الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان لم تقدم أجوبة للاسئلة التي طرحتها كورونا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2020 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في القدرة الإلهية العظمى ثقتنا
الحرية ديننا
العقل رسولنا
الطبيعة كتابنا
المساواة و الأخوة مبادئنا

موضوع مختلف

قبل فرض الحجر الصحي بالمغرب في 20 مارس 2020 ، كنت أشتري بعض الحاجات من عند أحد الباعة ففاجأني بالسؤال: ألا تعلم ماذا جرى في الصين يا أستاذ ؟
قلت : ماذا حدث ؟
قال: لقد سلط الله فيروس كورونا على الصينيين يفتك بهم ..
فسألته : و ماذا في ذلك ؟؟
فقال: إنه غضب من الله عليهم لأنهم نكلوا بالمسلمين الإيغور.

فتذكرت لثوان تلك الصور من فيديو رأيته عن عمليات إرهابية قام بها متطرفون إيغور في الصين ..ربما لا يعرفها هذا البائع و لم يرها و ذلك الفيديو الذي يقول فيه عبد الله عزام الفلسطيني إبن مدينة جنين و أستاذ أسامة بن لادن أن الإسلام إرهاب و الإرهاب فريضة في دين الله و أن كل مسلم هو إرهابي و مرعب ..و إستشهد بنصوص من الثراث الاسلامي منها "و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم"..مضيفا أن المسلمين المعتدلين الموديريت الناعمون المرنون المنفتحون هؤلاء في واد و دين الله في واد ...(أنظر روابط الفيديوهات اسفله )

فقلت : آهاه ؟؟

قال : نعم ...

في مرة أخرى لما وصلت كورونا للمغرب و بدأت إجراءات الدولة الإحترازية والإستباقية بعد تسجيل بعض الإصابات بكورونا حسب ما تم الاعلان عنه حدث و ذهبت عند نفس البائع .طلبت منه بعض المقتنيات فهرع يجمعها و هو في حالة غير طبيعية يتذمر و غضبان .فسألته مالك يا سيدي ؟
فقال : لقد جاؤوا عندي (يقصد السلطات العمومية) وقالوا يجب اغلاق المحل مع الخامسة مساء أو السادسة لا أتذكر بالضبط .لأنه ستبدأ حالة الطوارئ ..

فسألته :بسبب كورونا التي كانت في الصين ؟؟

قال : نعم ثم سكت ..

فقلت له : كم ثمن كل هذا ؟

قال : كذا و كذا ..

دفعت ثمن المقتنيات و إنصرفت دون الحديث عن كورونا و لا عن كلامه عن الصين التي قال انها تسلطت عليها كورونا بغضب من الله ...
إنتهى الحوار...

هذا التفسير المنقول دائما عن الفقهاء و الشيوخ حينما تصيب اي فاجعة من يعتبرونهم أعداء أي غضب الله عليهم ينقلب لإبتلاء حينما يصيبهم هم .و قد يفسرون هذه الحالة الاخيرة بالغضب الالهي ايضا...

علما ان الغضب و الفرح و السرور و غير ذلك من الحالات تزيد و تنقص فيستحيل ان تكون من حالات الله أو القدرة الالهية العظمى لأنها موصوفة لزوما بالمطلق .و المطلق لا يمكن ان يوصف بغير المطلق ..هذه الحالات هي صفات بشرية تم اسقاطها من طرف الكتبة القدامى على القدرة الالهية العظمى في العصر الأبوي اي في العصر الذي كان القدامى يعتقدون فيه ان "الله" أبوهم" كفرد من العائلة البشرية و رضاه يشبه رضى الوالدين ...

نحن في ((إتحاد الربوبيين الناطقين بالعربية أيضا)) نقول أن لله أو بمصطلحاتنا القدرة الإلهية العظمى لها علم مطلق و حضور مطلق و قدرة مطلقة و بالتالي فكل ما توصف به هو مطلق و فوق بشري لا يمكنه ان يزيد أو ينقص كما أسلفنا و لا يمكن ان يتصف به البشر ..و لذلك أضفنا صفة العظمى للاسم.كلمة عظمى كاسم تفضيل ليس لها حدود ...يعني أعظم شخصية في الوجود لان الكون الذي اوجدته له مقاييس تفوق الخيال ...

الحضور المطلق مثلا يمكن وصفه بكونها ليست مثلنا نحن الذين لدينا حاضر و ماضي و مستقبل و بداية و نهاية .فالقدرة الالهية العظمى في تصورنا كوجود لا نهائي لها حضور مطلق في جميع الاتجاهات التي قلنا بالنسبة لنا (حاضر و ماضي و مستقبل). و بالتالي فليس لديها ماضي و حاضر ومستقبل و إنما حاضر دائم فقط و هو ما سميناه الحضور المطلق.لأن ليس لها بداية أو نهاية ..و ما ليس له بداية او نهاية لا يمكن تصور ما قبله او ما بعده.

و لأنها هي الوجود الأزلي غير المادي بما انها أوجدت المادة فبالتالي ليست شخصا مذكرا أو شخصا مؤنثا رغم كوننا نستعمل مصطلحا مؤنثا...و هنا ، الاشكال هو قصور لغوي في اللغة ذاتها التي ليس فيها ما يدل على غير المجنس في الاسماء و الضمائر و الافعال و ليس قصورا فكريا في هذه النقطة بالذات كما أوضحنا .

و عمل القدرة الالهية العظمى في الكون هو من خلال القوانين الطبيعية (قوانين إلهية في إعتقدنا) التي إكتشفها العقل عن طريق العلوم العصرية ...

و إذن فانتقال الفيروسات والبكتيريا و الامراض المعدية عموما يتم وفق ما اكتشفته العلوم العصرية يا اما بواسطة الحيوانات او بواسطة الانسان نفسه او من خلال الهواء .و بالتالي فمواجهة الاوبئة و الافات تجب فيها خطوات عملية ترسمها العلوم العصرية و الطب وهي ما تقوم به الدول و تنصح فيه منظمة الصحة العالمية ...و اذن فهي (اي الخطوات العملية) من صميم المتخصصين في المجال العلمي العصري ...و ليست من اختصاص رجال الدين المتخصصين في اللغة و في الفقه الديني ...

.

و لقد رأينا و سمعنا النقاش العلمي الذي كان بين الاطباء و المتخصصين في المجال في مختلف التخصصات في البيولوجيا من أخذ و رد في وسائل الاعلام حول الوسائل و الادوية الطبية الكفيلة بمعالجة الظاهرة الوبائية عبر العالم شارك فيها أطباء مغاربة على رأسهم معالي وزير الصحة و مدير مديرية الأوبئة السيد اليوبي و غيرهم مشكورين... و سكت رجال الدين عن الكلام في المجال (المقصود هنا كل رجال الدين سواء مسلمين او يهود او مسيحيين او غيرهم) ..و حسنا فعلوا ... لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقولون..

لكن بقي لهم مجال وحيد هو الدعو للصلاة ...

و قد صلينا جميعا نحن المقتنعين بوجود القدرة الالهية العظمى و جدوى الصلاة من اجل الأرض كلها آنذاك ...

و عجز رجال الدين عن تقديم الاجوبة العلمية العصرية على التساؤلات التي تطرحها الحالات التي تتعلق بالاوبئة أو الاشكالات العصرية مرده ببساطة أن المعين الذي ينهلون منه يتحدث عن بيئة 14 قرنا و أكثر ليست هي بيئة اليوم مع التكاثر السكاني و التطور الفكري و العلمي..و قد بينت أزمة كورونا هذا بكل وضوح ...فإذا سألت أحدهم قائلا : إن البضاعة الفلانية كنا نشتريها فقط بكذا أو كذا ، فسيقول لك : هذا كان قديما أما الآن فالأمر مختلف ... بمعنى ان تغير الامور و الزمن يؤدي حتما لتغيير الاثمان كأمر منطقي ...لكن حين يتعلق الامر بالدين يصمتون.

مما يؤدي بنا للإستنتاجات التالية:

في دروس المنطق يمكننا القول بصدد معلومة معينة أنها متناقضة أو كاذبة .

و إذا قلنا أن الأديان المقدسة صارت عاجزة أمام العلم العصري العقلاني اليوم كأننا قلنا أن ذلك المقدس الذي كان متقدما في زمانه لم يعد كذلك الآن .

و بما أن العجز لا يمكن رده لله أو للقدرة الألهية العظمى الموصوفة بالقدرة المطلقة و العلم المطلق كما قلنا و يتفق في هذا الجميع فمعنى ذلك أننا أمام تناقض ..أي أمام معلومات كاذبة ..

إذ كيف يجتمع في عقل بشر سوي أن شيئا موحى به من الله أو من القدرة الإلهية العظمى يصير عاجزا عن تفسير ظواهر سببها الأول الله نفسه ؟؟

الحل الوحيد الذي يبقى أمام عقولنا و هو أن بعض البشر القدماء كتبوا ما كتبوا ثم إدعوا أن المكتوب الذي سمي مقدسا لاحقا كان وحيا من الله أي نسبوه له .و هذا يعني أن الموصوف بالوحي لم يكن كذلك .أي أن ما قالوا لنا من معلومات كانت كاذبة ..

وبما أن الفلسفة و المنطق و العقل الذي كونته القدرة الإلهية العظمى فينا بمشيئتها السرمدية هي هبات إلهية حقيقية ، فهذا هو السبب وراء وجود العلوم العصرية ..

و بما أنها هبات إلهية حقيقية غير مزيفة فهذا هو السبب وراء تقديم العلوم العصرية التي هي نتيجتها الأجوبة المناسبة والصحيحة لوضعنا الحالي بينما عجزت الأديان. لأن معلومات هذه الاخيرة كاذبة اي متناقضة ..

و منه نستنتج أن الأهمية القصوى يجب أن تعطى للعقل و إنجازاته على ما سواه لأنه هبة إلهية .

و لأن السير وفق العقل بما انه هبة إلهية هو سير وفق مشيئة الله ....

فلا يجب أن نمنع السؤال أو الجدل الفلسفي العقلاني أو العلوم العصرية لأن كل هذه الاشياء هي هبات إلهية جيدة تتكاثر منها هبات إلهية جيدة أخرى مثل التكنولوجيا التي نعيش عصرها نحن ...و يجب في نظري أن يدفعنا هذا للافتخار وللشكر لهذه القدرة الالهية العظمى كل وقت و حين أو كلما سمحت الفرصة إذا كنا مقتنعين بوجودها ...

و أخير يمكن طرح السؤال : ما البديل او الطريق البديل بالنسبة لرجال الدين الحاليين ؟

انه ما اقترحناه على قداسة البابا فرنسيس أي أن يتحولوا لأستاذة في الجامعات الدينية بعد أن يتكونوا في العلوم العصرية و في الاعتقاد بوجود القدرة الالهية العظمى بطريقة عقلانية فلسفية على حسابهم الخاص أو على حساب منح تمنحها مؤسسات عالمية متبرعة و ليس على حساب الدول التي ينتمون لها ...فيصير رجال الدين لهم دور عالمي و توحيدي في اي مكان من الارض و ليس في بلدانهم فقط ..و يسمون بعد ذلك أساتذة و ليسوا شيوخا ...

و لأن أغلب بلدان العالم تستعد الآن للخروج من الضائقة الوبائية و منها المغرب بصبر و أناة سالمة ، أتمنى لكل الدول و منها المغرب النجاح في خروجها من الازمة بأقل الأضرار و رجوعها لحالتها الطبيعية افضل مما كانت مع استخلاص العبر و الدروس التي تفرض نفسها في مثل هذه الأحوال ...

آمين.

رابط فيديو عبد الله عزام الذي يقول فيه الأرهاب فريضة في ديننا في مسجد بأفغا نستان القريبة من الصين :
https://www.youtube.com/watch?v=umwAs87T1BA
رابط فيديو تتمة للفيديو الأول لعبد الله عزام :
https://www.youtube.com/watch?v=aINPTqyiVyg
رابط فيديو ما يقوم به إرهابيو الإيغور في الصين و الذي أجج رد فعل السلطات الصينية عليهم.
https://www.youtube.com/watch?v=JvujOx5wtjY








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فاقد الشيء لا يعطيه. فعن اي ادلة تطالب؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 7 / 9 - 05:36 )
الاديان صلة روحانية بين الانسان والالاه الذي يعتقد فيه وليس لها علاقة بالعلوم البيلوجية او التكنلوجية وان داء الـ Corona عرى تلك الالقاب كـ آية الله وحجة الله وساوى بينهم وبين عمال التنظيف بل بجل عمال التنظيف اكثر منهم لان عمال التنظيف اثبتوا انهم دواء غير مباشر ضد الامراض عامة ببينما آيات الله والناطقين باسمه اختبؤوا في جحورهم خوفا من هذا الوباء القاتل بل ان بعضهم فارق الدنيا بسبب هذا الوباء(ر).اخي الكريم يجب على المسلم وغيره ان يسال نفسه هل دينه هو اختياره ام هو وراثة من آبآءه والمحيط الذي نشا فيه وبهذا لا يملك اي دليل على صحة ما يعتقد لذا لا يحق لاي كائن من كان ان يجبر الناس على تغيير دينهم بالقوة والارهاب بل بالدليل والبرهان الغير قابل للنقض وهذا مستحيل لان كل دين لديه معجزات رواها الاقدمون ولا دليل مقتع على حدوثها والا لكانت الاديان كلها صحيحة. فلماذا يصدق المسلم معجزات دينه ـ وهو لم يراها ـ ويكذب معجزات دين الهندوس؟. اخي الكريم ان الحقيقة التي لا مراء فيها ان الالاه الخالق العظيم ليس هو الاه الاديان والدليل هو وباء الـ Corona .فهل يحتاج الخالق لمخلوق يدافع عنه وهو القادر المطلق؟

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال