الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما تصيرُ المرأةُ: سيارةً ب قِفل!!!

فاطمة ناعوت

2020 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مشكلة ظاهرة "عبد الله رشدي"، ليست في أفكاره الهادمة للقيم الإسلامية الرفيعة، فالدينُ متيٌن، لا يُهدَم بمعاول الهادمين. مشكلته أنه يضع كلماتِه اللئيمةَ على ألسن ملايين الشباب فقيري المعرفة، فيردِّدونها كالببغاوات دون دراية ولا وعي. ذاك أنهم في طور الحداثة العمرية والافتقار إلى البحث والقراءة وبنيان العقل، فيشبهون الإسفنج الذي يتشرّب السُّمَّ في خلاياه، ثم يبخّه في وجه المجتمع، دونما يمرُّ على عقل. بمكرٍ، يُذَّيلُ "جميع" تغرداته المنافية لقيم الإسلام، بهاتشتاج (#الأزهرـقادم)، فيوحي لمتابعيه الأغرار، بأن تلك الأفكار الركيكة هي "رأي الأزهر الشريف" أيضًا، رغم أن مؤسسة الأزهر قد سبق وتبرأت من أفكاره جملةً وتفصيلا، ونشرت الصحفُ ذلك، مثلما تبرأت منه الأوقاف ونشرت على الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف بيانًا رسميًّا جاء فيه: “بناء على مذكرة بشأن ما يثيره الشيخ عبدالله رشدى على صفحاته من آراء لا تليق بأدب الدعاة ولا بالشخصية الوطنية المنضبطة بالسلوك القويم،... قرر السيد وزير الأوقاف منع الشيخ عبدالله رشدى من صعود المنبر، أو أداء الدروس الدينية بالمساجد، أو إمامة الناس بها، لحين الانتهاء من التحقيق معه فى المذكرة المرفوعة.”
لكن آلاف الشباب من ضحال الثقافة لم يقرأوا هذا البيان الرسمي، ويظلّون يمتصون سمومَه من صفحته الحاشدة بملايين المتابعين، بسبب "تحرّشه" بالأزهر الشريف بذلك الهاتشاج المراوغ، الذي يُربك الصغارَ فيظنون أن آراءه وأراء الأزهر الشريف صنوان على خُطى واحدة.
أدواتُ هذا الرجل، عدا التمسّح بالأزهر الشريف: اللعبُ باللغة، والسفسطة الفكرية التي تُربِك فقيري الثقافة، فيظنون أن لَغوَه عن فكرٍ سليم وهديٍ قويم. والسبب في ذلك هو فقر متابعيه لصحيح اللغة والبيان والعجز عن البحث والتحليل.
من المغالطات اللغوية الكبرى التي هدم بها عبد الله رشدي ثوابتَ الوحدة الوطنية في مصر، قوله: "المسيحيون كفّار."، فيُشرّع للإرهابيين حرقَ الكنائس وذبح المسيحيين نهارًا جهارًا. ولما هاجمه المجتمعُ والأزهرُ الشريف، عاد يُسفسط قائلا: “أقصد أنهم كافرون بعقيدتي، مثلما أنا كافرٌ بعقيدتهم.” وكالعادة صدّقه فقراءُ العقل من المتابعين، وراحوا يرددون كلمته كالإسطوانة المشروخة، غافلين عن أنه أبدًا لم يُكمل الجملة، بل يبتسرُها دومًا. فلم يقل يومًا: “المسيحيُّ كافرٌ بالإسلام"، بل يقول: (المسيحيُّ كافر. ) ونقطة في نهاية السطر. وشتّان بين الجملتين! ويؤكدُ نواياه الخبيثة تجاه أشقائنا في الوطن، قولُه صراحةً: (المسيحيةُ عقيدةٌ فاسدة.)، بينما نحن كمسلمين مأمورون بالإيمان بكل ما سبق الرسالةَ المحمدية من رسالات سماوية.
اليوم، وفي ظاهرة "التحرش الجنسى والاغتصاب" المنتشرة في مصر بكل أسف، وبعد تكرار جرائم اغتصاب الأطفال الغريبة على المجتمع المصرى، أدلي "عبد الله رشدي" بدلوه الفاسد؛ فزعم أن ملابس النساء من أسباب التحرش والاغتصاب! وكأنه يُعطي رخصةً شرعية للمتحرش بجرائمه. ولما هاجمه المجتمعُ هرع كالعادة إلى السفسطة اللغوية زاعمًا أن ملابس المرأة لا تبرر اغتصابَها، لكنها أحدُ الأسباب، وضرب مثلا ركيكًا بأن المرأةَ كالسيارة؛ إن تركتها مفتوحة سوف يركبُها غيرك! ورغم ركاكة المثال الذي يُشبّه المرأة بجماد غير عاقل من الممتلكات الذكورية، إلا أن أتباعه هللوا وصفقوا! والمدهش والمثير للغثيان حقًّا أنَّ من بين المهللين فتياتٍ ونساءً رضَين بكونهن سياراتٍ بقفل! وبرر اغتصابَ الأطفال والتحرش بالمحجبات والمنتقبات بالاستثارة الجنسية التي تصيبُ الذكور بسبب ملابس النساء غير المحجبات! قائلا بالحرف إن ملابس النساء "تستفز" ذكورته"! معترفًا أنه، وأيَّ متحرّش، محضُ "ذَكر" تحركه غرائزُه، وليس رجلا نبيلا تحكمُه القيمُ والأخلاق والمُثل والمبادئ الدينية القويمة التي تحثّه على غضّ البصر واحترام المرأة وحمايتها من نفسه ومن ذكور الذئاب.
ومن خلال ملاحظاتنا لنوعية متابعيه الذين "يتحرشون" بصفحاتنا، نحن جماعة التنويريين، فيكيلون لنا من البذاءات والشتائم ما يخدش لوحة الأخلاق، وما يُخجل مصرَ (بصفتهم مصريين)، وما يُهين الإسلامَ (بوصفهم مسلمين)، لاحظنا أن متابعيه يتميزون ببعض الصفات الثابتة: 1- حديثو العمر، فئة ما قبل العشرين عامًا وما حولها. 2- يجيدون السُّباب والشتائم الجنسية المخيفة، فتندهشُ كيف للمرء أن يزعم دفاعه عن ثوابت الدين، بينما لم ينجح في تنظيف لسانه من الدنس، 3- ضعافٌ للغاية في مبادئ اللغة العربية؛ فيقعون في أخطاء إملائية أولية، وهذا يبررُ تصديقهم لسفسطاته اللغوية التي لا يكشفُها إلا مثقفٌ، 4- فقرهم المعرفي الهائل وتسطيحهم الثقافي، وهذا يبرر تصديقهم لكل ما يقول باعتباره من رجال الدين الذي ينطق بصحيح الإسلام، 5- أبناء ثقافة سمعية، يرددون ما يسمعون دون إعمال عقل. وللحديث بقية. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحترم الوطن.”
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللعب على الحبال الشيخ عبد الله رشدي وكشفه
مروان سعيد ( 2020 / 7 / 9 - 23:02 )
تحية للاستاذة فاطمة ناعوت وتحية للجميع
ان اكثر الشيوخ متشابهين ولكن الشيخ عبدالله رشدي اكثرهم مراوغة واللعب على الحبال وقد شاهدت حوار بينه وبين الاخ رشيد ارانا فيه الترقيع الحقيقي والمراوغة
https://www.youtube.com/watch?v=B9QGNVJOz4Y&feature=emb_rel_end
وبالنسبة للتحرش هو من القران واول متحرش بها الطفلة عائشة والثانية زينب بنت جحش واخذها محمد لنفسه وكان لديه احدى عشر امراءة اما ابنه فلم يكن لديه غير زينب
وواهبات نفسهم تحرش جنسي ايضا ومن الاه الاسلام كيف يصرح لنبي بان يزني باية قرانية
والاسلام قض احط بالمرااءة اكثر من الجاهلية بل وادها وهي حية وطول عمرها
ومودتي للجميع


2 - هل الاسلام لغز كبير لا احد يعرفه
سيد تنويري ( 2020 / 7 / 10 - 06:51 )
لا يوجد في العالم دين اختلف فيه الناس العاديين و الفقهاء في تعريف ما هو صحيحه بقدر الاختلاف في تعريف الاسلام الصحيح، هذا يدفعنا الى التساؤل هل الاسلام لغز عصي عن الفهم و الحل ؟ الاسلام هو طيف واسع من الافكار و المواقف التي تغيرت و تطورت حسب تغير و تطور قوة مؤسسه، و المعروف ان مؤسسه في بدايته لم يكن يملك من القوة ما يمكنه من ان يفرض اراءه على المجتمع ، فكان خطابه في بدايته تسامحها رقيقا و لكن مع تنامي عدد المنتمين الجدد الى الدين ( العصابة ) الجديدة و تعاظم قوته حدث تغيير في خطاب مؤسسه و مال الى العنف و لهجة التهديد و التحريض على القتل و حلل لاتباعه سرقة اموال المناوئين الذين يرفضون الانتماء الى حركته الذين سماهم بالكفار و حلل اخذ نساءهم سبايا بعد قتل الرجال الكفار، هذا التنافر في خطاب القرآن المتمثل في تناقض اياته المكية و آياته المدنية هو سبب اختلاف ف ناعوت و الشيخ رشدي في تعريف ما هو الاسلام الصحيح ، ناعوت تستند على الايات المكية و رشدي يستند على المدنية، من المعلوم ان آخر طبعة منقحة لأي كتاب هي تصبح المرجع و تعطي الصورة النهائية لفكر المؤلف، آسف ناعوت ، الشيخ رشدي هو الصح


3 - سبب تدهور الاسلام فلسفته العنصرية
طارق حسين ( 2020 / 7 / 10 - 10:21 )
بعد هذا الكم من الفقه الاسلامي والاجتهادات في تفسير القرآن والاحاديث وتقسيمها ما بين مكة والمدينة وما بين الصحيح وغير الصحيح، اختلط الامر على المسلم الذي صار لا يفكر بنفسه وانما اعتمد على تفكير من اسموهم -علماء الدين- واخذ يستنسخ افكارهم ويستقوي بها في بناء طريقة عيشه، من دون الاهتمام بالاخر، باعتبار ان كل ما يؤمن به هو الصح وكل ما يؤمن به الاخر هو الخطأ. ما اود قوله ان هؤلاء، اي -علماء الدين-، تمكنوا من خلق فلسفة عنصرية بكل ما للكلمة من معنى، تاصلت في الفكر الجمعي للمسلمين قليلي العلم، والذين يشكلون السواد الاعظم في المجتمعات الاسلامية، حتى اصبح من الصعوبة بمكان اعادة تصحيح الفكر والفلسفة الاسلامية. لقد اصبح المسلم يعتقد ان العالم خلق فقط للمسلمين، ولا غير المسلم له حق العيش على هذه الدنيا.
وموضوع التحرش ايضاً مرتبط ارتباطا وثيقاً بالفلسفة الاسلامية المعادية للمرأة. لكن يبقى السؤال لماذا تبقى النساء رهن تعاليم اساءت اليهم؟


4 - حقيقه المعتقد
على سالم ( 2020 / 7 / 10 - 16:14 )
من المؤكد ان الاسلام جاء بالخراب والجهل والتخلف على امه الاسلام


5 - التخلف الاكبر هو عند اكثر الشيوخ والسبب بالتحرش
مروان سعيد ( 2020 / 7 / 10 - 20:10 )
تحية مجددا للجميع
طبعا لهم دور كبير في التحرش الجنسي لاانهم ينقلون الكفرمن المتحرش الاول واعتقد يجب تسريحهم ووضعهم بالحظر الاجباري ويجب مساعدتهم نفسيا
هم اكثر ضرر على المجتمع وياخذون بدون اي نفع وهم اغنى الناس وهم بغير اخلاق انظرو كيف يحللون زواج الصغيرة
https://www.youtube.com/watch?v=bpcIMsGE1_8
ويحللون التحرش ويجعلون المراءة سلعة ويريدون وضعها بعلبة مغلقة
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال