ويتوجهون بالشتائم هنا وهناك وتهديد القوى الانسانية المؤمنة بالخير والانسان . ويزعمون أنهم المؤمنون . مالكم كيف تحكمون . ألا ساء ماتحكمون ؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنحدر من أصول يهودية.. كل ما قد تود معرفته عن كلوديا شينباوم


.. 96-Ali-Imran




.. 97-Ali-Imran


.. 98-Ali-Imran




.. 99-Ali-Imran