الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاحل لأزمة الكرد السوريين الا بالمؤتمر الجامع

صلاح بدرالدين

2020 / 7 / 6
القضية الكردية


متابعة للتسريبات الإعلامية بشأن مايزعم عن دور يناط بالسيد – مظلوم عبدي – من جانب المحتل الأمريكي بسوريا وتهيئته للقيام بخطوات قيل انها ستسهدف رفاقه من أعضاء ب ك ك المتواجدين بسوريا ودفعه للاتفاق مع الأحزاب الكردية الأخرى وتوضيحا لاهداف الدعاية الإعلامية النشطة هذه الأيام التي ترشح السيد مظلوم – منقذا – أقول :
عملية انقاذ أي شعب أو بلد أو جماعة أو حركة أو حزب تتطلب توفر الشروط الذاتية مثل اجماع الغالبية على التعاون في تحقيق الهدف المنشود وتوفر المشروع السياسي الواضح الذي يحدد الجدوى والسبب والمقصد النهائي ووجود قيادة جماعية منتخبة شرعيا من خلال مؤتمرات ولقاءات من الغالبية الشعبية تحتضن المرشح " المنقذ " ( مجموعة كانت ام فردا ) في البلد او المنطقة او الموقع الذي يحتاج الى الإنقاذ والتمتع بقدر من الاستقلالية في اتخاذ القرارت أما الشروط الموضوعية الواجبة توفرها فمنها تتعلق بمسألة التفاعل مع المحيط القومي والوطني وعدم التعارض مع مسار مواجهة الاستبداد والحراك الوطني الديموقراطي وعدم الارتباط مع ارادات وأجندات خارجية لاتحظى بقبول الغالبية .
على حين غرة باشرت وسائل اعلام معينة منها مقربة من – ب ك ك – وأخرى تدار من مؤسسات في إقليم كردستان العراق في كل من السليمانية وأربيل بتلميع صورة السيد – مظلوم كوباني – قائد – قسد – بل وأطلقوا عليه صفة – الجنرال – تعظيما لدوره وشخصيته من دون أن يطلع عامة الشعب على مزايا الرجل وأفضاله على الكرد السوريين وحركتهم وماحققه لصالح الشعب السوري ومن ضمنهم الكرد واذا كانت محاربة – داعش – محل اجماع ومشاركة معظم القوى المحلية والإقليمية والدولية فانها تسجل كانجاز عظيم – لقسد – أيضا والامر الوحيد الذي ارتبط باسمه هو دعوته – الفضفاضة - لاتفاق الأحزاب الكردية على بعض المسائل البينية بينها والتي وبالرغم من رعاية الجنرال الأمريكي – روبيك – لاجتماع ممثليها منذ أسابيع في القاعدة العسكرية بالحسكة وتعهده بوضع مبلغ كبير من الأموال في عهدة الاتفاق ان ابرم لم يرشح عنها الا بيانا يتيما كل مافيه ابداء نوايا ( الاتفاق على الاتفاق ).
بعيدا عن أية شخصنة لموضوعنا ومع كل التقدير للجوانب الإنسانية لشخصية آي فرد يرد ذكره في هذه المقالة فاننا وبناء على تجربتنا الطويلة في النضال السياسي الكردي السوري بشقيه القومي والوطني واختبارنا الدقيق لمسار ب ك ك المعروف عنه أنه غير محصن أمام اختراقات معظم أجهزة المخابرات في الدول الأربعة التي تقتسم الشعب الكردي خاصة في الأعوام التسعة الأخيرة وماقبلها حذرون جدا من سلوك هذا الحزب بشأن عبادة الفرد والتعامل بمفهوم عسكري متكتم مع خيوط التنظيم وسهولة رسم الهالات ثم حجب الثقة من أي مسؤول عندما تقرر القيادة العميقة بل تصفيته في الحال .
لذلك أقول لاثقة اطلاقا بكل ما يصدر من أوساط ب ك ك وماكينته الإعلامية حول ممثليها السابقين واللاحقين في أجزاء كردستان ولا ننسى كيف تعاملت مع السيد – أحمد تورك – وخلفه ومع السيدة – ليلى زانا – ومع – كمال شاهين – ومع أتباعها في أحزابها الشكلية بكردستان العراق وكردستان ايران والآن في ساحتنا لذلك ادعو الى المزيد من الحذر في تقييمنا ورؤيتنا وتقديراتنا لهذا الموضوع الذي قد تغلب فيه العاطفة المشروعة تجاه الأهداف السامية على الوقائع والحقائق التي قد تكون صادمة بعد حين .

السؤال الآن هل حصل خلاف فكري وسياسي بين مظلوم وبين قادته ومعلميه ؟ وان حصل ماهي أو جه الخلاف ؟ وعلى ماذا يختلفون ؟ مظلوم لايختلف من حيث النشأة عن الآخرين فهو الذي نهل ثقافته في كهوف قنديل وتتلمذ على أيدي قرايلان وبايك وصبري اوك ، مقياس الحقيقة هو أن ينفذ مظلوم ومن معه ( هذا ان صحت التسريبات الأخيرة عن تحالفه – المنفرد - الجديد مع الامريكان وتورطه في قلب ظهر المجن لقيادته المركزية بقنديل والمساهمة بطرد غير السوريين واستعداده لنقل البندقية الى كتف آخر ) جملة من الخطوات حتى نقتنع أنه بصدد المراجعة الحقيقية ومنها :
أولا – عليه أولا وقبل كل شيء ان يراجع ماضيه بقطع الصلة الآيديولوجية والتنظيمية والسياسية من – ب ك ك – قولا وعملا وكشف جميع الملابسات التي رافقته خلال تواجده في صفوفه والاعتراف بما شاهده من اعمال انتقامية بحق معارضي مركز الحزب بقنديل وخنق المعارضين وفضح علاقات الحزب مع أجهزة أنظمة الدول المقسمة لكردستان وخصوصا العلاقات القديمة مع نظام الأسد ثم مع ايران والحديثة بعد الثورة السورية اعتبارا من اتفاقية ( آصف شوكت – قرايلان ) ومضمون تلك الاتفاقية بمايتعلق بالوضع السوري والموقف من الثورة والأطراف الكردية السورية .
ثانيا – الانطلاق من مصالح الكرد السوريين والولاء الكامل لهم والحفاظ على الشخصية الوطنية الكردية السورية واستقلالية قرارها مع السعي لتصحيح العلاقات الكردستانية وبنائها من جديد على أسس سليمة عمادها التنسيق والعمل المشترك من دون التدخل بشؤون البعض الآخر .
ثالثا - اذا كان يسعى فعلا الى المساهمة في انقاذ الكرد السوريين فعليه قبول مشروع إعادة بناء الحركة الكردية السورية واستعادة شرعيتها ووحدتها وتحقيق المصالحة من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع بمشاركة الغالبية الوطنية المستقلة إضافة الى ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكما أرى فان مثل هذا المؤتمر وبالمواصفات التي أشرنا اليها سيكون بمثابة حبل النجاة أيضا لكل من يرغب في المراجعة ونقد الذات وسيضع حدا للوسائل الأخرى العنفية في تصفية الحسابات بين أجنحة الأحزاب المسلحة منها على وجه الخصوص .
رابعا – وضع جميع الملفات ذات الأولوية أمام المؤتمر المنشود لدراستها والبت فيها وإقرارها وبينها ملف العلاقات مع الشركاء السوريين ومكوناتهم وحركاتهم الديمقراطية بطريقة مختلفة عن السابق وبكل صراحة ووضوح من أجل العمل سوية لاسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وبناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية وصياغة الدستور الجديد الذي يضمن حقوق الجميع ويطمئن الجميع ويثبت مبادئ حل القضية الكردية والشراكة بين الشعبين العربي والكردي ومختلف المكونات الوطنية .
خامسا – تسليم مصير جميع – التشكيلات العسكرية – ذات الطابع الكردي باعتبارها جزء من الحركة الوطنية الكردية السورية الى القيادة المنتخبة من المؤتمر من اجل إيجاد الحلول المناسبة على ضوء ماسيحدث لجميع التشكيلات العسكرية في الجغرافيا السورية ومصير الحل السلمي مع الاخذ بعين الاعتبار ضمان سلامة ومستقبل منتميها .
سادسا – مراعاة الخصوصية الكردية السورية وتقاليد حركتها العريقة المبنية على الديموقراطية واحترام الآخر المختلف فكريا وثقافيا وسياسيا والحوار السلمي لحل المشاكل وقبل هذه وتلك وفي المقدمة القيادة الجماعية وليست على عبادة الفرد أو تفضيل منطقة على أخرى ولنا في تجربة ( الاتحاد الشعبي ) مثلا صالحا حيث القيادة الثلاثية في الهرم الأعلى كانت من المناطق الثلاث : ( عفرين – كوباني – الجزيرة ) وانعكس هذا الترتيب على مختلف الهيئات القيادية .
سابعا – تحديد الأولويات والعداوات والصداقات واعتبار العدو الأول والاساسي للسوريين جميعا وللكرد خصوصا نظام الاستبداد وعدم توجيه المعارك السياسية وخلافها الى أطراف وجهات أخرى بناء على رغبات خارجية أو أجندات سرية تخدم سياسات القوى المحتلة والمعنية بالملف السوري أي بصريح العبارة ابعاد الكرد عن أدوار أذرع محلية لخدمة القوى الكبرى أو مايطلق عليه البعض ( بنادق للايجار ) فذلك يناقض قيم حركتنا وكرامة شعبنا .
ثامنا – فك الارتباط عن جميع المحاور المعادية لإقليم كردستان العراق والحزب الديموقراطي الكردستاني ورئيسه كاك مسعود بارزاني خاصة ( مجموعة لاهور طالباني ) وتوابعها من حزيبات في القامشلي وانسحاب المسلحين الكرد السوريين من سنجار ووقف كل الحملات الإعلامية ضد أهم تجربة كردية واعدة في العصر الحديث وهي التجربة الفيدرالية بكردستان العراق .
تاسعا – نحن نعلم أن كل مانسمعه ونتابعه يوميا من مبالغات بشأن مزايا هذا ( الملاك المنقذ - غودو ) صادر من جهات لها مصلحة أو من ( المنقذ ) الافتراضي وتلامذته أو من مجموعات وأفراد كرد سوريين كانوا جزء من ب ك ك وخدموا عبدالله اوجلان في اقامته الدمشقية اكثر من عقد من الزمن والبعض منهم تواروا أو تساقطوا أو لوحقوا لاسباب أمنية ومالية والآن يرون الفرصة سانحة للظهور مجددا تحت عباءة ( آبو ) جديد بنسخة مستحدثة لذلك علينا مرة أخرى الحذر والحيطة حتى يعلن ( المنقذ ) عن نفسه وبرنامجه ويرد على تساؤلاتنا أعلاه بشفافية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة إيجاز – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة محتومة في


.. العراق يرجئ مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام أو المؤبد على الع




.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم


.. إسرائيليون يتظاهرون عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن لمنع




.. الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا