الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنقذوا مسيحيين العراق من الأبادة الجماعية

جورج فايق

2006 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن ما يتعرض له مسيحيين العراق من إرهاب وصمة عار على جبين الإنسانية و لا يكفي الكلام و الإدانة لما يحدث لهم من إرهاب وصل قبلا إلى القتل و تفجير كنائسهم و الآن تهجير من منازلهم تحت ضغط الترويع و التهديد على يد المجاهدين الإرهابيين الذين يسعون في العراق فساداً و تمتدد يدهم القذرة إلى هذه الفئة المسالمة وقليلة العدد و التي هي أصل العراق و لم يفدوا إليه .
ماذا قدم المجتمع الدولي لمسيحيين العراق حتى يضمن سلامتهم و عدم تعرضهم للأبادة الجماعية و القمع، والتعذيب، على يد الميليشيات الإسلامية و التي جعلت من حياتهم جحيماً مثل جحيم طالبان
نحن نعرف أن شعب العراق كله يعاني من الإرهابيين و لكن مسيحيين العراق يعانوا أكثر من الكل لكونهم فئة قليلة و ليس لها عشائر أو نظام قبلي يدافع عنهم و يطالب بحمايتهم و ليس بيدهم متفجرات أو أسلحة يهددون بها الأمنيين أو يفجرون أنفسهم في بقاع الأرض ليلفتوا النظر إلى قضيتهم العادلة و هي العيش في أمان في بلادهم التي هم أصلها
اشتدت معاناة مسيحيين العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق و انعدام الأمن هناك و انتشار الصراع الطائفي و تأجيجه في العراق بين الإسلام السني و الإسلام الشيعي و أصبحت العراق مسرحاً كبيراً للإرهاب لم تستطيع جيوش التحالف بكل إمكانيتها السيطرة عليه و أنتشر الفكر الوهابي القادم من شبه الجزيرة العربية و يتجلى هذا واضحاً في تفجيرات الأضرحة و العتبات المقدسة عند الشيعة التي يراها الوهابيون كفر و شرك يجب أزالته و من ناحية أخرى هناك دوراُ كبير لإيران في الصراع الطائفي في العراق و أصبح الولاء للطائفة و ليس للعراق و أصبحت حياة الأقليات جحيم لا يطاق و على رئسهم الطوائف المسيحية لأن ديانتهم مشابهة للمحتل كما يدعون و هذا ليس سبب و لكن حجة لتنكيل بهم لأن وطنية مسيحي العراق لا شك فيها فأنهم يبنوا و يعمروا و لم نسمع عن تفجير قاموا به لحافلة أو مركز شرطة أو جامع أو حرق أنبوب نفط بل تقدم مستشفيات و صيدليات الكنائس المساعدات المجانية للفقراء و العاجزين من كل الطوائف و لكن يبدو أن الإرهاب أصبح هو معيار الوطنية فكلما زاد إرهابك زادت وطنيتك و تدينك و من لا يمارس الإرهاب صديق للغزاة و خاصة أنهم يتبعون نفس الدين
ماذا تفعل الأقليات المسالمة التي لا تحمل سلاح و لا تمارس الإرهاب حتى تحصل على أبسط حقوقها و هو العيش بأمان في بلادهم؟
من ينجي مسيحيين العراق و غيرهم من الأقليات الدينية من بطش و قمع و تعذيب المليشيات الإسلامية لهم بحجة المقاومة و غيرها ؟
من يتحمل مسئولية قرابة 3500 عائلة مسيحية كانت ضحية تهجيرا قسري لكوردستان أتى معظمهم من بغداد و الموصل بعد التعرض لتهديد جماعات إسلامية متطرفة مما جعلهم يتركون ديارهم هناك و في ظل ارتفاع أسعار المساكن في كوردستان لزيادة الطلب و قلة المعروض سكنوا في المقابر مع الحيات و العقارب لأن الحيات و العقارب أكثر تسامحاً وشرفاً من الإرهابيين الذين يلقون دعماً و مناصرة من العالم الإسلامي بحجة أنهم مجاهدين وحتى أن تجمع مسيحيون العراق جميعهم في كوردستان لن يتركوهم يعيشون في أمان سيقتلونهم بحجة التخطيط لإقامة دولة مسيحية في كوردستان فحجج قتل الغير كثيرة لديهم
يجب على العالم الغربي و خاصة الاتحاد الأوربي و كندا و استراليا و نيوزلندا تحمل المسئولية تجاه هؤلاء المضطهدين و المهجرين من بيوتهم و فتح باب الهجرة على مصراعيه لمن يريد منهم عن طريق اللجوء الديني و السياسي لــمسيحي العراق و كف ترديداً نغمة هذا ما يريده الإرهابيين أخلاء العراق و تفريغه من المسيحيين و غيرهم من الأقليات الدينية و العرقية
فأنهم سوف يخلون العراق منهم بالقتل و التنكيل و لذلك من الأفضل أن يتم ذلك بالهجرة للغرب أم الغرب يعطي لجوئه للإرهابيين فقط ؟ كما كانت تعطي واشنطن و لندن اللجوء السياسي لأعضاء الجماعات الإسلامية حتى كونوا خليات إرهابية داخل بلادهم و ذاقوا من كأس الإرهاب المرير
هل تريدوا من الأقليات المسالمة أن تلجأ إلى الإرهاب حتى تحل قضيتهم و تعرض مشاكلهم ؟ هل أصبح المجتمع الدولي أصم حتى لا يسمع صوت صراخ ظلم أقليات الشرق الأوسط و على رأسهم مسيحي العراق ؟ أم أن العالم أصبح يلتفت فقط للأصوات البارود و المتفجرات ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج


.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و




.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa