الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب لك تنحني الجبال من مراثي الأحبة الجزء الثامن

بلقيس الربيعي

2020 / 7 / 6
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


تحية للرفيق الشهيد الدكتور ابو ظفر



سمعت عن الرفيق الشهيد عندما وصل الى مقر كوماته في منطقة بهدينان , حيث تحدث الرفاق الذين كانوا ضمن مفرزته عن دوره وطيبته وتحمله ومبادراته أثناء المجيء والعبور من سوريا الى العراق .
لم أتعرف عليه بشكل جيد ولكننا نلتقي أحيانا من ضمن ندوة عامة أو حفلة بالمناسبة تقيمها السرية الاولى أو الثانية أو فصيل المقر , وهذا قبل نزوله الى مفرزة زاخو ( سرية 47 ) وهي السرية التي تأسست في أذار 1981 في ذكرى السابعة والاربعين لتأسيس الحزب وكنت أداري السرية في وقتها .
عمل النصير الطبيب في الطبابة مع بقية الاطباء وخريجي المعاهد الصحية وخريجي الصيدلة وغيرهم من المهتمين في هذا المجال , غرفة الطبابة كانت تقع على نهر الخابور وكانت تعالج العديد من الانصار والبيشمه ركة والاهالي من القرى المحيطة بنا من تركيا والعراق .
وقد نال هؤلاء الاطباء الاحترام والتقدير من قبل أهالي هذه القرى والحزب الديمقراطي الكردستاني لما يقدمه من خدمة جليلة للناس .
أثناء لقاءاتنا المتكررة مع الرفاق والاصدقاء يطرح البعض أسلوب الرفيق أبو ظفر في الحديث الممتع والجميل أما في الاجتماعات الحزبية فهو الجرئ والثائر و يطرح أمور بحس ثوري مهمات تحتاج أخذ قرار على مستوى عال , ومع كل طروحاته هذه فهو يتمتع بحزبية عالية الالتزام .
كما يتمتع الشهيد الطبيب بذكاء و بـ ( شطاره كبيرة ) وكانت تجربتي معه عندما طلب مني ( منشارين حديد ) للاجراء عملية لقطع أصابع قدم الرفيق أبو حازم , حيث كان مصاب بالكنكرينية وبالفعل سلمتها اليه حيث قال لي سوف أعقمها لانه بعد يومين أو أكثر سوف نقوم بهذه العملية الجريئة .
فهو الطبيب الواعي والدارك لعمله ومدى الصعوبة التي سوف يواجها , وبرغم عدم توفر المستلزمات الضرورية من (( مخدر ومعقم وأبر وقطن وضمادات كافية )) الا أن العملية نجحت بجهود الدكتور أبو ظفر
أما المريض فكان صبورا وتحمل بشكل لايطاق .
كانت العملية بطولة بحد ذاتها .
فتحية للشهيد الطبيب الجسور ( أبو ظفر ) .


النصير : فيصل الفؤادي ( ابو رضية )




ابو ظفر شخصية معبئة بكل الخصال النبيلة

الشهيد ابو ظفر داهية في ميدان الشجاعة ، ولديه رصيد غزير من القابليات على التمازج مع صعوبة الحياة وخشونتها وعنفها ،وهو لايعرف الجزع أو اللامبالاة. تراه شامخا ومتفاعلا معظم الوقت ، يتبادل الأحاديث الودية مع جماهير القرى ويتبادل معهم الفكاهة ويسأل عن معاني لكلمات اللازمة لتستقر في دفتر ملاحظاته . كان يطفح بالمعنويات العالية والتفاؤل بالمستقبل .نذكر له تألقه اثناء تنفيذ عملية قطع الشارع العام بين سحيل وزاخو . الدكتور ابو ظفر شخصية معبئة بكل الخصال النبيلة ، ليس فقط كطبيب قدير ومثابر ، بل كان مقاتلا مقداما ومرحا وحائز على علاقات رفاقية متميزة مع الجميع .

النصير : سلام فواز العبيدي








الدكتور ابو ظفر في الذاكرة ابدا......



رغم قصر فترة عملي مع الشهيد د. ابو ظفر في صفوف الأنصار في كردستان إلا أني لازلتً احمل ذكرى طيبة عن الطبيب المتواضع والمتفاني لخدمة رفاقه . عندما غادر في إجازة للقاء عائلته في اليمن ، ترك لي كتابا طبيا لازلت احتفظ واعتز به رغم قدم المعلومات الطبية فيه ، وقد طاف معي في المنافي حتى استقر بين كتبي في السويد . لقد جمع ابو ظفر انبل مهنتين هي الطب والشأن الوطني . غاب عنا ابو ظفر جسدا ، لكنه باقٍ في ذاكرة كل من عرفه و اذكر حين مررت في مدينة السماوة في تسعينيات القرن الماضي ، كنت اتخيله في كل شارع أمر فيه وانه سيستقبلني في مدينته الباسلة .
ابا ظفر انت حي في قلوبنا ، حاضررغم الغياب .

النصيرة : الدكتورة ساهرة


ابو ظفر رمزاً للإنسانية

لا يمر يوم دون أن نتذكر شهدائنا الذين ضحوا بارواحهم في سبيل قضية الشعب والوطن . وهنا اود أن اتكلم عن رفيق لا تفارق الأبتسامة وجهه السومري ، انه الشهيد الدكتور ابو ظفر . كان يتحدث كثيرا عن الحب ويتحدث عن لقائه الأول بحبيبته وعن مسيرة حبهما الخالد.احيانا نجلس نرتشف الشاي في اوقات الأستراحات وننطلق في امنياتنا عندما يسقط النظام الفاشي في العراق ونسأل ابو ظفر عن امنيته يجيب بسرعة : " اريد ان اراها ، حبيبتي ام ظفر ، ان التقي بعائلتي الرائعة ولا اريد شيئا آخر ... " وكان يتبادل احاديث الحب مع ابو نهران ، وكان الأثنان قطبين رائعين في خلق اجواء الفرح بين الرفاق بنكاتهما المرحة التي تنسي المرء همومه . حين كنت اعمل مع الشهيد ابو ظفر في مفرزة زاخو ، كانت احاديثنا رسمية وخاصة في الإجتماعات لكنه دائما يقول لي :" ابو شيركو عندما ننتهي من الأجتماع نحجي غير حجي ." ويبتسم إبتسامته العريضة مما يدعني أتسائل مع نفسي" هل هذا الرفيق المتواضع والأبتسامة تعلو وجهه السومري على الدوام طبيبا ام مسؤولأ ؟ " كان بعضنا يتمارض من اجل ان تسنح له الفرصة ليتحدث مع ابو ظفر.لقد اصبح الدكتور ابو ظفر رمزا للأنسانية . رغم انه لا يجيد اللغة الكردية ، لكن بطيبته وتواضعه استطاع ان يكسب حب سكان القرى الذين لا يتوانى في تقديم المساعدة لهم .
من المواقف الطريفة التي حصلت لي في كردستان يوم جاءني الشهيد ابو ظفر واخبرني بأني على موعد مع لجنة حزبية لمحاكمتي . استغربتُ للأمر وقلتُ له بعصبية : " رفيق حتى هنا في الجبال وقبل ان نستلم السلطة عندنا محاكم فكيف سيكون الأمر بعد ذلك ؟ " فقال بهدوء: " وصلنا خبر انك لا تريد العمل مع ابو محمود لأنه عريف إعاشة ولا يصلح لقيادة المفرزة وليس لديه امكانيات عسكرية . "واجبته : " صدقني يا رفيق باني ما راح امشي وراءه ." ضحك وقال : " لا يا رفيق شلون هيجي احنا مو عسكر وجيش ، احنا أنصار وقلتُ له : ” وبيشمركة يعني اضرب واهرب ، اليس كذلك ؟ “ ثم جلس بجانبي وبطريقته الرائعة في الحديث ، إستطاع أن يمتص غضبي ويقنعني بترك المفرزة والعمل مع ابو محمود : إنه بحق مثالأ للإنسانية .
سيبقى الشهيد البطل ابو ظفر ، الطبيب المتواضع والمتفاني لمساعدة الآخرين في ذاكرتنا على مر السنين .

النصير : ابو شيركو




الى ام ظفر


.. كان ابو ظفر من النخبة التي وهبت الحياة للآخر وضحت بنفسها . هولاء بشر من الطراز الأول بنكران ذات . ما أثمن ما تمتلكين من إخلاص ووفاء لهولاء القديسين من اجل حياة افضل! من شهادته هناك في الأعالي حيث النهر والجبل . كانت واقعة تراجيدية تذكًرنا بواقعة الطف ، فكلاهما كانا يكافحان من اجل الفقراء والمعدومين والمهمشين . لكِ مني كل الفخر والإحترام وانحني لكِ ولهذا الوفاء الجميل .

احمد السيد علي






الدكتور ابو ظفر.. الغائب الحاضر

الشهيد الدكتور ابو ظفر من الأشخاص الذين لا يمكن نسيانهم ، فهو حي في ذاكرة كل من إلتقاه وعمل معه لإنسانيته الفياضة وله حضور دائم في قلوبنا .من ضمن المواقف الإنسانية والتضحية التي لازلت اتذكرها يوم عبورنا الخابور . في خريف 1983 كنتُ ضمن مجموعة من الرفاق وبينهم الشهيد الدكتور ابو ظفر ،وكان متوجهاً للقاء عائلته في عدن .
كانت ظروف عبورنا صعبة للغاية والجميع متوتر ماعدا ابو ظفر . فقد كانت الإبتسامة لا تفارق وجهه ونكاته المرحة تضفي جوا من المرح وتخفف من معاناتنا وسط الجوع والأمطار الغزيرة . كانت معنا في المفرزة عائلة كردية. كانت الأم تحمل طفلها الرضيع والأب يحمل الطفل الثاني . كان الشهيد ابو ظفر يسير خلف هذه العائلة . كانت مناسيب النهر عالية والأمطار غزيرة، فسقط الرضيع من يد امه .
صرخت الأم ، وحين سمع ابو ظفر صرختها ، قفز الى الماء في محاولة لإنقاذ الطفل . غطس عدة مرات لينقذه لكنه لم يفلح . وبسبب سرعة جريان النهر إستدار الكلك وكسر احد أضلاع ابو ظفر ، وتوجب عليه البقاء في
القامشلي لأكثر من اسبوع ليتماثل للشفاء قبل سفره الى عدن .
ابا ظفر الغائب الحاضر لم تبخل بدمك من اجل أن يبقى العراق حراً . ستبقى شمعة تضيء ليل العراق .

النصيرة : ام رحيل ( نادية )


يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي