الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الخطاب الأمازيغي سؤال محرج

محمد أسويق

2006 / 6 / 25
المجتمع المدني


تشهد الساحة الثقافية المغربية طفرة نوعية على مستوى الخطاب الامازيغي الذي ساهم في تأسيس بوادره عدة فعاليات وتنظيمات مدنية مستقلة عن كل التلوينات السياسية السائدة والتي اعتبرت أن لا ديمقراطية بدون إنصاف الامازيغية وإحداث القطيعة مع التمييز بسبب اللون او الدين او اللغة
ولم تكن تسعى من وراء خطابها الجديد بالتعريف بنفسها أو طرح بديل عن باقي التنظيمات السائدة أو الإجابة عن كل التساؤلات التي تطرحها التجربة الراهنة.. بقدرما لم تكن تتوخى غير المساهمة من موقعها المتواضع في تفعيل الإنتقال الديمقراطي والإنفتاح على أفق الحداثة الذي سيحرركل الخطابات من الأصولية والارتودكسية و هوالاسلوب الوحيد لوقف العنف والتعايش خارج الأفكار الإنغلاقية والظلامية
من هنا كان الخطاب الأمازيغي في صيغته العمومية خطابا نقديا ضد مجموعة من الأخطاء القاتلة التي لاتقر بالاساليب الحداثية في الحياة الإجتماعية والممارسة من قبل التيارات الحزبوية ذات النزعة العروبية وبعض الجمعيات المفبركة التابعة لها ذات التوجه المخزني العروبي التي تمارس التسلية بمال الشعب بدل التفكير في مصير ملايين المواطنين الذين يعيشون على عتبة الفقر. مما اظطر الخطاب الامازيغي أن يفكر في كيفية الإحتجاج الحضاري ضد الإقصاء الممنهج من طرف التحالفات السائدة التي قادت البلاد ‘لى موت حقيقي
مماكان البحث عن الإنصاف التاريخي جوهر الطرح الديمقراطي الذي حمل مشعله الامازيغ المظطهدين وكانت مبادئه الاساسية تنطلق من مرجعية أساسية فحواها الآني والمستقبلي: إعادة الإعتبار للإنسان والمجال والتاريخ والهوية والثقافة واللغة.....دون ميز يذكر لتصحيح المسار السياسي والتاريخي الذي موقعته المفاهيم العروبية خارج سياقاته الموضوعية وبنياته الفكرية التي تستمد مرجعيتها من العرف الإجتماعي الذي علمنا الإشتراكية قبل الماركسية اللينينية
والمنطلق الفكري لهذا الخطاب لاتخرج عن الحداثة والديمقراطية والتصورات الواقعية التي تستهدف إقالة الفكر الشعبوي وإقامة المجتمع المدني كفضاء للإختلاف والتعبير الحر الذي هو امر مستبعد عند العروبيين البركماتيين الفاشلين
من هذا المنطلق الإنساني كانت تتسع خريطة الخطاب الامازيغي في صفوف الجماهير التواقة لإنعتاق والحرية وهو خطاب لا علاقة له بالإيديولوجية التي لا تخدم الإنسانية ولاترعى السلام الاممي . وهذا جد بين في بياناتها وتوصياتها. مما يمكننا القول على أن الخطاب الامازيغي جزء من الحركة الحقوقية والنضال الديمقراطي نظرا لطبيعة مطالبها المرتبطة بالإنسانية الكونية والإنسانية المحلية إن جاز القول فهو خطاب وطني شامل وليس طائفي او إقليمي مادامت الامازيغية موجودة على امتداد كل الوطن
فكل من استبعد حضوره منذ عقود من الزمن هو ازمة تفكير عند أهل الحل والعقد الذين لا يقرون بالآخر ومثل هذه الممارسات لاعلاقة لها بالوطنية كشعار تستخدمه الفئة المحتكرة لمراكز القرار السياسي كل مرة والذي لا وجود لبعض نفحاته على مستوى الإجرائي ليبقى توظيفه اسلوب ايديولوجي لتبرير القمع المادي والرمزي امام المنظمات الحقوقية وتلميع الوجه امام صندوق النقد الدولي المهووس بالسلم الإجتماعي
قلنا إن مفهوم الوطنية عند الخطاب الامازيغي ينطلق من الإنسان لا من السياسة من الإقرار لامن الإقصاء اما ماهو سائد من الثقافة الوطنية عند المخزن والاحزاب السياسية أمر محتاج في غاية الاهمية لتصحيح مايجب تصحيحه لأن استبعاد واقصاء أهم مكونات المرجعية التاريخية والهوياتية لتاريخنا لا يخدم الوطن في شئي بل يهدده ويهدمه
لذا فالثقافة الوطنية غبر محترمة اطلاقا وغير موجودة في الاماكن المقدرة والمحترمةمثل الكليات والاعلام والقضاء و مفهوم الوطنية عند الاجهزة الرسمية والحزبوية هي ثقافة الاحادية الجانب التي أقصيت باقي المكونات التاريخية كما هو سائد اليوم. وهو مايتعارض مع القوانيين الدولية ولا يخدم سوى التفكيرا لشعبوي والنخبوي والإنغلاقي الذي لا يخدم غير الأصولية والظلامية مادام يناور لتسييد الفكر البركماتي السلطوي الذي لا يحتمل التعدد والإختلاف الذي هو مبد اساسي عند الخطاب الامازيغي
أما مفهوم الوطنية عند الخطاب الامازيغي فهو احترام لقيم الإنسانية والديمقراطية وتجاوز التفكير المتحجر والذاتوية ومنح الفرص للتحاور والتعبير والإنصات للآخر والقبول برأيه والإيمان بالنسبية واعتبار الإنسان كائن قادر على ارتكاب الاخطاء وليس معصوما أونبيا
لذا لا داعي لتقديس الأنا حد النرجيسية لأن الآخر بهذا الشكل لا يرى فيه غير الإستبداد والجلاد والسجان فالنسبية إذن شيئ ضروري في المجتمع المدني كي يساهم كل واحد من موقعه دون اكراه أووصاية أو اختزال لان الوصاية قمع قبل ان تكون تمثيلية ولا تكون إلا على القاصر ذهنيا وعمريا . وتجاوز هذا التخلف يبدأكما سلف الذكر باحترام القيم السامية لإنسان كيفما كان لونه او اصله والإقراق بباقي المكونات المؤسسة للمرتكز التاريخي أهم ما سيوضح
من نحن وهل هناك ما يجمعنا بالوطن والوطنبة
أم الامر مراوغة لربح الوقت وحماية المصالح الشخصية
إن الخطاب الامازيغي فعلا خطاب ديموقراطي حداثي بامتياز ينبذ السلفية والديمقراطية المركزية والستالينية في رداء ماركسي فهو يمتلك المرجعية الفكرية المستمدة من تارخ عريق وجد قبل التاريخ كما تشهد الدراسات الاركيولوجية . ويمتلك تصور استراتيجي مرجعي للإسهام في تخليق الحياة العامة في نشأت المجتمع المدني الذي يعتمد الديمقراطية واحترام الآخر فكراكان او إنسانا . وينطلق من تجارب ايجابية كرستها البشرية في مختلف بؤر التوتر سواء في جنوب افريقيا الجزائر.
كما يعتمد العقلنة والعلم والعلمانية والمادية التاريخية في التحليل الموضوعي للأشياء والاساليب الحضارية في تفعيل الصراع
وعلى هذا الاساس فللخطاب الامازيغي مشروعية تاريخية مادام يمتلك التصور والمرجعية والبرنامج والإستراتيجية وجهاز مفاهمي خاص للقراءة والتحليل نجده في الكتابات والبيانات والتوصيات
وحداثي مدام يعتمد الإنفتاح على الجماهير ونقد الذات بشكل إزدواجي . وينبذ الزعامتية التي أقبرت مع عبد الناصر .
وان توسع قاعدته الجماهيرية هي من سيمثل مرجعيته النضالية ويغني تراثه التاريخي . وهذه الجماهير لن نكسبها إلا بالإستشارة والإستماع لها واشراكها في صياغة القرارات المصيرية واستبعاد أساليب الكوالس والمصالح وتفعيل الشفافية والدفاع عن حقوقها وليس المتاجرة بمصلحها واستغلال حماسها حتى لا يفقد الخطاب الامازيغي مصداقيتة وحتى لا نحرف ما أسسناه بالغالي والنفيس
فكل ديمقراطي وحداثي في التفكير والمعاملة هو حليف استراتيجي للخطاب الامازيغي لا يهم نسبه أو وطنه هكذا يقر هذا الخطاب الذي ساهم في بلورته مثقفون نزهاء وأكاديميين وطلبة ومبدعين وفنانين وجمعويين عانوا من مضايقات الفكر الوحيد المستبد بحرية الرأي والتعبير سواء في الشارع أو داخل التنظيمات الذيلية للمخزن أو للعروبة. وكل حركة بدون تبنيها لأمازيغية هوية وحضارة حركة لا وطنية بكل المعايير الإنسانية والحقوقية
فهل تتخلى الأحزاب المغربية عن ايديولوجيتها السلفية والارتودكسية وتلج البعد الحقوقي للقضية الامازيغية من مرجعية حقوقية وليست سياسية. تلك هي مجموع الإشكالات التي سنناقشها مستقبلا
وإن كان الخطاب الامازيغي لايطرح نفسه بديلا عن أحد فمن سيتعاون معه لتحقيق الإنتقال الديمقراطي وكيف سنجعل من الصراع الطبقي و الحقوقي والثقافي والديمقراطي لحمة لتحقيق المجتمع المدني ودولة المؤسسات
وطبعا هذا لن يتأسس إلا بتجاوز الخلافات والتحرر من شوائب الذات القاتلة لأن في الحقيقة نختلف ذاتيا أكثر مماهو سياسيا لأن كل الذين يمثلون المجال السياسي أغبياء بلداء حسب الإطلاع. وهذا هو السبب الرئيسي في الفشل الذريع الذي وصل إليه المشهد السياسي بالمغرب الذي لم يحترم الخصوصيات الثقافية واللغوية والتاريخية
وكل من يعرقل هيكلته النتظيمية هي التحالفات السياسية السائدة المحتكرة لمراكز القرارات السياسية
فإلى متى سيظل الخطاب الأمازيغي سؤال محرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر